![]() |
مرجع للقهوة العربية
القهوة العربية يرتبط اسمها دائما بالبن وتعني كلمة البن (الريح الطيبة) وتعود قصة اكتشافه إلى حكاية قديمة في القرن السادس عشر الميلادي، وهي أن راعيا في اليمن فوجىء بغنمه وقد اعترتها حالة غير عادية من الحيوية والنشاط عندما أكلت من شجيرة معينة ولم يستغرق الأمر من الراعي وقتا طويلا حتى قرر أن يتناول هو الآخر بعضا من هذه البذور ليجربها بنفسه ويكتشف الأثر الواضح لزيادة نشاطه وحيويته، وكان هذا سببا في اكتشاف شجرة البن التي يصنع منها مشروب القهوة الذي يعد من أكثر المشروبات انتشارا واستهلاكا في العالم. والقهوة تختلف درجات تركيزها عند العرب فهي خفيفة عند البعض وقهوة غامقة عند البعض الآخر وهي في كل الحالات مرة وليس فيها سكر ويضاف لها الهيل كعنصر أساسي وكماليات أخرى كالزعفران والعنبر والزباد والشمطري والزنجبيل والشنة وغيرها، وتقدم في فنجان صغير فمه أوسع من قاعدته، وللقهوة مكانة وقيمة عظيمة لدي أبناء البادية ولها مكانة خاصة في نفوسهم يشترك فيها الغني والفقير على حد سواء فهي رمزا للكرم عند استقبال الضيوف ورواد المجلس وتعبير عن الأصالة وكرم الضيافة،وهي أول ما يقدم للضيف بعد الترحيب، ويعتبر الترحيب وتقديم القهوة والتمر أول القرى للضيف وتقول العرب في أمثالها ( بهار القهوة التمر ) ، يقول الشاعر سعد بن ناصر المطوع : أول قراهم دلتين وترحيب ترحيبةٍ سهلة بنفس رفيعة ونظرا لمكانة وقيمة القهوة لدى أهل البادية يدفعون في شرائها غالي الأثمان لتقدم للضيوف ويصرفون مبالغ كبيرة على شراء أجود أنواعها ومستلزماتها حتى وإن زاد سعرها، كما أنهم يشدون الرحال لجلبها من أي مكان حتى لو كان ذلك بعيدا عن ديارهم، يقول الشاعر المعروف خلف بن هذال: سوولي الكيف وأرهولي من الدلـه البن الأشقر يداوي الرأس فنجالـه كيفٍ لنا نحرقـه بالنـار ونزلـه وليا انقطع لو ورى صنعاء عنيناله ويقول الشاعر عبد الرحمن العبيداء: فنجال بنٍ بالثمـن غالـي السـوم يجلي صدى القلب المشقى الخلاوي الاهتمام بشبة النار وصنع القهوة كذلك تعتبر شبة النار ودق النجر في الماضي دليلا على الكرم والجود لمن تسمع في بيته، لذلك نجد أن أبناء البادية يهتمون بشب النار لصنع القهوة أمام بيوت الشعر في الليل حتى يراها المسايير والضيوف فيعكفون إليهم وهي بمثابة دعوة ونداء للجميع للحضور وتناول القهوة، ويفتخرون بكبر وحجم النار المشبوبة ونوع الحطب الذي يشعلونه، أما في النهار فتشب النار في طرف البيت، ويسمى المكان الذي تشب به النار لصنع القهوة الوجار وهو عبارة عن حفرة تشب فيها النار وتوضع المعاميل حولها، ويعتبر شب النار وصنع القهوة مقياس لبلوغ سن الرشد لدي أبناء البادية فيقال أبن فلان يشب الضو ( يشب النار ) أي يستطيع عمل القهوة ويقدمها للرجال فلا ينظر إلى سنه، يقول الشاعر رشدان بن خلف الحربي: ومنارةٍ نأخذ حطبها بالأرواج ونارٍ سناها يوقظ النايمينـي وتختلف رغبات أبناء البادية في وقت شبة النار لصنع القهوة فمنهم من يحب أن تكون في أخر الليل قبل صلاة الفجر، يقول الشاعرالأسمر خلف الجويعان: ياما حلى فنجال بيـضٍ بغاديـد قبل صلاة الصبح والوقت ما فات ويقول الشيخ تركي بن حميد العتيبي: ياما حلا يا عيد في وقت الأسحار جر الفراش وشب ضو المنـاره مع دلة تجذا على صالـي النـار ونجر ليا حرك تزايـد عبـاره النجر دق وجـاذب كـل مـرار ما لفه الملفوف مـن دون جـاره في ربعة ما هي تحجب عن الجار لامن ولد اللاش ما شـب نـاره وأخير منها ركعتيـن بالأسحـار لا طاب نوم اللي حياته خسـاره ومنهم من يحب أن تكون في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس، يقول الشاعر عبد الله بن برعاش: يا زين شبتها على شقـة النـور يوضي على وجيه النشاما سفرها ومنهم من يحب أن تكون في الصباح مع أو بعد شروق الشمس، يقول الشاعر محمد بن ناصر السياري: نارٍ لها مع طلعة الشمس نيـره ليا شافها العمسان عقب العمى فز ومنهم من يحب أن تكون في وقت الضحى، يقول الشاعر خلف بن محمد الشراري: فنجال خطو الغشمري يشرح البال وقت الضحى لا قربّت حومة الطير ومنهم من يحب أن تكون بعد الظهر، يقول الشاعر عبيد الحمود الاسعدي: فنجالٍ عقب الظهر ماله مثيلي يغدي عن المهموم كثر النوابير ومنهم من يحب أن تكون بعد العشاء، يقول الشاعر عضيب بن شلاح الحربي: ياما حلى عقب العشاء شبة النار عقب الهجوع ليا رقد كل كوبه أسماء القهوة عند أهل البادية للقهوة أسماء تشتهر بها بعضها نسبه إلى نوع البن وببعضها نسبه إلى طعمها ومن اشهر أسمائها ما يلي:- 1- الكيف : وهو من أشهر أسماء القهوة على الإطلاق ومعنى الكيف ارتياح البال وانشراح الصدر والتلذذ بشرب القهوة، ويقول الشاعر فيصل الشمري: زيّن لنا كيفٍ يونس هل الكار كيفٍ ينومس للسهر والتعاليل 2- البـن : نسبه إلى المادة الرئيسية لصنع القهوة، يقول الشاعر فهد بن خربوش الشمري: بدوٍ تنفّد غالي البـن تنفيـد بدلال وارفافٍ طويل ظلاله 3- المـر : نسبة إلى طعم القهوة المائل إلى المرارة، يقول الشيخ تركي بن حميد: قم يا محمد سـو حلـوٍ ومـرا رسمٍ ليا جوك النشامى هل الكيف 4- البرية: نسبه إلى نوع من أنواع البن اليمني الجيد، يقول الشاعر إبراهيم بن جعيثن: أدني على بالي دلالٍ نظايف وبريةٍ يطرب لها كل حمّاس 5- الشاذلية : اختلفوا في سبب التسمية فمنهم من يقول إنها نسبه إلى توع من أنواع البن اليمني الجيد ومنهم من يقول إنها نسبه إلى عمر الشاذلي وهو أول من شرب القهوة، يقول الشاعر شاهر الأصقة: شبيّت نارٍ ما هبوبه بالأكواس وقرّبت محماسٍ به الشاذليـة 6- الطبخة : نسبه إلى طبخ القهوة على النار، تقول الشاعرة هيا بنت عيادة الحربي: عليك ياللي طبخته نصفها هيل اللي سعى بالطيب من غير قوه بهارات القهوة للقهوة بهارات كثيرة وأنواع متعددة تضاف معها منها ما يوضع لغير لونها ومنها ما يوضع ليغير ويحلى طعمها ومنها ما يجعل له نكهة مميزة ومنها ما يجعل لها رائحة زكية، ويعتمد نوع البهار في القهوة في المقام الأول إلى مزاج شاربها، ويحرص أبناء البادية على اضافة البهار إلى القهوة ولا يستسيغونها بدونه وربما يضاف نوعا واحدا أو أكثر إلى القهوة، يقول الشاعر ناصر بن بتال: يا مسوي الفنجـال كثّـر بهـاره يقعد عماس الرأس ريحه ليا شفيت أنواع البهارات من الأنواع المعروفة التي تبهر بها القهوة ما يلي 1- الهيل : وهو من أجود وأحسن وأغلى أنواع البهارات على الإطلاق، يقول الشيخ تركي بن حميد: وبهارها هيلٍ بليا حواسيس وكيفٍ يعد للنشاما القرومي 2- العويدي : ويسمى القرنفل أو المسمار وتسميه بعض العامة أبو شويشة، ويعطي للقهوة طعماً ولوناً مميزاً يميل إلى الأشقر، يقول الشيخ راكان بن حثلين: راعي دلالٍ كنهـا الغرانيـق فيها العويدي وأشقر البن فاحي 3- الزعفران : ويعطي للقهوة اللون الأشقر المائل الى الصفرة، يقول الشاعر محمد مشعي الدوسري: فنجالٍ أشقر زعفرانه مجمد بريةٍ شرّيت من اللي جلبها 4- العنبر والزباد والشمطري : ويعطون للقهوة رائحة عطرة زكية وطعم مميز، يقول الشاعر محمد العبد الله القاضي: مع زعفرانٍ والشمطري ليا انسـاق والعنبر الصافي على الطاق مطبوق 7- الزنجبيل : ويعطي للقهوة نكهة مميزة ويفضله كثيراً أبناء اليمن وجنوب المملكة. أدوات صنع القهوة : تتكون أدوات صنع القهوة لدي أبناء البادية من عدة أشياء يطلق عليها أسم المعاميل وهي مهمة لصنع القهوة، ولقد أنفردت الدلال دون غيرها من الأدوات بلقب المعاميل، يقول الشاعر عبد الله بن برعاش: القلب مع زين المعاميل مشقور ولو تصبر ساعةٍ ما صبرهـا ومن أدوات الأخرى لصنع القهوة ما يلي : 1- المحماس : وهو قرص اسطواني مجوف من الداخل لها يد طويلة لمسكها بها ومعها قضيب طويل نسبياً يسمى يد المحماس في رأسه نصف دائرة، ويستخدم المحماس لحمس وتحميص البن، ويصنع المحماس من الحديد السميك حتى لا يحترق البن أثناء الحمس، ويعتبر المحماس المصنوع من الحديد الرهيف عيباً من عيوب المحاميس، يقول الشاعر عبدالرحمن الرديعان: شفي ثلاث دلال هن والأواني ومحماسةٍ للبن ما هي رهيفه ويفتخر أبناء البادية بأن يكون المحماس أسود اللون من النار ويعتبرونه من الكرم لأنه يدل على كثرة حمس البن فوق النار، يقول الشاعر شامان بن عمر الرشيدي: هذي فعول محرقين المحاميس كرام السبال محرقة كل محماس وقد أثر المحماس كثيراً في حياة أبناء البادية حتى أطلقوا على أبنائهم اسم ( محماس ) وذلك لفخرهم به ولم يكن الشعراء أقل حظاً منهم فقد أثر المحماس في أشعارهم حيث نجدهم يصفون همومهم وضيقة خاطرهم وانشغال بالهم بالبن الذي يقلب على المحماس، يقول الشاعر محمد أبو دباس: يا حمس قلبي حمس بنٍ بمحماس ويا هشم حالي هشمها بالنقيـره ويعتبر حمس البن تفريجا للهموم وضيقة الصدر لدى أبناء البادية، يقول الشاعر سليمان بن شريم: لا دك في قلبي من الهم هوجاس حطيت فوق النار زين المحاميس 2- النجر ( الهاون ) : وهو على شكل اسطواني مجوف من الداخل له يد عبارة عن قضيب في رآسة الأسفل كالكورة المدببة، ويستخدم النجر ( الهاون ) لدق البن والبهارات، ويصنع النجر ( الهاون ) من النحاس، ويعتبر دق النجر فناً قائم بحد ذاته وله صوت رنان بإيقاعات مختلفة يجذب السامعين ويدعوهم لشرب القهوة وتختلف دقات النجر من شخص إلى آخر لانه فن قليلاٍ من يتقنه، يقول الشاعر سعد بن قطنان السبيعي: نجرٍ ليا حرّك تزايـد عبـاره يا زين حسّه بين عوج الدواوير وهناك أنواع من النجر ( الهاون ) مصنوعة من الحجر أو الخشب يسمي ( النقيرة ) ليس له صوت، يقول الشاعر سعد بن مناور الدهمشي: هذي يلقّمها والأخرى على النار والثالثة كبّـه بعيـن النقيـرة ويقسم أبناء البادية دق النجر إلى : أ-التثليثة : وهو ثلاث دقات في كل مرة مرتين ثقيلة في وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر ب- التربيعة : وهو أربع دقات في كل مرة ثلاث ثقيلة وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر ج- التخميسة : وهو خمس دقات في كل مرة أربع ثقيلة وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر يقول الشاعر أحمد الحماد: أثر دق النجر الأول للبعيد دقتيـن دقتيـن بالعـدال وقد أثر النجر ( الهاون ) كثيراً في حياة أبناء البادية حتى أطلقوا على أبنائهم أسم ( نجر ) وذلك لفخرهم به ولم يكن الشعراء أقل حظاً منهم فقد أثر النجر ( الهاون ) في أشعارهم حيث نجدهم يصفون همومهم وضيقة خاطرهم وانشغال بالهم بالبن الذي يقلب على المحماس. 3- المبرد : وهو أداه محفور من الداخل بشكل انسيابي واسع، مكشوف ومفتوح من الخلف ومغلق من أعلاه من الأمام وضيق، ويستخدم لتبريد البن بعد حمسه وقبل دقه في النجر ( الهاون ) ويصنع المبرد من الخشب، يقول الشاعر حويدي العاصمي القحطاني: ليا قلّط المبراد يأتيك بمـلاه ما قال ريّض يلحقه كل تالي 4- الدلال : تصنع من النحاس الأحمر والأصفر وتوضع أمام الضيوف بالقرب من الوجار وهي رمز للكرم والجود لدى أبناء البادية، وهي عدة أنواع حسب مكان صنعها ومنها: أ- الرسلان : تعتبر من أجود الدلال وهي صناعة سورية، يقول الشاعر محمد البازعي: يا فهيد قرّب معاميل رسلان للنارإحمس بهن وكثّر بهاره ب- البغدادية : جيدة الصنع وهي صناعة بغدادية لونها فضي ولها أربعة أحجام وشكل يختلف عن الرسلان، يقول الشاعر سالم بن عيد: يا مقلّـط الـدلال البغاديـد وبهارهن هنديٍ خالطٍ له زباد ج- القرشية : وهي تصنع بمكة المكرمة نسبة إلى قبيلة قريش، يقول الشاعر سليم عبد الحي: في دلةٍ مثعوبها كنه الفاس قرشيةٍ ما قابلوها الدلاليس د- الحساوية : وهي مصنوعة بمنطقة الاحساء. تجميع شخصي من بعض المنتديات لاقدمها لمنتداي الغالي |
بحث قيّم ورائع مطعم ببعض
الشواهد الشعرية , سلمت أيها المبارك على هذا البحث المتميّز ,, |
الله يعطيك العافية
|
الله يبارك فيك
|
اشكرك على نقل الفائدة
|
كفو والله ياغالي ماقصرت بيّض الله وجهك |
مشكور اخوي عبوود وماقصرت
الله يعطيك العافيه شكلك كييف قهوه :) اخوك جلال |
الله يعافيك .. ويجزاك خير ..
يقول العلماء أن الاكثار من القهوة مضر >> الغربية .. ويقول احد الاخوان ان الاكثار من القهوة العربية مفيد فهو منشط ووو .. من توافق ؟ |
شكرا على الإطراء
مشكورين تراكم شحتون على كذا ابأنهبل من المدح |
الساعة الآن +4: 06:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.