السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ..
كطيب أنسام السحر في هذا الشهر الكريم ..
تحية هادئة رائقة ..
تحية كشذا الفجر حين يعطر أجواءنا ..
أو كنسمة الصباح حين يتهادى بين روابينا ..
أو كهدوء الكون عند الأصيل والشمس تلوح بنصف قرصها مؤذنة بفرحة الصائمين ..
سلامٌ عليكم ما غنت الورقاء أنغام الأمل .. وما غرد البلبل لحن الشداة الأجل ..
وبعد ,,,
أخواني ... أخواتي .. وكما وعدتكم بتلخيص محاضرة د. نورة الرشيد ها أنا أوفي لكم الوعد بنصفه لأنه لم يتيسر لي تلخيصها كاملة ولكن هذا ما تيسر تلخيصه وأعان الله على ذلك ..

فضائل الصوم :
1. امتحان لإيمان المسلم وعقله إرادته , وفي الحديث : " الصوم جنة " متفق عليه ، ومعنى جنة أي وقاية .
2. رمضان نفحات إلهية تهب على العالم الأرضي في كل عام قمري مرة , وصفحة سماوية تتجلى على أهل الأرض , فتجلو لهم من الله عطفه وبره , فلينتظر المسلمون أين حظهم وأين مكانهم من تلك الصفحة .
3. رمضان مستشفى زماني يجد فيه كل مريض دواء لدائه , حيث يُستشفى فيه مرض البخل بالإحسان , ومرضى البطنة بالجوع والعطش .
4. من أكبر الحوافز لتحقيق التقوى , وأحسن الطرق الموصلة إليها , ولهذا السرّ ختمت آيات الصوم بقوله ـ تعالى ـ " لعلكم تتقون ".
5. صحة النفوس المعاقة بجميع معانيها , ففيه صحة بدنية حسية ، وروحية معنوية , وفكرية ذهنية .
6. تفتح أبواب الجنة , وتصفد الشياطين ومردة الجن و تغلق أبواب النار .
7. صيامه من موجبات مغفرة الذنوب , والآثام وكذلك قيامه " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
8. ثواب الصائم لا يقيد بعدد معين بل يوفى الصائم أجره بغير حساب .
9. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه : " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر , من حرمها حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم " .
10. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يرفعه : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشهوة من أجلي فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه , قال : فيشفعان "
11. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه : " مامن عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله ـ تعالى ـ إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " رواه البخاري و مسلم .
12. ومن فضائله أن من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .
13. من فطر فيه صائماً كان ذلك مغفرة له من ذنوبه وعتق رقبته من النار , وله أجر من فطر من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء .
14. ومن سقى فيه صائماً سقاه الله شربة لا يظمأُ بعدها أبداً .


وقفات للصائمات ( والصائمين )

1. الإخلاص : فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه . قال تعالى : " فاعبد الله مخلصاً له الدين " والصوم عبادة بين الله وبين العبد , يقول الله في الحديث القدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " .

• إن قيامك أختي على أهلك وتفطيرهم لهو من أعظم الأعمال , لأن العمل المباح ينقلب إلى عبادة يؤجر عليها الإنسان مع النية الصادقة .
• يقول الله تعالى : " قل كل يعمل على شاكلته " أي على نيته .
2. قراءة القرآن :
• جدير بك أن تخصص لنفسك ورداً تنهيه كل شهر وإن قل أما في رمضان فتشد عزمك أكثر وأكثر سرِّح طرفك في القرآن , واعمل فكرك , ولا يكون همك آخر الوجه , اقرأ وتأمل , فالبعض يهذ القرآن هذّا لينهيه بسرعة , وما هكذا يقرأ القرآن و " من لم يتغن بالقرآن فليس منا " ورمضان فرصة طيبة لمراجعة المحفوظ من القرآن .
• بعض النساء يصبن بالفتور في فترة الحيض ويقللن من الذكر , بل إن منهن من تمتنع عن قراءة القرآن , مع أن بعض العلماء ومنهم الإمام مالك والشيخ ابن تيمية أجازوا قراءة القرآن للحائض و النفساء بلا قيد ولا شرط , وقد سُئل الشيخ ابن باز عليه رحمة الله عن قراءة الحائض والنفساء للقرآن فقال : " لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء القرآن على الصحيح لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن ، وإنما ورد في الجنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب لحديث عليّ رضي الله عنه أما الحائض والنفساء فورد فيها حديث ابن عمر :" لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن " ولكنه ضعيف لأن الحديث من رواية إسماعل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف في روايته عنهم , ولكنها تقرأ القرآن ولكن بدون مس المصحف أو عن ظهر قلب , أما الجنب فلا يجوز له أن يقرأ القرآن لا من ظهر قلب , ولا من المصحف حتى يغتسل . والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير , وفي إمكانه أن يغتسل في الحال من الجنابة فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء اغتسل ، وإن عجز تيمم وصلى , وقرأ أما الحائض والنفساء فالأمر ليس بيدهما وإنما بيد الله عز وجل والحيض يحتاج إلى أيام والنفساء كذلك , ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسياه ولئلا يفوتهما فضل القراءة , وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله , وهذا الصواب وهو أصح قولي العلماء يرحمهم الله في ذلك " فتاوى المرأة .
• كان السلف يتركون طلب العلم للتفرغ لقراءة القرآن في الصلاة وفي غيرها ، وكان الزهري يقول : إنما هو لتلاوة القرآن وإطعام الطعام .
• وكان من السلف من يختمه في كل ثلاث ومنهم من يختمه في سبع ومن يختمه في عشر , ومما يروى أن الشافعي له ستون ختمه في رمضان .
• وكانوا لا يهذونه هذّا بل يتأثرون ويبكون ويخشعون .
• فأين هم من يا إخوتي ؟ أين هم ممن هي يضحك بملء فيه , و يلهو كفايته , ويغفل ما بوسعه , وكأنه قد بُلغ بغفران الذنوب .
• قرأ عليه الصلاة والسلام قوله تعالى :" إن في خلق السماوات ... " إلى قوله " لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم " الآية . فبكى حتى بل الثرى بدموعه . ثم قال :" ويل لمن قرأها ولم يتفكر .
أين خشوعنا ودموعنا و بكاؤنا ؟
أقدت قلوبنا من حجر ..!!
نسأل الله أن يوقظ قلوبنا وأن يحميها من الران والقسوة والغفلة .
3. الصدقة :
• "من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ".
• " وكان النبي عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان " متفق عليه . وكان كالريح المرسلة وكان جودة لأسباب :
‌أ- لأنه في شهر الصيام الذي يدعو للبذل .
‌ب- شهر تضاعف فيه الحسنات .
‌ج- كان يكثر من قراءة القرآن , والقرآن يدعو للإنفاق .
• " اتقوا النار ولو بشق تمرة ".
• " الصوم جنة , والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " .
• قال أبو الليث السمرقندي : عليك بالصدقة بما قل أو كثر ، فإنه في الصدقة عشر خصال محمودة خمسة في الدنيا وخسة في الآخرة فأما التي في الدنيا :
تطهير المال .
تطهير البدن من الذنوب ، لقوله ـ تعالى ـ : " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ".
فيها دفع البلاء و الأمراض :" داوو مرضاكم بالصدقة " .
إدخال السرور على المساكين ، وأنفس الأعمال إدخال السرور على المؤمنين .
فيها بركة المال وسعة الرزق قال ـ تعالى ـ :" وما أنفقتم من شيء فإن الله يخلفه .
وأما الخمسة التي في الآخرة :
أن تكون الصدقة ظلاً لصاحبها من شدة الحر في الآخرة .
فيها خفة الحساب .
تثقل الميزان .
جواز على الصراط .
زيادة الدرجات في الجنة .


أسأل الله أن ينفع بها .. اللهم أعنا على الصيام والقيام .. اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا .. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..