![]() |
ممات في ملك الإ د ا رة ا لعـضو ض . . .
الإدارة فن , وقلما رأيت من يتقنه , والحياة فيه ضرب من المجهول إن أردنا تقويم صاحبه , فما تغني التجارب في علم الإدارة شيئًا إن لم يؤتَ المنتخب أو المغتصب لها حظًا من الكياسة والفطنة , فلقد وجدنا من تقلدها بلا مُقلد , وتقمصها بلا روية ودراية ؛ فتنقلب شعرة معاوية إلى وبال على الجهاز في الإدارة بسيل عرم من التخبط , أرأيتم الأحمق كيف يفسد وهو يحسب أنه يحسن صنعًا ؟ ! كذلك حين يرتئي الغاصب حق غيره , فيكون الرجل في غير موضعه الخليق به , كما الزنديق حين يترشَّف النفاق في بيت من بيوت الله راكعًا ساجدًا . نحن العرب أمة جدُّ ساذجة قبل مبعث رسولنا – عليه الصلاة والسلام - , وما عبادة الأوثان بأكثر حظًا من عبادة النجوم والنيران , ولا تغترنَّ بتلك العلوم التي احتواها وانطوى عليها قلة من العرب في جاهليتهم , من الطب والفلك والقيافة وغيرها , وإنما انظر إلى تلك الرزية التي رضي بعضهم مختارًا إلى أن يئد ابنته وهي تزيل التراب عن لحية والدها الذي لا ينفك يهيل عليها التراب عجلاً , وإن كان بزعمهم يخافون من العار الذي ربما تسبى ابنتهم بعد غارة خاتلة من إحدى القبائل . تظهر على السطح هناة ما لها من قرار من الوعي , بدءًا من الدول ارتفاعًا , ومن رب الأسرة انخفاضًا , فكلنا نضوع فيها ونعوم , كما تطفو على الماء بقع الزيت المسكوب , بل كما النفط حين يكتسي مساحات المحيطات بأمواهها , فلا تراك توقن لأحياء البحر حياة ترجى من شموله وشدة إحكامه . لقد ذهب غير واحد مذهبه في النـزوع إلى التفاؤل المفرط في التغيير المحدث للتو , في هذه الإدارة أو تلك , وراح يمتطي علة التفاؤل من أنه زامر الحي , وغاب عنه أن مقولة : الأقربون أولى بالمعروف ؛ قد شطت بها يد النوى بعيدًا , وصار ديدن هؤلاء المحدثين أن الأقربين أولى بالغدر والغلبة , فكم من تاريخ قرأناه فوجدنا القريب يحيك لقريبه ما تفقأ العيون لأحداثه , وتصم الآذان لمواجعه ؟ وكم من ولد قتل أباه , ومن أخ قتل أخاه , وقريب غدر بقريبه ؟ وشواذ الخلق من يقرب أبناء العمومة والخؤولة , فالمنصب عقيم كما الحكم عقيم , وزامر الحي لا يُطرب . ليت شعري ؛ متى نرى هؤلاء لا يقلدون تلك المناصب إلا من خلال انتخاب عام ؟ ! ليشرك فيه البعيد قبل القريب , حتى إذا صار ممكنًا ؛ رأينا سباقًا محمومًا على تلك المناصب , سباق التنافس الشريف , وإني وإن رأيت مثل هذا واقعًا ؛ فإنني غير قادر على نشدان الأمل المرجو لنائله ؛ ذلك أن مجالس البلدية لـمّا يزل وميض مكاتب اقتراعها في أعيننا , ولـمّا نجد لها تأثيرًا يذكر , أكان تهكمًا وسخرية من قِبَلهم حين لم نرَ ما وعدونا به ؟ ! نعم ؛ كان ذلك , وإن غضبوا لتأخذهم العزَّة بالإثم !!! الإدارة سياسة تخالف قميص عثمان . . . |
أسلوبك شيء عظيم ياقرطبة
ولكن كأني أشم حروف الأستاذ أحمد المهوس !!! |
كلام جميل
|
الساعة الآن +4: 05:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.