![]() |
للتمييز ميزان، وللمميِّزِ أداة
بسم الله الرحمن الرحيم [align=right]التفريق من الصحيح والعليل، والجيِّد والرديء، والجيِّد والأجود لا يكون اعتباطا؛ والحكمُ في أمرِ أولئك مستلزمٌ لمعيارٍ ضابط أو ملكَةٍ كاشفة عن موضع الحسن والقبح في كلِّ قولٍ أو عملٍ أو مادَّة. ولكلِّ أمرٍ (محكومٍ فيه) مطلبُه من الأدوات؛ فليس على من يحكم بين ضربين من الطعام أيهما ألذ، مثل ما على من كان حَكَمًا بين قصيدتين أيهما أجود. وليستِ المعرَّة التي تلحق المخطئ في مَيْزِ الطعام، كالمعرة اللاحقةِ بالمتصدِّرِ في نقد الشعر –مثلا-، وذلك أن الحكم في الأول عائد على ذوقٍ لا يضبطه ما يضبط الحكم على الثاني، وهذا الذوق لا يفقده أكثر الناس، ولكلٍّ ذوقه في الطعام، وعلى كلِّ لسانٍ أن ينطق بما ذاق، وتغليط المخالف في هذا أقرب إلى التعنت. أما من تعرَّضَ لنقد الشعر، وهو خالي الوفاض من أداة النقد وملكة الذوق؛ فهو واقع في معرَّة الحكم فيما لا يعلم، وسينكشف للناقد البصير ما خفي على ذلك المتعرِّض لما ليس له، خصوصًا إذا أفاض في التعالم والتحاذق! وما ذكرتُه حاصل في كلِّ مجال؛ في علوم الدين، وعلوم الآلة، وفنون القول والرسم والصناعة والسياسة والاقتصاد وغير ذلك. فالمتطفل في شيء من هذه الفنون قد يجهل أنه جاهل؛ لأنه عارٍ عن العلم بأدواتٍ لو حصلت له لخجل وعاب على نفسِه ما أقدمَت عليه من قبل! وإنْ حَضَرَ الناقدُ البصير وأعمَل أداتَه في حضور تطفُّلِ متطفِّل انكشَف الزيف وسقط البهرج! وإننا في زمن كثرت فيه الزيوف، وأكثَرَ فيه المتعالمون من بثِّ جهالات مظلمة تكاد تحجب شمسَ العلم وتُعمِي عن نورِ الحق... فنطلب من الرحمن مرسلِ الرسل ومنزِّل الكتب أن يجعلنا من أتباع البصَرِ بالحق، وأن ينصرَ المبصرينَ على خفافيش الظلام! اللهم آمين.[/CENTER] ناصر الكاتب 13 / 3 / 1428هـ. |
للرفع .. وش أسوي .. معجب بكتابااااااته .. يوصل لك اللي يبيه بحكمة .. ( خير الكلاااااااااام ماقل ودل ) شكراً اخوي ناصر الكااااااااتب .. |
مشكووووووووور وما قصرت
الله يعطيك العافيه |
..
و في ظل الانفتاح المعلوماتي الهائل ، أصبح التطفل سمّةً بارزةً من سمات العصر .. آسف . أقصد من ( معضلات العصر ) ، فلا تعجب من نبطي أمّي يقيِّم المعلّقات ، ولا تعجب من فاسق مارق ، يفتي في أحكام الحلال و الحرام ، و عدد و تألم .. فأنت في زمن العجائب .. ناصر الكاتب ... الحاضر الغائب .. لا تطل علينا ..أطال الله عمرك .. |
اقتباس:
وأشاطرك القول بأننا في زمن كثر فيه التزييف ، وأصبح لهؤلاء المزيَفُون نفوذ في المجتمع ، فتصدروا المناصب ، ووسائل الإعلام ، وغيرها ! في الوقت الذي نجد فيه أن المستحقين لذلك بين رجلين لا ثالث لهم : 1 / إما شخص قد حيل بينه وبين ما يشتهي ، وزج به في غياهب السجون . 2 / وإما شخص قد آل على نفسه أن لا يخوض هذا الغمار وذلك بسبب بعده عن هذه المجالات . أسأل الله أن يقيض للأمة من يرد لها عزتها ، ويخرس ألسنن قد طال هديرها ، واشمأزت الآذان من مقيلها . |
الساعة الآن +4: 08:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.