بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   على مطايا الترحال .. (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=73931)

كرمع 28-02-2007 12:28 AM

على مطايا الترحال ..
 
أنا عاوز افهم بس .. إنتو- ياأستاز - بتعزّبوا حالكو بالطريئة ديّت ليه ؟!!

يعني بتروحوا لمطر وهوا اشديد .. واتراب .. وبرد .. وسعابين .. وعآارب .. ومش عارف إيه كمان ؟

في الصف الثاني طبيعي كان أحمد - وهو من أبناء الكنانة - يحاورني مستنكرا هذا الحب العارم للرحلات البرية لدينا نحن السعوديين !! :confused:

ماج الفصل بالمتبرعين من زملائه الطلاب للرد عليه وما أكثرهم حينما يخرج الدرس عن مساره السائد :018:

وأما أنا .. فقد تمتمت بقول الأول : وللناس فيما يعشقون مذاهب :rolleyes:

صحيح ..

لم نحب هذه الرحلات البرية ؟
وهل في اللغة العربية كلمة ( كشتة ) ؟
وما أصلها ؟
لعل صديقا يمر من هنا فيشمر عن ساعده في بطون المعاجم ..

أما القاموس المحيط ولسان العرب والمعجم الوسيط فليس فيهما مما يخص مفردة ( كشتة ) شيئا ..

بيد أنه من المستقر في نفسي من معلومة لاأدري كيف سمحت لها بالدخول !! ولا حتى متى !! تقول إن أصلها فارسية من مثل : دروازة ودربزين ومهرجان وغيرها من الفارسي المعرب ..

لابأس .. أنتم تعرفون مرمى حديثي بغض النظر عن اصطلاحه ..

الأسباط أنفسهم أيضا كانوا يخرجون إلى البر حيث قالوا لأبيهم ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون )

فهي إذن عادة ضاربة في أغوار التاريخ .. وغابر الحقب ..

دعونا نناقش الأمر بهدوء ولاتتعجلوا اللوم علي .. فأنا - كما تعلمون أو لاتعلمون - مريض مثل الكثيرين منكم بداء العشق منذ أمد بعيد :p

أعشق الترحال .. والمشي في مناكب الأرض ..
أعشق الرمال الذهبية حينما تهتز على ربواتها أوراق الربيع الخضراء .. ويهب عليها صبا نجد الساحر ..
وتنشرح نفسي حينما أنزل في روضة غناء تتأرجح في جنباتها المطايا وهي ترفع رؤوسها بكل جلال .. وإنني لأستطيع الآن سماع الصدى لثغاء القطيع والشمس تسرح أشعتها هنا وهناك بينما يجلجل صوت الجرس في رقبة قائدها الضخم وهو يتعثر إلى جانب الحمار .. الحمار الذي لايني مطأطئاً وكأنه يبحث عن شيء في الأرض أبد الدهر ..

وأنا أيها الأعزاء مرهون بقلمي .. وقلمي عودني على الموضوعات الماراثونية الطويلة .. فأصمت طويلا ولكنني إن تحدثت تحدثت كثيرا من غير أن أدري هل هي عادة طيبة أم لا !
ولذلك سأمتطي صهوة الحديث وأتوجه به في كل ناحية ..
سأتحدث عن الرحلات البرية هنا وهناك .. وسأنقلكم معي في رحلة صيد الغزلان قريبا من قمة كلمنجارو .. وسنتجول في حديقة الحيوان في سفاري نيروبي حيث ندخل في الأقفاص .. وسنغوص معا في عمق البحر مع أسراب الأسماك ومن حول غابات الشعب المرجانية .. وسنقف جميعا على شفير ( القليس) مزبلة أبرهة التاريخية في صنعاء ..

هناك صور كثيرة .. ولقطات فريدة ..
والموضوع قد يطول أيها الأحبة .. ورجائي أن لا تتضايقوا إن امتد الوقت بين مقال وآخر .. فأنا أكتب ثلاثين مقالا أو أكثر وليس مقالا واحدا .. ولو كانت كلها جاهزة الآن لما تمنعت لحظة في إنزالها .. ولكني إنسان مماطل ولذلك فأنا أضع الرأس دائما ثم أقوم بربط العربات بعد ذلك لترتفع صافرة القطار معلنة انطلاق موضوع متكامل ..

وإلا فــــــــــ ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا )
نعم .. قالها موسى عليه السلام لفتاه يوشع بن نون
ونقولها نحن أيضا ..
والأعرابي حينما سئل : لم كان السفر قطعة من العذاب ؟ أجاب على الفور : لأن فيه فرقة الأحباب ..
بل إن ابن زريق الشاعر السيمفوني يذهب في فلسفة الإنتقال في كل اتجاه إلى معنى بديع جدا فيقول :

ما آب من سفر إلا وأزعجه ## رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو من حل ومرتحل ## موكل بفضاء الله يذرعه


وكثيرا ماكنا نضحك ونحن نذرع الصمان من غربية إلى شرقيه أو من جنوبية إلى شمالية قائلين : ما أشق هذا الإنتداب !! اكتبوا التقرير على عجل عن فضاء الله هذا الذي ذرعتموه وعودوا إلى دياركم !!

أو لكأننا نتمثل قول الآخر الجميل أيضا :

يوم بحزوى ويوم بالعقيق ويو ## م بالعذيب ويوم بالخليصاء !

أيها الأعزاء ..

لم نحن بهذه الدرجة من الهوس للخروج إلى السعابين والعآرب ؟

قريبا ..
سأكون معكم برفقة جوابي
إن شاء الله ..

المستشار 28-02-2007 12:41 AM

لأننا نسأم كثيرا ً من مشاهدت الحيطان الأربعة ..
فنعمد إلى تغيير الروتين اليومي إلى حيث الطبيعة الخلابة ..
و إلى السعابين و اوالعآرب ..


مشتاقين لك يا مبدع ..

خوي السرور 28-02-2007 01:07 AM

حنين النفوس إلى أصلها ..


فالتراب يبقى تراب .. ويأسرهـ منظر الرمال الخلاب ..


عرف العرب بوفائهم فلم يتمردوا على ما كانوا جزءً منه ..

الحديث ذو شجون فـ ...
سر فلا كبا بك القلم ..

الـصـمـصـام 28-02-2007 01:14 AM

..



أما عن ( كشتة ) فقد قرأت قديماً - حينما كنتُ في المرحلة المتوسطة أن أصلها ( هندي ) و للأسف لا أذكر المصدر ..

و أما عن شغفنا فالإنسان مهما بلغ من الترف فإنه لا يزال يحن إلى الطبيعة التي تشرح النفس ، و ترد إلى الروح راحتها حينما يسنشق الإنسان تلك النسمات الندية ..

شكر الله لكـ يا أستاذنا الفاضل و باركـ فيك ..

ولد المريدسية 28-02-2007 01:53 AM

العزيــز كرمـع :
حينَ ترفعُـنا النجـاد ، وَتحطـنا الوهـَاد..
شـادّين الرّحـَال ناحيـة تلّ رَمْـليّ صغيـر ، أو منظـرٍ مُعشـبٍ آسـرٍ ..
لم نكـنْ نفعـلُ هذا إلا بوحيٍ ممّن حولنـا .. وضغـطٍ مجتمـعي رهيب!
ولكـن : ما الســر؟
الســرُّ يا صـاحبي : أنّ الرَحـَلات البريـّة قد أصبحـتْ موضـةً يتبارى مِنْ أجلها الشبـاب .
وَقد سمعـتَ -أنت- قولهـم : ( طيـر بـر ) كوصـفٍ حَسَـنٍ على قمّـة الرجولـة .. زعمـــوا.

بدون مجاملة 28-02-2007 02:27 AM

.................

كرمع وفقك الله

كأني بك و أنت تحك الشعر من خلف أذنك و أنت تقرأ ردود الشباب و تتمتم بصوت خافت :

من سألكم عن سبب عشقكم للبر ؟

.......

يا جماعة ... كرمع يسأل وسيجيب هو ... فإنتظروا

......
بدون مجاملة

الـشَـكِـيـمْ 28-02-2007 03:05 AM

بإنتظار عودتك رفيقاً لجوابٍ شافٍ كافٍ وافٍ , عن سر الهُيام في هذه الرحلات والتقلب في أحضانها الذهبية , لا تطل بارك الله فيَّ وفيك !

ولربما لسانُ الحال يردد بين الفينة والأخرى ..
لا ضاق صدرك ياولد - - - إطلع عن حدود البلد

شكراَ لك ..

فاصله 28-02-2007 02:07 PM

إتاحتك لنا فرصة امتطاء الرواحل معك ونحن في بيوتنا ،،
كرم وسخاء ...
فجزاك الله خير...

A N A S 28-02-2007 02:55 PM

الواحد يمل من أصوات السيارات وأنوار المدينه

فيغير جو ويغير من نفسه

ويجدد نشاطه في البر

المعتز بدينه 28-02-2007 03:16 PM

جزاك الله خيرا ... الرحلات البرية لها طعمها الخاص إلا إذا كثرت

الغضنفر 28-02-2007 04:05 PM

أهلاً بـ"كرمع"...
نحن في الانتظار..فأسرع

أخوكم:الـ غ ض ن ف ـر

محمد الشقيران 28-02-2007 04:38 PM

...:::|| عوداً حميداً أستاذي كرمع ||:::...

متابع عن الترحال حتى آخر حرف ,,,

تحياتي ,,,

كرمع 28-02-2007 07:37 PM

كلما دخلت على أمي - حفظها الله - قادما من البر قالت لي بشكل استهجاني : هل معك شيء من الربلة ؟ أو البسباس ؟ إنما تخرجون للضحك واللعب فقط !!

وصاحب لي أيضا يقول إن جده لم يقتنع بالخروج إلى البر بهذه الطريقة ..

يظهر والله أعلم أن آباءنا وأجدادنا الأدنين كانوا يعيشون حياة رهيبة وجادة لايمكن لأحد أن يخرج عن نسقها للعب والترويح ..

بين عيني الآن صورة قديمة لأهلي وهم يجمعون أكواما من الربلة ورائحتها الفريدة تملأ صندوق السيارة الداتسون ..

وشيء آخر يمكننا قوله أيضا .. وهو أن الأمن في زمنهم أو قريبا منه كان منفلتا بحيث لايمكن للمرء أن ينفرد مع مجموعة صغيرة أو مع عائلته في عمق الصحراء دون أي سلاح ..

أدام الله علينا وعلى المسلمين نعمة الأمن في الأوطان ..

وأما نحن اليوم فإننا لانخرج بحثا عن الحشائش لمواشينا .. ولا لغير ذلك مما كانوا يخرجون لأجله إلا أن يكون متعة وترويحا ..
وهو ترويح مباح ولله الحمد .. بل إنه ربما انقلب إلى عبادة إذا تفكر المرء في ملكوت الله وازداد شكره لربه بذلك .. والأول يقول :
تأمل في نبات الأرض وانظر** إلى آثار ما صنع المليكُ
عيون من لجين شاخصــــات **بأبصارهي الذهب السبيكُ
على قصب الزبرجد شاهدات** بأن الله ليس له شريكُ


ولأننا أيها الأحبة نعيش في بيئة صحراوية جافة .. وصخور صماء .. فإننا نركض خلف الغيوم .. ونسأل عن مواطن القطر .. ومنابت الشجر ..
وهذا ربما يفسر لنا شيئا مما نبديه من الحب للرحلات ..
في أحد الأيام كنا نازلين في واد أخضر في الشمال من المملكة وكان المطر ينزل علينا طوال اليوم فقال لنا أحد الأصحاب ضاحكا : ألا تعلمون أن المسلمين يدعون عليكم الآن !! وقبل أن نأكله بعيوننا :eek: .. استدرك قائلا : أوليسوا يرفعون أيديهم داعين ( اللهم على الشعاب وعلى بطون الأودية ) ؟
أنتم الذين جئتم بأقدامكم إلى مكان دعوة المسلمين ..:D

هذا صحيح .. فنحن نخرج إلى البر لنملأ أعيننا بهذه الخضرة وهذه الزهور التي نبتت على طبيعتها .. وهذه الزهور وهذه الخضرة لاتنبت عندنا إلا في مواسم قليلة نسبيا وفي أماكن محدودة أيضا .. بل إن أرض نجد تتحول إلى جسد ساحر حينما تتزين روابيها بالخضرة ويهب فيها الصبا حتى لقد رق ابن الدمينة لحظة فقال :
أَلا يا صَبا نجد متى هِجتِ من نجدِ ** لقَد زادني مسراك وجدا على وجدِ
أأن هتفَت ورقاءُ في رونق الضُحى ** على فَنن غض النبات من الرندِ
بكيتَ كما يبكي الوليد ولم تكن ** جَليدا وأبديت الذي لم تكن تبدي
وحنت قَلُوصي من عَدَانَ إِلى نَجدِ ** ولم يُنسِها أَوطَانَها قدمُ العهِدِ


كما يقول أيضا مشبها لوعة المحبين لنجد بلوعته حيث يقول :
وما وجدُ أَعرابِية قَذفَت بِها ** صروفُ النوى من حيث لم تك ظَنت
تمنت أَحاليبَ الرعاءِ وخيمةً ** بِنجد فَلم يُقدَر لها ما تمنتِ
إِذا ذَكَرَت ماءَ العضاه وطيبه ** وبرد الحصى من بَطنِ خَبتٍ أرنَّتِ
بِأَعظَمَ منى لَوعَةً غَيرَ أنني ** أجَمجمُ أحشائي على ما أَجنتِ


وابن الرومي يعرض بنوح الإبل في نجد وشدة حنينها حين قال في رثاء ابنه :
وإني وإن متعت بابني بعده ** لذاكره ماحنت النيب في نجد

وامرؤ القيس في معلقته الشهيرة ينوه بسقط اللوى والدخول وحومل وتوضح والمقراة قائلا :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول وحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ** لما نسجتها من جنوب وشمأل

ومن أعجب مارأيت هذه الأيام كتابا يناقش مواطن هذا البيت اسمه ( امرؤ القيس بين الدخول وحومل ) لمؤلف من الدوادمي اسمه : عبدالله الشايع وكان بحق كتابا جميلا وجدت فيه كثيرا مما أردت معرفته

وليأذن لي المقام بعد عرض شيء من قصائد الفحول بذكر أبيات لكرمع يناغي فيها هذا الموطن الساحر عندما كان بعيدا عنها يقول :
أنسيت وجه فتاك يانجد ؟ ** أم طال بعد رحيلي العهد ؟
طفل وفي عينيه أغنية ** جذلى .. ويورق تحته المهد
طفل تهادى بين أضلعه ** نيب يثور بمشيها الوجد
ماناح قمري على فنن ** إلا ونار الشوق تشتد
وهناك حول الماء شنشنة ** ليلى تحاور حبها دعد
والمدنفون خيولهم ضبحت ** للماء .. أو نحو الهوى تعدو
ويكون مسرح عاشقين هنا ** غزل .. وذا طلل .. وذا وعد
يتمنعون على اللقاء كما ** وعدت وما قد أنجزت هند !

والقصيدة ليست بالصورة التي كتبتها لكم ولكني تصرفت في حذف كثير منها ..

أعود فأقول إننا نبحث عن الربيع مظانه .. ونقطع المسافات من أجل ذلك ..
تصوروا أنه في عطلة الربيع الماضية استوقفني ثلاثة مسافرين متفرقين في طريق القصيم الرياض السريع وكلهم يقول : جئت من الشمال وقد سمعت بأن الربيع هنا مابين القصيم والرياض ..
ونحن أيضا كذلك .. نقطع المسافات الطويلة بحثا عن هذه الخضرة ..

التقنية نفسها ساهمت في هذا أيضا .. كما ساهمت بتشجيع أولئك الذين لايحبون الرحلات البرية على الخروج إليها ..
أجهزة الملاحة .. الخيام والأشرعة المتينة السهلة .. أدوات الطبخ بأشكال جذابة تتناسب مع الرحلات .. المنتديات الإلكترونية المتخصصة .. أجهزة النداء مثل الكنود والجوال وغيرها .. وحتى برامج التلفزيون ذات الطابع المتخصص بالرحلات والكشتات ..
وبالمناسبة فإنني لم أسمع لغطا في برنامج أكثر منه في برنامج كشتات على شاشة المجد .. ولكننا اتفقنا أخيرا أنا وأصحابي على نتيجة حقنا بها كثيرا من المودة وقطعنا بها كثيرا من اللجاج وهو أنه ( لايتابع برنامج كشتات إلا الذين لايعرفون الكشتات ) ولكم أن تقتنعوا بما شئتم من الرأي والله أعلم : 12


اسمحوا لي أن أكمل حديثي في رد آخر أيها الأحبة ..

كرمع 28-02-2007 07:39 PM

للأخوة الغالين الذين شرفوني بالرد أقول :أنا مستعجل الآن .. ولكن قريبا سأتفرغ لكم أيها المارون من هنا بكل عنفوان !


الساعة الآن +4: 09:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.