اليوم وبينما كنت أنتظر قدوم إبني من مدرسته
أتى الإبن كالعادة وفتح باب سيارتي وألقى التحية
فرددت عليه

ولكنه إقترب مني أكثر فأكثر , فقبل يدي ورأسي
وكانت تلك عادته حينما يريد شيئاً أو أزعل عليه
زعلاً مشوباً بحرمان ,,

قال لي ( تدري ليش حبيت رأسك ؟؟ ) قلت له : لا ,,
وكنت أعتقد أن السبب هو أنه يريد أن أقف أمام
بائع الآيسكريم والذي مررت من أمامه بالأمس ولم
أقف للشراء منه , مما جعل صيحات الإستهجان تملاً
أروقة السيارة وتغلف المكان بالحزن ,,

قال لي إن الإستاذ قال لنا : إن الذي يقبل رأس والده
ووالدته سأكافئه غـداً ,,

عجبت من هذا الأستاذ الرائع والذي حرص على
غرس هذه المعاني الرائعة في نفوس أبناءنا في
زمن نرى فيه من يشحن الطلاب ويشجعهم
بإرتداء ألوان فريقه المفضل , فيبعد هذا
ويقرب هذا من أجل أمور تافهة
ما أحوجنا ونحن في زمن تعددت
فيه الملهيات وتنوعت
وكثرت الشواغل والصوارف إلى من يحيي هذه
القيم السامية والمبادئ الفاضلة في فلذات أكبادنا

أما أنا فقد سررت لهذا الصنيع وهممت بكتابة خطاب
شكر له سأسلمه إبني في الغد - إن شاءالله -
تشجيعاً وقبل ذلك عرفاناً له بهذا الصنيع

أردت أن تشاركوني هنا ,, وأن يكون هذا الفعل دافعاً
للغير ومحفزاً لمن تولوا مسئوليةالإشراف على تربية
أبناء هذا الجيل من أن يحذو حذو هذا المعلم السامي
دمتم على خير ,,