![]() |
تسيير لا تيسير!
الحمد لله وحده . والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد .. نتحرك .. ندعو إلى الله عزوجل . . تتابع الاعمال الدعوية . .وإن فينا مع فريق الطاعة فريق المعصية ..ومع أهل اليقين عصبة الشك . . ومع طائفة الحقيقة دعاة الشبهة . . ومع جماعة الهداية أفراد الضلالة .. يتخذون العلم سترة لإفساد الناس وتوهين عقيدتهم الوثيقة بالله سبحانه وتعالى . إضافة إلى تحليل أخلاقهم الصالحة القوية المتينة .. فهم يتخذون من التجديد بطانة لنشر إلحادهم وخبثهم .. ومن تحديث نصوص الشريعة واختلافها في الأزمان والأماكن لبوساً لستر معايبهم.. فـ(منهج التيسير) و(البعد عن الجمودية) و(يسروا ولاتعسروا) وغيرها .. مصطلحات لا يمكن لمن أغمض جفنه إلا أن يراها فكيف بمن أبصر؟!! يتضح ذلك من خلال طروحات كثير من "المفكرين!!" -أو قل من يتسمون بذلك-التي يلوحون بها لتمرير فسادهم وشهواتهم ، يريدون بذلك أن يتخلى المجتمع المسلم عن أحكام الشريعة باسم التيسير وترك التشديد وصدق الله العظيم : ((ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)). مع أن القول بيسر الشريعة حق لاشك فيه ، ولكن الاحتجاج بهذا التيسير على التحلل من أحكام الشريعة والتحايل عليها واتباع الهوى في الأخذ بالرخص التي لا تستند إلى دليل صحيح كل هذا باطل وتلبيس وتضليل يرفعه أهل الأهواء الذين يتبعون الشهوات.. فإذا نظرنا إليهم بعين البصيرة لا البصر نجد أن لهم من العلم القشور ليس إلا.. ناهيك عن عقولهم الضعيفة المعتلة التي غلب عليها الكيد وأفسدها التقليد . ونَزَع بها لؤم الطبع واستيلاء الشيطان شر منزع ، جاؤنا بأسماء العلماء لكن بأفعال الجهال.. وكانوا كالنبات الذي خبث لا يخرج في الأرض الطيبة إلا خبيث وإن زكى ونمى وعليه الماء جرى. **إن الذين يتشدقون بالتيسير ويغالطون به بغير علم ولاهدى من الله سبحانه لو كان الأمر بأيديهم لعطلوا بأهوائهم كثيراً من أحكام الشريعة التي ينال المكلف فيها المشقة والضيق ، مع أن مآلها اليسر والسعادة في الدارين ، فحمداً لله عز وجل أنه لم يكل أمر العسر واليسر إلى أهواء البشر، إذن لفسدت الأرض ومن عليها ، ولعم الهلاك والظلم والشر كما هو الحال فيمن لا يحكمهم شرع الله. **وثمة صورة أخرى من التلبيس والتضليل باسم (التيسير) متعلقة بما نحن فيه ذكرها فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز بن ناصر الجليل-حفظه الله- في كتابه {وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم جـ1/473} ألا وهي (الاحتجاج بضغط الواقع وتغيره للتحلل من بعض الأحكام الشرعية ، مرة بتأويل الأدلة وتحريفها عن مواضعها ، ومرة بحجة الضرورات ، ومرة بالاستناد على قاعدة : تغير الفتوى بتغير الحال والزمان والمكان والعوائد . وهذا كله من التلبيس والتضليل للتفلت من الشرع خطوة خطوة . ولو أن الذين يطرحون قاعدة الضرورات وتغير الفتوى كانوا من العلماء الأتقياء المشهود لهم بالصلاح ، والذين يعرفون ضوابط الضرورة وحدودها ، ويعرفون معنى تغير الفتوى بتغير الأحوال ، لكان لهذا الطرح وجه اعتبار . وسواء أخطأ المجتهد في ذلك أم أصاب ، لأن قاعدة الضرورات وقاعدة تغير الفتوى بتغير الحال قاعدتان معتبرتان شرعاً بضوابطهما الشرعية . أما أن يأتي ملبس مضلل لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ، بلا علم ولا تقوى من الله سبحانه ، ويريد أن يحتج بهذه القواعد للتحلل من الشرع ومسايرة الواقع ، فهذا مما يرفضه الشرع ويأباه ، لأن نهايته السير بأحكام الله عز وجل حسب أهواء الناس وشهواتهم ، وما ألفوه في واقعهم) ا. هـ . ـــــــــــــــــــــــــــــ **وبعد: هناك فرق بين من يدعو إلى (شريعة التيسير) ومن يدعو إلى (تيسير الشريعة) .. فالأخير مؤداه إلى {القابلية للتحليل!!} وهو في حقيقته: تسيير لا تيسير!! .. ـــــــــــــــــــــ وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. ...... .... .. . |
كعادتك أبو سلمان الخالدي تنتقي لنا أطايب الكلام ، ثم تنثره درراً .. موضوع رائع .. و طرح أروع .. بارك الله فيك ، هؤلاء للأسف انتشروا خصوصاً حينما فتحت القنوات الفضائية أبوابها ، للمفتين فأصبح البعض ممن لا ناقلة لهم ولا جمل في العلم ، يحرمون و يحللون ، مستندين بذلك إلى عقولهم القاصرة عن المقاصد و الخالية من الأدلة المعتبرة ، كل ذلك يقومون به بكل بساطة ، و كأنهم في برنامج ( ما يطلبه المستمعون ) ، يلتمسون رضى الناس بسخط الله تبارك و تعالى ، و كأنهم الذين عناهم الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - حين ماذكر أنواع العلماء فقال هم ثلاث : عالم أمة ، و عالم سلطة ، و عالم رباني .. فعالم الأمة ، اتخذ من نفسه طريقاً مذللاً لمن أراد لي أعناق النصوص و التحايل على الشريعة و التمييع للثوابت أو الأحكام .. . . . لكن نحن ذكرنا المشكلة ، إذاً لا بُد لنا من حل ، و هناك حل في نظري ، وهو تسابق العلماء الربانيين إلى وسائل الإعلام و عدم الانطوائية في تعليم الناس ، مع احترمي الشديد لمن يرى عدم ذلك ، و هم أعرف مني بهذا ، لكن ننادي بأنه لابد من مزاحمة علماء السوء الذين شغلوا الدنيا ضجيجاً بفتاواهم التي تتلاعب بالشريعة ، منساقة إلى ميول الناس و رغباتهم .. شكراً لكل عالم عرف أن الإعلام ثغر لابد من الوقوف عليه ، ولا يزال هذا الثغر يحتاج الكثير و الكثير ، و خير و سيلة للدفاع هي الهجوم .. والله أعلم .. |
الأخ الصمصام: أشكرك على مداخلتك الجميلة... وللاستزادة يراجع: ضوابط تيسير الفتوى للدكتور محمد اليوبي... والمجلد الأول من كتاب وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم(الرسالة السابعة :ولاتلبسو الحق بالباطل) فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز بن ناصر الجليل ..... .. . |
الساعة الآن +4: 06:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.