بريدة ستي - نبض الرحيل........ ( رحيل عبد الله بن عبد الكريم الصقعوب )

..
وصلتني من البريد

حقيقة لا يتخلف عنها أي شخص على ظهر البسيطة , وهي ما أبانها الله عز وجل في قوله :

{ لقد خلقنا الإنسان في كبد } , فالإنسان في هذه الدنيا في كبد وبلاء ..

طبعت على كدر و انت تريدها صفوا من الأقــذاء والأكــدار

لكن الله عز وجل يجعل في بلاء الدنيا بالنسبة للمؤمنين أجرا ..

(( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير , إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له , وإن أصابته سراء

شكر فكان خيرا له ))

ولهذ فإن أشد الناس بلاء الأنبياء فالامثل فالأمثل ..

ومن جملة بلاء الدنيا " فقد الولد " , فلقد ابتلى الله به الأنبياء والمؤمنين ...

فهذا نبي الله ابراهيم خليل الرحمن رزق الولد على كبر فابتلاه الله بأن يذبح ابنه ..

{ فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك } ..

وهذا ابنه الكريم يعقوب عليه السلام غيب عنه ابنه يوسف مدة طويلة ..

وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ابنائه في حياته , وحزن لذلك ,

وقال عند موت ابنه ابراهيم : إن القلب ليحزن , وإن العين لتدمع , وإنا لفراقك با ابراهيم لمحزونون..

وكذلك الصالحون بعده صلى الله عليه وسلم ...

ومن الأمثلة على ذلك فقد عروة ابن الزبير لابنه ..

وفقد عمر بن عبد العزيز لابنه عبد الملك , وما ذلك إلا ليرفع الله به درجاتهم , ويعلي مكانهم ...

ولقد فقدنا يوم الجمعة ( 18 ربيع الأول 1428هـ ) ابن أختي الشاب الصالح عبد الله بن عبد الكريم

الصقعوب في حادث قضى فيه حياته , وابتلي والداه بذلك فكانوا نعم الصابرين ..

الراضين بقضاء الله وقدره , ومن عرف الله هانت مصيبته , والله أسأل أن يربط على قلوبهم ..

ويلهمهم الصبر والسلوان ..

لقد كان رحمه الله شابا , فاضلا , حافظا للقرآن , وقد توفي وهو ذاهب لصلة رحمه ..

فأسأل الله أن يكتب له الأجر ...

لقد كانت حياتك لي عظات فأنت اليوم أوعظ منك حيا

ولقد شاهدت رحمه الله وهو يحضر مجالس العلم , وله نهم في حفظ منثور العلم , ومنظومه ..

رحمه الله , وأسكنه فسيح جناته ...

وقفنا على القبر في ساعة كأن الزمان لديها وقـــف
وطافت بنا أعذب الذكريات فلم تبق ذكرى بنا لم تطف
ولم يبق ذو مهجة ما بـكى ولم يبق ذو مقلة ما ذرف
ولم يبق ذو خافق ما اكتوى ولم يبق ذو كـــبد ما نزف
كأنك يا موت تهوى الكرام وتأنف من أنفس كا لجيف

وكتبه / عبد الهادي بن علي الخضير
في يوم الأحد 20 ربيع الأول 1428هــ