بريدة ستي - مـنـ مـذكـراتـ بـارعـة

2/1422هـ
خرجت للدنيا كنتاج أول لزواج حديث..

4/1422هـ
أصبحت أعي شيئاً مما حولي..
لم يكن حولي إلا امرأة كنت أناديها "ماما"

2/1423هـ
كبرت قليلاً..
وصرت قادرة على المشي..
أصبحت أعي أكثر من قبل..
اذهب مع "ماما" للمناسبات..
أرى الصغار في مثل سني..
ولم يكن يرعاني إلا "ماما"

1424هـ
كبرت أكثر..
ولم يكن يرعاني سوى "ماما"
1425هـ
كبرت أكثر وأكثر..
وصرت أعي ماحولي بشكل أوضح..
اذهب مع "ماما"..
واسمع الأطفال في مثل عمري..
يتحدثون عن شخصين..
يرددون اسميهما دائماً..
كانوا يرددون "ماما" "بابا"
كنت أعرف المفردة الأولى أما الثانية فأجهلها تماماً..

1426هـ
تكرر سماعي لكلمة "بابا" من أفواه صديقاتي وأصدقائي..
و سألت أمي يوماً..أين "بابا"؟؟
ظلت صامتة لوهلة..
ثم أشاحت بوجهها عن ورأيتها تبكي..
استغربت وقلت في نفسي "ماما" كبيرة فكيف تبكي؟؟

2/1427هـ
ذهبت للروضة..
وهناك سألتني المرأة التي كانت هناك عن اسمي..
وأجبت كما لقنتني "ماما" بارعة إبراهيم..
سألتني..ماذا يعمل "بابا"؟؟
حرت في الجواب..
وظفقت استعيد ما حدث يوم سألت "ماما" عن "بابا"..
مضت المرأة وتركتني دون أخذ إجابة مني..
عندما عدت للبيت سألت أمي ذات السؤال الذي سئلته في الروضة مضيفة له سؤالاً آخر: من هو"بابا"؟..
أجابتني أمي ودمعة تجري على خدها..
"بابا" مسافر وسيعود..

9/11/1427هـ
اليوم إجازة أمي توقظني مبكراً على غير العادة في مثل هذه الأيام..
وتلبسني ثياباً جميلة وتعطرني..
سألتها لماذا يا "ماما"؟؟
قالت عاد "بابا" من سفره وسنذهب لنراه..

10/11/1427هـ
ركبت مع "ماما" في سيارة..
وسارت بنا السيارة..
إلى أن توقفت بنا في مكان لأول مرة أراه..
أعطتني "ماما" وردة حمراء و أوصتني: أعطهيا "بابا" وقبليه..
نزلت ونزل من كان يقود السيارة فيما ظلت "ماما" داخل السيارة..
أمسك بيدي قائد السيارة وسار بي إلى أن وصلنا..وعند الباب هناك شصخان يترديان بدلاً وبيديهما حديد كاللذي أشاهده في أفلام الكارتون..فتحا الباب لنا ودخلنا..وسرنا إلى وصلنا باباً كان مفتوحاً..دخلنا معه إلى صالة واسعة جداً فيها رجال كثيرون واقفون وشخص على كرسي جالس..ألقى السائق التحية..وأمرني أن اتوجه إلى الشخص الجالس على الكرسي وقال:"أعطي "بابا" الوردة ولا تنسي ماقالته "ماما"..
خطوت باتجاه "بابا" قام وخطا نحوي..وحملني..وبدأ بالبكاء..بكى الرجال الواقفون دون سبب أعلمه..وبكيت معهم..
جلس "بابا" على الكرسي وهو لايزال يبكي والرجال يبكون وأنا أبكي..
مضى وقت ونحن في الصالة..
وخرجت مع السائق بعد أن أمرني بتوديع "بابا"..

1/1428هــ
أسأل "ماما" أين "بابا" ألم يعد من سفره؟؟
وهل هو الرجل الذي رأيته في العطلة؟؟
تبكي أمي دون جواب..
وابكي أنا أيضاً..

,,تـــمــت,,