![]() |
ـــــ[ الـمعرفـة ]ـــــ
المعرفة في مجتمع أمي ، و تحت قيادة نبي أمي و على الرغم من فقر المسلمين و شدة حاجتهم إلى المال ، إلا أن الرسول صلى الله عليه و سلم جعل فدا الأسير من أسرى بدر تعليم عشرة من الصحابة القراءة و الكتابة ، فكانت تلك النوعية الجديدة من الافتداء بمثابة الفهم و التطبيق العملي للأمر الآلهي ( اِقرأ ) لأمة أراد الله تعالى لها أن تتربى على الوعي بأهمية العلم و خطورة مكانته في صناعة الحياة ، فلم يأتي الأمر بالاستزادة إلا منه ( و قل رب زدني علما ) ، و لا تكون الرفعة لهذه الأمة بالإيمان وحده من دون العلم ( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ) ، و هو سبب الاصطفاء عند القيادة ( قال إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم ) ، ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) و هو الضمان لاستمرار حكم الحاكم ، فأي حكم يدوم مع الجهل ( و كلا آتينا حكما و علما) ، و هو سبب التفضيل على باقي الأمم و قد يأتي قبل الإسلام و الإيمان ( و أوتينا العلم من قبلها و كنا مسلمين) . و قد ذكر صاحب فتوح البلدان أن حفصة بنت عمر رضي الله عنها قد تعلمت أصل الكتابة على يد الشفاء العدوية و قد أسلمت و حسن إسلامها ، فلما تزوجت حفصة من الرسول صلى الله عليه و سلم ، ما كان منه إلا أن طلب من الشفاء أن تكمل معها و تعلمها تحسين الخط و تزيينه كما علمتها اصل الكتابة ، و هو النبي الأمي ، فما بال الرجل المسلم اليوم إذا تفوقت اِمرأته عليه علماً و حكمة ! و لأهمية العلم خالف ابن الجوزي و بعض العلماء أهل السنة و الجماعة في تحديد أول ما يجب على المكلف ، فأهل السنة و الجماعة على أن أول واجب هو "الشهادة" ، في حين ذهب ابن الجوزي أن أول واجب على المكلف هو معرفة الله و معرفة الطريق الموصلة إلى ذلك عن طريق النظر و الاستدلال . و لكم حفلت العصور الإسلامية المتقدمة بالعلماء الموسوعيين و احتلت الثقافة المكانة التي تليق بها من خلال الترجمة و الإطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى ، و لكم ساهمت المعارف و العلوم الإسلامية في تشييد حضارة الغرب ، فما الذي آل بنا لتكون سمة العصر الذي نحياه هو الزهد بكل ما تعني هذه الكلمة في طلب العلم و التزود من المعرفة بالرغم من هذه الثورة الهائلة في عالم التقنية و الاتصالات و التي كان من المفترض أن تساهم في رفع المستوى الثقافي و الفكري للشعوب العربية ، إلا أن الحال صار كما عبر عنه فضيلة الدكتور بكار أن التلفزيون قتل الكتاب ، و يمكن للمرء أن يضيف بلا مجازفة أن الانترنت و الذي انتج لنا ما يمكن أن نطلق عليه ثقافة "التيك واي" قد أخفى الجثة تماماً عند البحث عنها و محاولة ترميمها ، فقط من اجل الإبقاء على صورتها!. و نحن نستقبل عاماً دراسياً جديداً ، و الذي بات كضيف ثقيل يحمل معه الكثير من الهموم و المتاعب للطلبة و الطالبات ، يصاحب هذا الشعور عزوفاً لدى الكثير منهم عن التزود بمعارف إضافية و الاكتفاء بأقل القليل من المعلومات لضمان النجاح و الحصول على الشهادة المنشودة . من سلك طريقاً يبتغي به علماً نافعاً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، و الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم و تستغفر له حتى الحيان في البحر ، مع رفعة شأنه و مكانته في الدنيا ، لماذا غابت هذه المحفزات عن أذهان الكثير من طلبة العلم اليوم ؟ هل لغياب المحفزات المادية كالمال ، فكثيراً ما يحول الفقر دون إكمال المسيرة التعليمية للطالب و بخاصة مع ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية لكثير من الأسر ، أم هي البيئة و التي أحياناً تكون محفزة و قد تكون مثبطة و بخاصة في الأوساط التي تعنى كثيراً بالحرف و ترى فيها سبيلاً مضموناً للاستقرار المادي ، أم الحالة المتردية للكثير من المدارس و الجامعات من ناحية نقص الإمكانات ، أم التخبط في السياسة التعليمية حتى باتت الثانوية العامة على سبيل المثال في الكثير من البلدان العربية حقل تجارب بين الرغبة في التجديد و اللحاق بركب الحضارة و لكن من دون تخطيط جيد مما ينشأ عنه الكثير من التخبط و العشوائية ، فيفقد الطالب الإحساس بالاستقرار إذ هو معرض دوماً لتغيير النظام و الآليات التي من خلالها يتلقى تعليمه، أم هي سياسة التلقين و التي لا زالت معتمدة إلى الآن مقابل ندرة البحث و الاهتمام به و توفير أدواته، وعليه فهل المؤسسة التعليمية في أوطاننا العربية بحاجة إلى إصلاح و هل يمكن القيام بذلك من دون فك الارتباط بينها و بين القرار السياسي ، فلا زال معظم الإنفاق في الدول العربية يخص المجال العسكري ، أم المعلم هو الذي بحاجة إلى هذا الإصلاح و التطوير ، فهو صاحب أسمى رسالة في هذا الوجود و مع ذلك فكثيراً ما يؤديها على أنها وظيفة يتقاضى أمامها راتب و ينتهي دوره بذلك ، أم المناهج هي التي بحاجة لهذا التطوير و كيف يمكن تفعيل هذا التطوير بأيدينا لا بأيدي غيرنا؟ الأنشطة الرياضية و الفنية و الثقافية في المدارس و الجامعات هل تصب في النهاية في تنمية قدرات الطلبة و حثهم على الاستزادة من العلوم و المعارف أم أنها لا زالت مجرد مواد يحصل الطالب من وراءها على بعض الدرجات و لا شيء أكثر من ذلك . التعليم الخاص ،هل استطاع أن يضيف جديداً للمسيرة التعليمية في وطننا العربي أم انه أصبح عبئاً مضافاً من أعباء كثيرة ترزح تحت وطئتها المؤسسات التعليمية . التعليم عن طريق الانترنت ، هل يمكن أن يغني في يوم من الأيام عن الحاجة للمدارس و الجامعات ، و هل سيكون ذلك في صالح بناء الفرد الذي يعول عليه لبناء المجتمع الصالح المصلح و من ثم الأمة كلها ؟ .. شاركونا وأبدوا آرائكم .. الحياة كلمة .. برنامج يذاع في إذاعة و قناة MBC و إذاعة بانوراما .. ضيفه المباشر .. د. سلمان بن فهد العودة .. |
بورك فيك ونفع بك وبشيخنا سلمان وجزاك الله خير |
خارج الموضوع أسد . |
بورك فيك أخي على هذه الإطلالة المباركة
وخذ هذه الرسائل: ــ نعم همّ المعرفة همّ كبير وأكبر منه همّ التربية وهما شيئان لاينفكان عن بعضهما . ــ الكل مما ذكرت صحيح . ــ إذا ولد المولود في سويسرا أول مايضعون معه كتابا معه في نومه وصحوه يصاحبه في كل مكان فينشأ على حبه والتعلق به كما يحب أطفالنا بطانياتهم التي تصحبهم ونلفهم بها حتى إذا كبر صارت هي معقد الولاء والبراء عنده. ــ شعب لايقرأ هو شعب أميّ لكن أميته من الوجه الآخر. ــ مهما يكن فيبقى للكتاب وزنه وأنه أصيل وغيره وكيل عنه نعم غيره روافد مساعدة للعلم لكنها ليست هي الأصل . ــ ينبغي أن نصرح أننا شعب لايقرأ إلا القليل حتى في المراتب العالية ممن يحملون الشهادات الجامعية وأعلى منها وبالتالي اقتدى المتأخر بالمتقدم فمتى يبدأ برنامج التشويق للقراءة وماهي آلياته ووسائله ؟ ــ إذا عاد للقراءة مكانها الحقيقي فسوف ترى المعرفة والتربية. |
بارك الله فيكم ونفع بما تكتبون وعندي بعض النقاط :
أولاً : نتمنى تفريغ حلقات الحياة كلمة وتزويدنا بها في هذا المنتدى إن لم يكن هناك مانع . ثانياً : نتمنى أن تنسقوا مع الشيخ سلمان لتيسير لقاء معه في هذا المنتدى . ثالثاً : ذكرتم في المقال وسقتم الأحاديث في فضل طلب العلم وكأنكم تضعونها وتستدلون بها على جميع العلوم المدرسية وغيرها والذي أعلم من كلام العلماء السابقين واللاحقين أن جميع ما ذكر في الكتاب والسنة من فضل طلب العلم فهذا العلم الشرعي فقط وهذا القول شبه إجماع والله أعلم ، فهل ما ذكرتموه من أن فضل طلب العلم تقصدون به جميع العلوم كالرياضيات والفيزياء والطب والهندسة وغيرها فهل لكم سلف في ذلك أو دليل تستندون إليه . رابعاً : جزاكم الله خيراً ونتمنى المزيد من هذه المقالات والمشاركات الرائعة والمفيدة . |
أهلا بكم بيننا فريق متين يعشق روح الفريق ..
وللبكار (إنه سيكون من المؤسف ان تحتاج امة اول كلمة نزلت في كتابها ودستورها (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة ) ويقال ان متوسط قراءة الطفل العربي خمس دقائق في اليوم وإن دار نشر واحدة في فرنسة تنشر اكثر من ماتنشر مطابع الوطن العربي كلها ! وان رواية واحدة للكاتبة البريطانية (ج. رولنج) طبع منها مئتا مليون نسخة بستين لغة عالمية .. فهل استطعنا نحن ان نوصل صوت نبينا غلى العالم ؟؟ |
يعاني التعليم في حياة الفرد المسلم والعربي مشكلة [عويصة] ..
تبدأ أولها من تجاهل التعليم وعدم الاهتمام اللازم لذلك .. إننا امة أقرأ .. [ تعقيبا على فيتامين ] .. فهل أعطينا هذا اللقب حقه .. أم بخسناه ..؟؟ |
اقتباس:
حياك ربي وبياك .. وشكر لك .. |
اقتباس:
|
اقتباس:
ألا يكفي أن الأهل يتعبون مع أبنائهم .. ولكن ليس بطريقة صحيحة وصحية أيضاً .. فمثلا .. يتعب في شراء الألعاب وشراء وشراء .. والدفع الطائل .. والنهاية .. نخرج شعب [ استهلاكي ] .. أكثر من شعب منتج .. كم من المنتجات التي تكون سعودية 100% .. نفخر بالصناعة .. ولا ندري أننا مجرد [ تجميع ] .. نريد أن نخرج أجيالا تفكر .. تعقل .. تعرف كيف تدبر أمرها .. لا يكون الشعب إمعة .. يقوده غيره .. لنتعلم .. فما خسر من تعلم .. |
اقتباس:
اما عن أولاً تجدها في هذا الرابط :) http://www.islamtoday.net/radio/new/salive.cfm?st=4 والرابط هذا ايضاً .. خاص بـ ارشيف برنامج الحياة كلمة http://www.islamtoday.net/radio/new/arshef2.cfm?st=50 وأما عن ثانيا .. فسوف أحاول وما أظن ذلك .. وما تضر المحاولة بإذن الله :) .. وأما عن طلب العلم .. فهو ليس مقصور على العلم الشرعي .. وسوف تطرح هذه الأسئلة على أسرة البرنامج وحياك ربي .. شرفتنا :) |
اقتباس:
حياك ربي .. فيتامين .. لنتعلم .. فما ضر من تعلم .. خاصة .. إن كان بها نصرة للإسلام والمسلمين .. .. بارك الله فيك .. |
اقتباس:
|
بارك الله فيك يا اخي العزيز ونفع الله فيك امتك
اخوك/ الـــــــــــــــــوفي |
الساعة الآن +4: 06:28 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.