بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   برمجةُ التفكير (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=69760)

ناصرالكاتب 23-12-2006 02:11 AM

برمجةُ التفكير
 
بسم الله الرحمن الرحيم

[align=right]إنَّ للأفكار التي تمرُّ على العقل أثرٌ لا يُنكَر في التفكير والفهم؛ فمن نشأ عقله على قراءة طائفة من الأفكار: فإن برنامجا من التفكير سيتكون نتيجة ذلك، وسيفهم الظواهرَ والمسائلَ في الفكر والحياة على ضوء هذا البرنامج.

وهذا يعني خطورةَ هذه البرمجة الفكرية خاصة في قضية عقيدة المسلم؛ إذ إنَّ النصوص الشرعية قد تدخل إلى «العقل المبرمج» فتنُزع عنها –حينئذ- المعاني الصحيحة، لتتكون معانٍ مخالفة لحقيقة الشرع.

وتلك الخطورة تدعونا إلى أهمية الحذر واليقظة حين نريد تثقيف من تحت أيدينا من الأبناء والطلاب، فلا نترك للأفكار التي لم تَثْبت سلامتُها من الدخائل الشائبة تُقِيم مملكتَها في عقول هؤلاء الأبناء.

وعلينا أن نلومَ أنفسَنا قبل أن نلومهم حين نراهم يجنحون إلى لونٍ من الاعتقاد غريب، إن لم نحسن بناء مَلَكَتِهم في الفهم، ونرشدهم إلى الطريق الصحيح لفهم «النصِّ الشرعي»، ونحبسْ عنهم ملوثات العقل، ومفسدات الفكر من «زخرف القول» وبديع التقاسيم التي لم تنبني على أساسٍ صحيح، والتي تقود –في كثير من الأحيان- إلى مبتَدَعِ العقائد، وشاذِّ الفِكَر.

ولقد صدق أحد من ألَّف في العقائدِ إذ يقول: «إنَّ أكثر الذين اجتالتهم الشياطين وسلكوا طرق الغواية من هذا الصنف الذي يبدأ تحصيله العلم بالعلوم الفاسدة، أو التي لا تنفع، أو العلوم التي لا تبني العقيدة وأصول الإيمان والتوحيد فإنَّها مزلَّة.
ويشبه هذا مناهج بعض الدعوات الإسلامية المعاصرة التي تخالف نهج السلف، أو فيها ما يخالف السلف في العقيدة أو المناهج، فإنَّها يتربى عليها الشاب الناشئ فإذا كبر وأخذ العلم الشرعي وعرف الأدلة، طوَّعها لمفاهيمه وقناعاته التي تربى عليها. حيث تربى بمعزلٍ عن العلماء والمشايخ القدوة، فتأمل رعاك الله»اهـ [د. ناصر العقل: رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق: جـ2].
وما أشار إليه الدكتور خاصة في قوله: « طوَّعها لمفاهيمه وقناعاته التي تربى عليها...» أمر مشاهد، فقد تجد من حوى بعضَ كتبِ السنن في صدره؛ لكنه لم ينج من سبيل الهلكة، وتجد من تتلو عليه من نصوص الوحيين ما فيه هدم لضلالته؛ لكنَّه لا ينتفع فيما يتلقاه لفسادٍ في تصوره –نعوذ بالله من كل فتنة-.

وإن نشأ الشابُّ في أول أمره على السنة، وسلم عقله من الواردات القائدة إلى التحريف: صحَّ فهمه وانكشفت له أنوار الحق –بإذن الله-؛ حتى إنه ليصل إلى براهين ما نالها بعضُ أكابر علماء أهل الضلالة.
وقد قال بعضُ السلف –رحمهم الله-: «إذا رأيتَ الشاب أول ما ينشأَ مع أهل السنّة والجماعة فارجُه وإذا رأيتَه مع أهلِ البدع فايئس منه فإنّ الشاب على أول نشوئِه».
اللهم أصلح قلوبَنا واعمرها بالتقوى يا رب العالمين. [/CENTER]



ناصر الكاتب






محمد الكويتي 23-12-2006 05:47 AM

.
.
تحية اجلال واحترام وتقدير لك ..
.
.
الاستاذ /ناصر الكاتب لافُض فوك على كلامك الماتع أتمني أن تدوم معنا بالمنتدي للاسف نحن نفتقد مثل الاقلام هذي ...
.
.
لك خالص الود والحُب
.
.
دُم قريبا ..

إبراهيم المهوس 23-12-2006 06:22 PM

[frame="4 80"]أخي ناصر الكاتب

صدقت و كلام جميل

يجب على الجميع أن ينتبه لذلك فهو خطير

فالتنشئة على ما صح و الابتعاد عن الغرائب والبدع هي التنشئة الصحيحة والسليمة

جزيت خيرا وبارك الله لك في عمرك وعملك

[/frame]

أسد العقيدة 24-12-2006 02:02 PM

ناصر الكاتب ..
طرح متميز رائع ..
وباعتقادي أن البيئة التي ينشأ
فيها الناشئ هي من أهم الروافد لتشكيل وبرمجة فكره ..

للتثبيت


كل الود ..


أسد .

الفارس الملثم 24-12-2006 07:45 PM


رائع أيها الناصر ..

ومن تمعن في كتاب الله جيدا ..
يجد أن التحذير من إغواء الشيطان تكرر مرارا ..
( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) ..

بل لقد ضرب الله مثلا أجده واقعا في هذا العصر ..
( أفرأيت الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين .. )
فتصور أن هذا عالم .. لكنه عالم سوء .. فما بالك بمن هو دونه ..

هناك أمرٌ مهم ..
إلى جانب أن الشخص لا بد من أن ينهل تعليمه وفكرة من عقيدة رب البرية ..
ينبغي للمعلم أن يدرك أن ليس كل ما يطرحه من أمور وتعاليم شرعية مفهوم ..
بل ربما ذلك ينقلب ضدا ..

ولذلك حذر علي رضي الله عنه فقال : ( حدثوا الناس بما يعقلون , أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) .

دام قلمك الدفاق لنا ..


محبك // أبو الوليد ..

إبراهيم المهوس 24-12-2006 09:14 PM

[frame="9 80"]
اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها قناص الروس (المشاركة 517152)

ولذلك حذر علي رضي الله عنه فقال : ( حدثوا الناس بما يعقلون , أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) .

للتذكير فالأثر عن على رضي الله عنه رواه البخاري في صحيحه ولكن بلفظ :

( حدثوا الناس بما يعرفون , أتريدون أن يكذب الله ورسوله )

و معنى قوله ( بما يعرفون ) أي بما يفهمون و تدركه عقولهم[/frame]

الـصـمـصـام 25-12-2006 12:17 AM



بارك الله فيك كاتبنا الرائع ..

إن لهذا المقال قيمة ومكانة ، لأنه يرسم منهجاً لصناعة الرجال ..
هذا الذي أشرتَ إليه - أستاذي الكريم - هو ما يلمز به اليوم أهلُ التغريبِ أهلَ الصلاح و الثبات ، من خلال مصطلح ( الأدلجة ) الذي أصبح تهمة توجه إلى كل مستمسك بشرع الله ، ولا أدري في الحقيقة من هو المؤدلج ..!

اشتهر عندنا ذلك المثل الذي يقول (( العود من أول ركزة )) ...
و هذه الحقيقة ..

شكر الله لك ..
ولا تطل علينا الغياب فلنا في هذا الأمر عتب عليك ..

أبوفارس الخالدي 25-12-2006 09:26 PM

وما البرمجة إلا في كتاب الله وسنة رسوله (أفلا تتفكرون) ، (أفلا تعقلون)
(ومايذكر إلا أولو الألباب) ...

روعة مقالك أجبرتني على الإنصات لحروفك ..

شكراً لك ..

ناصرالكاتب 26-12-2006 01:19 AM

الإخوة الأفاضل،

حياكم الله جمعيا، وقد قرأت ما كتبتم، وأعتذر عن التأخر في الرد، وأشكر لكم ترحيبكم، وحسنَ ظنكم في أخيكم.

وفقني الله وإياكم لسلوك سبيل مرضاته.

ابوضيف88 26-12-2006 02:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأساسية كتبها ناصرالكاتب (المشاركة 516355)
بسم الله الرحمن الرحيم

[align=right] وتلك الخطورة تدعونا إلى أهمية الحذر واليقظة حين نريد تثقيف من تحت أيدينا

من الأبناء والطلاب، فلا نترك للأفكار التي لم تَثْبت سلامتُها من الدخائل الشائبة تُقِيم مملكتَها في

عقول هؤلاء الأبناء.
[/CENTER]
ناصر الكاتب

جزاك الله خير اخي ناصر الكاتب

اخي الكريم..

هل بينت لنا حفظك الله الكيفية التي تحمي عقول اطفالنا وتثقيفها من الافكار الهدامة؟

المعلم في المدرسة يُطبق المادة التي بين يديه فهو ملزم بالمواضيع التي في منهجه.

هل يحق للمدرس والمربي ان يخرج عن المادة او يضيف عليها مواضيع ربما هي اهم في نظرة

خاصة عندما نرى كثير من طلابنا في المراحل الإبتدائية لا يجيدون القراءة ولا كيفية الوضوء ولا

نواقضه ولا مبطلات الصلاة فضلاً عن تجويد الآيات وتفسيرها واسباب النزول وغيرها من

الأحكام الهامة.

فيتخرج لنا جيل معوق فكرياً لا يعرف من امور دينه إلا ما اكتسبه من احد افراد عائلته.

اخي الكريم..هل المنزل يكفي لحماية فكر الطفل وتثقيفة ؟

تحيتي لك ولقلمك الناصح.

أبوشهد 30-12-2006 05:04 AM


أسمحوا لي ..! وأحسنوا الظن بي ..!

شباب اليوم يعيشون فراغاً روحياً و تخبطاً في اتخاذ القرار , و أسباب ذلك كثيرة و منها على سبيل المثال لا الحصر , حدة الخطاب الديني و الغلاف الدعوي الذي يحيط بكلام و تصرفات بعض رجال الحسبة و طلاب العلم و قلة من المشايخ الأفاضل ! وهذا بدوره يحجب الشاب عن الرؤية الواضحة الصحيحة و عن فهم مقاصد الآخر !
فعندما تقام محاضرة مثلاً نجد أن الخطاب يتسم بالترهيب و النبرة الحادة ! و الاستشهاد بأدلة قد يسمعها الكثيرون و لكن لا تصل إلى أذهانهم و ربما قد تفهم بتفسيرات مخالفة تماماً للمعنى الصحيح ! و ما الفائدة أيضاً من أن تحضر لمجموعة من الشباب صغار السن فنان تائب و تقول له تكلم عن مستنقع الفن الذي عشت فيه ! فيبدأ بتدوير الأسطوانة المعهودة ويتكلم عن أشياء قد يتصور المتلقي أنها من ضرب الخيال ، بينما تجد في حقيقة الأمر أن أولئك الشباب يتبادلون أشرطة الغناء بعد الانتهاء من المحاضرة مباشرة ! لأنهم خرجوا بخفي حنين !

أضف إلى ذلك أن الحلق و المراكز الصيفية و بالمجهود ( الفردي في أحيان كثيرة ) لا يغير في شخصية الشاب شيئاً فقد تطرح بعض الدروس و تناقش بعض القضايا وتجد أن العقول كلها في وادي آخر !

كم من المرات طرحت و نوقشت في الساحة مواضيع اجتماعية ساخنة و لم تغير شيء !

1- الغزل و انتهاك الأعراض ( أسئلوا رجال الهيئة و أئمة المساجد ! )
2 - التحرش الجنسي و الانحراف ( لعل دور الأحداث لديهم أرقام تفيدنا أكثر ! )
3 - التفحيط ( رجال المرور أدرى بشوارعنا ! )
4 - الغناء ( يا كثر السيارات عند السلسال الذهبي ! )
5 - الدشوش ( من منا لا يمتلك قرصاً أو يشاهد القنوات الفضائية ! )

أعتقد أن الخطاب الديني بحاجة لتقويم كي يصل إلى عقل المتلقي قبل أن يغير في شخصه و تفكيره و نمط حياته !

تحياتي للجميع ..


الساعة الآن +4: 06:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.