بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سلسلة (قصص الشباب) (جرب كل شيء . . فواحش . . دخان . . مخدرات . . لواط . . ثم ماذا ؟ (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=79714)

الآديب الوادع 30-05-2007 06:24 PM

سلسلة (قصص الشباب) (جرب كل شيء . . فواحش . . دخان . . مخدرات . . لواط . . ثم ماذا ؟
 
كان شاباً يساهر الكون مجوناً ويقارع الأخطار جنوناً ، ظن السعادة بسماع الأغاني وبمتابعة الغيد الحسان ، جرب كل شيء . . فواحش . . دخان . . مخدرات . . لواط . . ثم ماذا ؟ لا شيء سوى العذاب الذي يجده في قلبه ، بحث عن الراحة في الطريق المعاكس فرزء ببوائق الدهر وعاديات الزمان لكنه لم يتعظ ! .
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما
من لم تفده عبراً أيامــه
راح به الواعظ يوماً أو غدا
كان العَمَى أولى به من الهدى
فكر بالسفر للخارج ليجد اللذة والمتعة وينشر في قلبه ظلام الغرام وبؤرة السقام في نظره الصغير ليعانق الغانيات المومسات ! لجلج في نفسه الذهاب إلى أبيه فأجاءه على استحياء يسأله مالاً ، وقد هاجت لواعج غرامه وتحركت سواكن وجده وهيامه
والجسم مني نحيل
والعشق داء عسير
تتهده على أبيه فعانق وقبل واستنجد واستنصر ! فحمحم الأب وقنع برأسه وصعد طرفه بوجه ولده وقال : أي بني لقد أكثرت من الغلط وأسفرت عن بارقة مناك ، تمتطي سبل الظلام ، وأفنيت سحابة عمرك وزهرة شبابك سابحاً في وحل الآثام فغرقت في لوثة الشهوة ، وشبعة الغريزة ، فانفجر من يراعك الفراغ فأبرقت لامعاً وأرعدت غاضباً ، فلم أرى مطراً يبل أرض قلبك فينبت المجد ويزهر السعادة!!.
أي بني : إن حياتك هذه خداعة غدارة كمالها زيف ولذتها فناء وسعدها رجف من الشيطان ومغبة أمرك لحظة الاحتضار .
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
أي بني :
إذا لم يكن من الموت بدٌ
فمن العار أن تموت جبانا
أي بني :
حطم قيود الذل وارفع يداكْ
وانشر على العالم نوراً هداكْ
أي بني :
قم نعد عدل الهداة الراشدين
قم نصل مجد الأباة الفاتحين
أي بني :
إذا أنا أبلغت الرسالة جاهداً
لقد نصحتك إن قبلت نصحي
ولم أجد السمع المجيب فما ذنبي
والنصح أغلى ما يباع ويوهبُ
أي بني : بيدَ أن الرجل العظيم لا يبالي بجمال الظاهر ، ولا ينخدع بعيون الساهرات فيغدق بطرفه سما الخيال ، وكأس من العلقم ، وإن تلألأ في شخصك ما تلألأ من زهر الحب ورياحين العطر ورفل في ثوبه أفنان الجمال وعبق السحر ، فإن إبان غيه حتوف يتخطفه الموت ! .
إذاً فما بدر الكمال وشمس الجمال ؟ إنها الفعال الحسنة وصنعة القلب الطاهر.
وما الحسن في وجه الفتى شرفاً له
إذا لم يكن في فعله والخلائق
فرفع المؤذن صوته بالأذان فهرع الأب للمسجد يتخطى الطريق ويجيب المنادي ويمتثل لصوت الحق ! وكان ابنه بجواره يداً بيد .
دخل الجميع في صلاتهم ، كبر الإمام ، فخفض ورفع وسجد ، قام الإمام للركعة الثانية ، فقام الأب والابن ، لكن شيخاً كبيراً بجوارهما لم يقم فبقي ساجداً حتى سلم الإمام من صلاته ، لاذ الجميع صمت رهيب ! أيقظوه لم يتحرك ! صوتوا باسمه فلم يجب ! .
لقد مات لكنه ساجداً ما أعظمها من خاتمة تهتز لها الأرض والسماء وتطرب لها قلوب المحبين .
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
الشاب دهش وانقشع قلبه فرقاً ، فاغرورقت عيناه بالدموع وهو يعاهد الله أن يعود تائباً مقبلاً على ربه ، فأحياه الله بعد موته ، فلازم الصالحين بعد أن وعظه أبوه قولاً ، فترجمه الشيخ الكبير فعلاً ، وأنعم بها من موعظة وعبرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ظمن سلسله قصصيه للكاتب الآديب الوادع ممنوع سرقة حقوق الآخرين !!![/size]


الساعة الآن +4: 02:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.