بريدة ستي - دعونا نفرح بالعيد

خالد عبدالله المشوح
العيد إنما هو أفراح ومباهج وصفاء ونقاء،"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".
العيد هو رمز لكل الثقافات والأديان فلكل عيد ولكل طقوسه في عيده ونحن المسلمين قد شرفنا الله تعالى بعيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى شرعهما الله سبحانه لنا لنفرح ونشكر ونعظم الله تعالى وقد أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بإظهار الفرح في هذه الأيام بالملبس والمشرب والمأكل بل وحتى اللهو والترفيه فهما من مظاهر العيد الشرعية، ولعل السنوات الماضية ألقت بلباس من الدعوة للبؤس والحزن وعدم الفرح بالعيد تأثراً بمصاب الأمة وآلامها ولعل هذا المفهوم الدخيل على فرحة العيد يصاحبه قسوة ابن الصحراء ساهما في غياب الابتسامة الحقيقية للعيد وإن ظهرت مصطنعة مرغمة مسحوبة من الأعماق للمجاملة ونحوها إلا أننا بذلك نقفز على إحدى المفاهيم الشرعية في ديننا وهي إظهار الفرح في هذه الأيام، ومن المؤسف أن نجد من يستغل العيد لنكء الجراح والبكاء والعويل أو تغليب جانب الخوف على الرجاء بل على العكس من ذلك فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجوائز إمعانا في التفاؤل وتغليبا لرحمة الله تعالى وقد كانت مظاهر الفرح ظاهرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده فرقص الأحباش المسجد في يوم العيد، وارتدى الناس اللباس الحسن في العيد.
ولعل حرص البعض من المحبين للخير جعلهم يركزون في كل عيد على محاذير الفرح في العيد والمحرم من اللباس واللهو في العيد متناسين أن الأصل في العيد هو الحث على الفرح المشروع واللباس الجديد فيه وما خالف الشرع في العيد فهو محدث، ولا ينفي التنفير من أصل الشيء حتى إن البعض يستهجن أن يلبس ثوبا جديدا للعيد معتقدا أن العيد إنما هو لفرح الأطفال!، ناهيك أن يتبادلوا الهدايا الجميلة التي تزرع الود والمحبة، والحقيقة أن العيد لفرح الأمة بكاملها نسائها ورجالها وأطفالها وشيوخها، فرحا ظاهراً محسوساً.
العيد في السابق كان مظهر فرح للجميع رغم ضيق العيش وصعوبة التواصل إلاّ أن الفرح كان جزءاً من حياة علمائنا السابقين وآبائنا وأجدادنا، بل إنهم كانوا يترخصون في العيد ما لا يترخصون فيه غيره فيقولون (دعها، فإنه يوم عيد)، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بسماع الغناء يوم العيد.
فالعيد شكر وفرح
والعيد صلة وتراحم
والعيد بذل وعطاء
فهذا هو عيدنا وليس عيد المتنبي القائل:
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيداً دونها بيد