أخي الفاضل..محب الإصلاح..

أسال الله أن يوفقنا وإياك لكل خيرا..

لا يخفى أخي لكل من وفقه الله أهمية الحلقة للشباب في تربيتهم على كتاب الله وتوجيههم إلى كل ما ينفعهم في الدنيا والأخرة..
وخاصة في هذا الزمن والذي كثرت فيه الصوارف..

والإخوة المدرسين في الحلق يقدمون ويضحون بأموالهم ووقتهم في سبيل إصلاح الشباب..
ولكن المؤسف حقا أن المجتمع لايثمن هذا الجهد المبذول..
ولكن نسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء..ويوفقهم في الدنيا والأخرة..

بالتأكيد ، فحلقات تحفيظ القرآن ، هي محاضن التعليم الحقيقية ، التي تُخرج الجيل المستمسك بكتاب الله تعالى ، إذاً أهمية الحلقات للناشئة ، بمنزلة أهمية القرآن للأمة ..

في وضعها الحالي ، للأسف هناك إهمال كبير في جانب التدبر و التربية القرآنية ، و أصبح أهم شيء هو الكم دون الكيف ، من إمكانية التوفيق بين الكم و الكيف ، و إن كان هناك من توجه إلى التوجه الجديد و لله الحمد ، وهو الموازنة بين حفظ القرآن و التربية القرآنية ..

أولا : نصيحتي للمعلم أن يعلم أن أي عمل من أعمال القربات ، له عاقبتان ، إمّا أجرٌ عظيم ، أو إثم كبير ، و الفرق بينهما ، ليس إلا فيما وقر في القلب ، من الإخلاص أو طلب شيء من الدنيا .
أنصح المعلم بالصبر و المصابرة و المجاهدة ، و تحمل عناء التدريس في الحلقات ، و النظر إلى طلابه نظرة إشفاق و مودة ، و حب و حنان ، كحنان الأبوة ..
أنصحهم ألا يعبأوا كثيراً بالشنشنة التي تُثار ، بين الفينة و الأخرى من الكتاب أو الناقمين ن ضد هذه الحلقات ، و أنصحكم بالبعد عن أي شاغل يُعيق مسيرتهم في العطاء ، و أنصحهم بحماية أبنائهم و طلابهم ، من الأفكار التي تهدم الدين سواءً كان ذلك غلواً أو تفريطاً ..
كما أنصحهم بالأمر الأهم ، وهو القدوة الحسنة ، التي يجيب عليهم أن يتحلوا بها ، ففي السلوك ما يُغنيهم عن كثير من الكلمات و المواعظ ..

ثانيا : نعم مدرسوا الحلقات على ثغرٍ من أعظم ثغور الإسلام ، وهم حرّاس على حصنٍ منيع ، فيجب أن تكون عدتهم و عتادهم ، الإيمان و التقوى و الصبر ، حتى يكونوا أهلاً لسد تلك الثغرة ، و تأهيل الخلفاء للوقوف على أعتاب ذلك الحصن ..

كل شيء ..
الطبيب ، و المهندس ، و العالم ، و الداعية ، و المجاهد ..و غيرهم ..
كلهم يجب عليهم ، أن يكونوا تحت راية القرآن يسيرون ، هذا ما ينتظر المجتمع ..

إن قلتُ نعم ، فقد ظلمتُ الحلقات .. و إن قلت لا فقد ظلمتُ الآباء و الطلاب ..
و لكن الصوت السائد ، هو الصوت المُعادي لهذه الحلقات ، و إن كان قليلاً إلا أن فينا سمّاعون لهم ..


بارك الله فيك على طرح مثل هذه الأسئلة الجميلة و الهادفة ..