بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   أنا ... ولغة الأعين ! (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=77029)

الثائر الأحمر 19-04-2007 11:06 PM

أنا ... ولغة الأعين !
 
[align=justify]منزلها حديث النفس ، ومن النادر أن يُتناقش حول هذه الظاهرة المنتشرة بيننا ، بل تبقى حبيسة الوجدان ؛ لكن الجميع يعترف بها ، ولو أخذنا من طريف لغة الأعين ، وجعلنا منها مشهدًا مضحكا صامتا ، لوجدت الصدور تتمزق من الضحك ؛ لأن الجميع يعلم يقينا بوجودها .

بالنسبة لي ؛ فأحب دائمًا أن أنصت ببصري (!) إلى حديث هذه اللغة ، في ذاكرتي مواقف تجل عن الحسبان ؛ ليس من الضرورة أن أتذكر أبطالها ، أعترف أنه من المخجل ذكر بعضها ؛ لغرابتها ... لكنها واقعة ، وداعي حب الكتابة عنها أقوى - هذه المرة - من داعي الخجل الذي يسيطر علي .

لغة الأعين لها وجودها بين جماعة المسجد ، إنْ بين الإمام والجماعة ، أو بين المؤذن والجماعة ، أو بين الجماعة نفسها ، أما الإمام والمؤذن فلغة الأعين تضيع بينهما :D ؛ لأن جانب الصراحة يطغى دائمًا حول علاقتهما ، وأحيانا تصبح هذه الصراحة " زيادة عن اللزوم " ، غالبا ماتحكي لغة الأعين بين الجماعة عن علاقة احترام شديد ، ومحبة في الله تعالى ، ولاحظوا ذلك حين يغيب أحدهم فترة طويلة ؛ ثم يرجع إلى المسجد ؛ قد لايسلمون عليه ، لكن تهلل بالتحية أعينهم .

نلحظ حديث الثناء والإعجاب الشديد ينبع من الأعين لغلام هداه الله - عز وجل - للمحافظة على الصلوات الخمس ، والتبكير لها ، والجلوس بين الصلوات لقراءة القرآن ، أما الشيوخ ( كبار السن ) والكهول ؛ فيتمنون أن يرزقهم الله - سبحانه وتعالى - ولدًا صالحًا مثله ، أو أن يهدي أولادهم لمثل ماهدى هذا الصبي ، وأما الشباب فيتحسرون على مافاتهم ، وينظرون لهذا الصبي بعين الغبطة والإعجاب .

وإن كان من جماعة المسجد شاب ( في المراهقة ومابعدها بقليل ) صالح مستقيم ؛ فالأعين تتحدث بإعجاب وتقدير واحترام من قبل أقرانه ( ممن لاينسبون إلى أهل الاستقامة لكنهم من جماعة المسجد المحافظين ) ، ومحبة جميلة من قبل الكبار في السن ، وترددا بين المحبة واللامبالاة من قبل الكهول ، أما الأطفال فحديث أعينهم تحكي المحبة والتعلق بهذا الشاب ، لاتعجب إن رأيتهم يقلدون مشيته ولباسه ، فهو بنظرهم قدوتهم .

أما إمام المسجد ، فلغة الأعين تحكي الإحترام له ، والتقدير كذلك ، إن كان مهتما بمسجده مواظبًا عليه ، والعكس من ذلك إن كان مهملا مقصرًا ، ولو أن لغة الأعين عند " الشيبان " لاتسمع منها حديث الود ، وهذا يحدث أحيانا ، أما الأطفال فتحكي أعينهم حديث الاحترام والهيبة ، والشباب كذلك ، ولو وفق الله - سبحانه وتعالى - المسجد بإمام صالح على بصيرة ودين ؛ لرأينا أعين الشباب - من جماعة المسجد - تحكي الثقة بالإمام ، وهذا جانب مهم ونافع جدا .

أما المؤذن ، فتحكي لغة الأعين قصة صراع بينه وبين جماعة المسجد ؛ فإن كان شابا قابلته أحاديث الاستعلاء من قبل كبار السن من " الشيبان " :022: ، وإن كان شيخا كبيرا قوبل بلغة غاضبة مستعلية من قبل الشباب الكبار ، والكهول كذلك .

وللحب مكان واسع في لغة الأعين ، أنصتوا معي إلى نحيب المحبين العاشقين ، ألقوا أبصارهم يمنة ويسرة ؛ فتعلقت بالصور قلوبهم ، وشخصت أبصارهم نحو المحبوبين ، ولغة الأعين تحكي آلامهم ... فأنصتوا ، أين ابن القيم - رحمه الله تعالى - عنهم ؛ وهذا جزاء كل من لم يعمل بقول الله - سبحانه وتعالى - : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) .

في المقابل ؛ سلطوا الضوء على منابر النور ، حيث لغة الأعين تحكي حبا شريفا راقيا ، هل رأيتني وأنا أنظر لأحد العلماء الربانيين ، أنصتوا إلى حديث عيني وهي تنظر إلى من له فضل علي كالوالدين ومدرس الحلقة ومشايخنا وأساتذتنا ، ستستمعون أحاديث الود والمحبة .

لغة الأعين تثرثر كثيرًا حين نتصادف وأشخاص كنا على علاقة قديمة ( ربما كانت مؤقتة ) معهم ، فأرخت الأيام مابيننا وبينهم ، وهذه لها حالات كثيرة لاتحصى ، كأن تقابل شخصا كان جالسا يومًا ما بجانبك في رحلة سفر طويلة بالطائرة أو بالباص ؛ فجمعت بينكما أحاديث السفر ؛ حين اللقاء قد لاتسلم عليه ، لكن عينك تحكي صراعًا مع نفسك : أسلم عليه .. أحييه .. أكلمه كأني أعرفه .. أخاف مايعرفني .. إلخ . وغالبا ماينتهي الموقف بعدم السلام ، لانشغال كل واحد بنتاج نظره .

في الجامعة يكثر هذا بين الطلاب ، من كان يومًا في قاعتك الدراسية ، أو دخلت أنت وإياه في نشاط واحد ، أو ذهبتم في رحلة واحدة ، أو حتى أوصلته بسيارتك يومًا ... تنظر إليه فينظر إليك ، فيصرف كلا منكما بصره عن الآخر ، لتفاجأ بعد قليل بوقوع بصرك على بصره ؛ وفي هذه المرحلة إما أن يحيي أحدكما الآخر ، أو يصرف كل واحد منكما بصره عن الآخر ؛ وعندها " تعال كلمني " إذا عادت علاقة الأعين بينك وبينه مرة أخرى ، وهكذا .. معركة غريبة الله لايبلينا .

أكاد أنفجر ضحكا حينما نكون في القاعة الدراسية في المحاضرة الأخيرة ، وقد قرر الدكتور ( تفضلا منه ) أن يخرجنا في منتصف المحاضرة ، لكن يدخل أحد الطلاب عرضا بعد نهاية الدرس والاستعداد للخروج ؛ ويكثر الأسئلة على الدكتور ، والذي بدوره يجيب بإسهاب عن الأسئلة ، ولغة الأعين لدى الطلاب تتحدث بأحاديث اللعن والسب والكره لهذا الطالب ، خصوصًا إذا كانت الأسئلة في خارج المنهج .

أكثر من يعاني من هذه اللغة هم من ابتلوا بالسهو والتعمق في التفكير من أمثالي ، كما قال لي أحد الأخوة ( مازحًا ) حين وجدني أنظر إليه بحدة : ياأخي جعلتني أشك بنفسي ! قلت : خير إن شاء الله ! أولا : كنت ساهيًا . ثانيًا : آخر شيء أفكر به في هذه الدنيا أن أنظر لبرميل ومن الذكور أيضا يمشي على الأرض ، أستغفر الله العظيم ، والحمدلله الذي عافاني .

أحيانا لايشترط أن يكون هناك سابق معرفة أو علاقة ؛ بل ربما تجد لغة الأعين تتحدث بالإعجاب أو بالكره أو الدهشة ، وهذا يجري لأمور عديدة ، حين تدهش بإنسان مشابه بدرجة كبيرة لشخص تعرفه ، وهذا يتعبك كثيرًا في الجامعة وصلاة الجمعة وأحيانا في السوق والمطاعم ، أو الإعجاب والذي غالبا ماينشأ عن الجمال الذي يتميز به الطرف الآخر ، أو الحقد والكره بدون سبب معين ... ونحوها ، بالنسبة للدهشة من الشبه فلا تلام عليه ، لكن ردة فعل الطرف الآخر قد تكون سيئة ؛ إذ لايحتمل هذه النظرات منك ، والشيطان حريص على التحريش بين خلق الله - سبحانه وتعالى - ، أما الإعجاب بالجمال ، أو الحقد والكره ؛ فأعتقد - وهذا رأيي - أن هذا يدخل في الجانب المظلم للغة الأعين ، فنظرة الإعجاب بالجمال إن كانت لشهوة محرمة أو مؤدية للتعلق فهذا قبيح ومظلم ، وأما الكره والحقد بلا سبب فهذا قبيح جدا أيضا ، كيف تكره شخصًا وأنت لم تعرفه ؟!! بالنسبة إلي ؛ فقد كرهت أناس وأبغضتهم بلا سبب ؛ فلما عرفتهم ندمت على بغضي لهم ، والإنسان عدو مايجهل .

هذا الموضوع نقطة تتلاقى فيها مئات الأمثلة ، وتبقى لغة الأعين دليلا آخر على بديع خلق الله - عز وجل - ؛ فتبارك الله أحسن الخالقين ... سبحانه !

وصلى الله على الحبيب وسلم .
[/CENTER]

الــنــهــيــم 19-04-2007 11:51 PM

مقال رائع وجميل أخي الثائر ، لا أثار الله الغبار !
وفي الحقيقة أنني عانيتُ من لغة الأعين بشكل كبير ، ولازلتُ أعاني ولكن الآن بصورة أقل بكثير من السابق ، ذلك أنني حينما أضعُ عيني بعين شخص آخر ، لابُد وأن ترتسمَ على شفاهي بسمة عريضة ، تجعل الشخص يتساءل [ ما المضحك ] ؟!! وحينها أقعُ في حرجٍ كبير ، ولكني أفعلُ ذلك لا إرادياً ، فالبسمة تخرجُ مني دونَ إستئذان .. يا لها من قليلة أدب ! :) وليتها كانت ابتسامة ًبسيطة لكانت جميلة ومطلوبة ، ولكنها تكونُ أكبر من بسيطة ، بدرجة تجعل المقابل لا يُصدق أنها خرجت بدون سبب !!

على ذكر حديث القاعات ، من المشاكل التي عانيتُ منها أنني حينما آتي متأخراً للقاعة وأهم بالدخول ، والطلاب قد اكتضوا في القاعة والدكتورُ مُجتهدٌ يشرح ، أجلسُ بضعَ ثواني عند الباب من أجل أن أضبط أمور البراطم لا يفضحنن ، لأني أعرف أنني سأرسمُ ابتسامة عريضة غصب عني .. ونظرات الطلاب ترمقني باستغراب .. !! وحُق لهم الإستغراب ! عيونهم تقول : ما المضحك .. ؟! وأنا عيني تقول : صدقوني .. لا أعلم !! :113:
وأما الآن فأبشركم أنني أدخلُ مباشرةً ، شامخ الرأس ، رافع الهامة ، وعيناني تقول للطلاب : إنظروا .. إنني لا أبتسم !! :113:

أذكرُ يوم أن كنتُ صغيراً جداً ، وكان أبي يشرحُ لي في مادة الرياضيات ، كنتُ من الحينة والأخرى ، أرسمُ بسمة عريضة على فمي دونَ أي سبب !! مما يجعل أبي يغضب ، ويصرخ في وجهي : هل تضحكُ علي أيها التيس الأربد ؟! :113:
ومع الوقت اعتاد على ذلك ، لأنهُ علمَ أن ابنه نفسيّة الله يخلف عليه .. ! :)

عذراً على الإطالة عزيزي ثائر .. !

أبورائـــــــــد 20-04-2007 12:50 AM



يارجل ..
هذا محله الساحة ..

،،
مقال أكثر من رائع ، تم الاحتفاظ به

لي عودة ..

خوي السرور 20-04-2007 12:56 AM

ينقل لمكانه المناسب ..

الثائر الأحمر 20-04-2007 03:43 PM

[align=justify]النهيم ’ أهلا بك أخي المبتسم ، هل تعلم أن ردك ألهمني لكتابة مقالتين ! ستكون حقوق الفكرة نابعة من ردك :033: ضحكت كثيرًا على موقفك مع والدك ، تخيلت والدك - وفقه الله - مندمجًا في الشرح ، منفعلا يحرك يديه ، له ساعة وهو يشرح ويتكلم ؛ فتحين منه التفاتة مفاجأة نحو طفله ، فإذا هو مرخيًا يديه ، شاخصًا ببصره إلى الأمام ، سارحًا بفكره ، راسمًا ابتسامة عريضة على وجهه :096: .... أي شعور سيشعر به الوالد ؟! إنه القهر والغيظ :070: ، وأظن أن الله - سبحانه - قد خلف - حقيقة - على الوالد بخير من ذلك الطفل اللامبالي ؛ بشاب يدخل قاعة الدرس شامخ الرأس ، رافع الهامة ، وعيناه تقول للطلاب : إنظروا .. إنني لا أبتسم !! :028: .... الله يخلف بس ! :D
أشكر لك طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .

أبو رائد ’ أهلا بك أخي الفاضل ، لماذا مكانه الساحة ؟!! أعتقد - من وجهة نظري - أن مكانه ( سواليف كشكولية ) ، إلا إن كان من شروط السواليف ؛ أن تكون بااللسان العامي !
أشكر لك طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .

خوي السرور ’ تحت أمـرك ... !! :p
أشكر لك رسمية مرورك :089: ، وفقك الله تعالى طال عمرك :028: .
[/CENTER]

المسفهل 20-04-2007 07:14 PM



أهــلاً وسهــلاً بكــاتبنــا القــديــر [ الثــائــر الأحمــر ]


لغــة الأعيــن .. لغــة تـُتــرجــم الكثيــر والكثيــر مـمـّــا فــي النفــوس .. وقــد تحكــي كـلامــاً يعجــز اللســان ــ وهــو المخــوّل الرسمــي ــ قــولهــا .. ففــي نظــراتهــا أعظــم آيــأت الشكــر إن أراد النــاظــر شـُـكــر المنــظــور .. وبهــا يتــم معــاقبــة وتنبيــه المخطــيء [ المحتــرم ] .. وبتسلـيــط أضــواء الأعيـُــن إلــى الــزوجــة بــإحتــرام وإعجــاب أقــرب طــريــق للمــودّه والقــرب .



أعجبنــي مــوضــوعــكـ أخــي الكــريــم فــأشكـُر لــكـ مــا ســطــرتــه يــداكـ


عابق الذكرى 20-04-2007 10:27 PM

اقتباس:

أذكرُ يوم أن كنتُ صغيراً جداً ، وكان أبي يشرحُ لي في مادة الرياضيات ، كنتُ من الحينة والأخرى ، أرسمُ بسمة عريضة على فمي دونَ أي سبب !! مما يجعل أبي يغضب ، ويصرخ في وجهي : هل تضحكُ علي أيها التيس الأربد ؟! :113:
ومع الوقت اعتاد على ذلك ، لأنهُ علمَ أن ابنه نفسيّة الله يخلف عليه .. ! :)

عذراً على الإطالة عزيزي ثائر .. !

هههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ياحبيل قلبك يالنهيـــــــــــــــــــــــــم ...!
هههههههههههههههههههه
سبحان الله..!! شكلك إنسان مرح لأبعد الحدود

الثائر الأحمر:
موضوع جميل ومميز أيضا...!!
مثل صاحبه....
سلمت يداكـ..!

دمتم بخير

الثائر الأحمر 21-04-2007 04:00 PM

[align=justify]المسفهل ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرًا على طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .[/CENTER]

الثائر الأحمر 22-04-2007 12:49 AM

[align=justify]عابق الذكرى ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرًا على طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .[/CENTER]


الساعة الآن +4: 06:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.