![]() |
الملك الظالم .. والملك العادل 3/4
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ) ... إلى أن قال : ذكر من توفي في هذه السنة من الأعيان : وذكر منهم : الملك الكبير العادل محمود بن سُبٌكْتِكِين ، أبو القاسم ، الملقلب بيمين الدولة وأمين الملة : صاحب بلاد غزنة وما والاها ، جيشه يقال لهم : السامانية ، وكان أبوه قد تملك عليهم ، وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، فتملك بعده ولده هذا ، فسار فيهم وفي سائر الرعايا سيرة عادلة ، وقام بأعباء الإسلام قيامًا تامًا ، وفتح فتوحات كثيرة في بلاد الهند وغيرها ، وعظم شأنه في العالمين ، واتسعت مملكته ، وامتدت رعاياه ، وطالت أيامه ، ولله الحمد والمنة ، وكان يخطب في سائر ممالكه للخليفة العباسي القادر بالله ، وكانت رسل الفاطميين من الديار المصرية تفد إليه بالكتب والهدايا والتحف ، فيحرق بهم ، ويقطع كتبهم ، ويخرق حللهم ، وقد اتفق له في بلاد الهند فتوحات لم تتفق لغيره من الملوك ، لا قبله ولا بعده ، وغنم مغانم كثيرة لا تنحصر ولا تنضبط كثرة ، من الذهب واللآلئ والسبي ، وكسر من أصنامهم وأبدادهم وأوثانهم شيئًا كثيرًا جدًا ، بيض الله وجهه وأكرم مثواه ، وقد ذكرنا ذل مفصلاً فيما سلف مفرقًا في السنين ، كان في جملة ما كسر من أصنامهم بُد عظيم للهنود يقال له : سومنات . بلغ ما تحصل منه من الذهب عشرين ألف ألف دينار ، وكسر ملك الهند الكبير الذي يقال له : جيبال . وقهر ملك الترك الأعظم الذي يقال له : إيلك خان . وأباد ملك السامانية ، وقد ملكوا بخراسان مائة سنة بلاد سمرقند وما حولها ، ثم هلكوا ، وبنى على جيحون جسرًا غرم عليه ألفي ألف دينار ، وهذا شيء لم يتفق لغيره من الملوك ، وكان معه في جيشه أربعمائة فيل تقاتل ، وهذه عظيمة هائلة ومرتبة طائلة ، وجرت له فصول ذكر تفصيلها يطول ، وكان في غاية الديانة والصيانة ، يحب العلماء والمحدثين ، ويكرمهم ويجالسهم ، ويحسن إليهم ، وكان حنفي المذهب ، ثم صار شافعيًا على أبي بكر القفال الصغير ، على ما ذكره إمام الحرمين وغيره ، وكان كراميًا على اعتقادهم ، وكان من جملة من يجالسه منهم محمد بن الهيضم ، وتناظر هو وأبو بكر بن فورك بين يدي الملك محمود بن سبكتكين في مسألة العرش مناظرة طويلة ذكرها ابن الهيضم في مصنف له ، فمال السلطان محمود بن سبكتكين إلى قول الهيضم ، ونقم على ابن فورك كلامه ، وأمر بطرده وإخراجه ، لموافقته رأي الجهمية . يتبع : ( قصة قتله للـ.... ) . البداية والنهاية ، لابن كثير ، 15/633،634 . الموضوع الأول : http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5 الموضوع الثاني :http://www.muslm.net/cgi-bin/showfla...collapsed&sb=5 |
الساعة الآن +4: 11:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.