![]() |
محمد آل زلفة .... هالبلد ما فيها إلا هذا الولد !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( محمد آل زلفة .... هالبلد ما فيها إلا هذا الولد !! ) مقال في غاية الروعة للكاتب : ( حسن مفتي ) أحببت أن تشاركوني المتعة ... هنا المقال : محمد آل زلفة .... هالبلد ما فيها إلا هذا الولد !! هاتفني قبل أيامٍ صديق متابع وراصد بشكلٍ جيدٍ لما يعرض في القنوات الفضائية، المارونية منها على وجه الخصوص مع الأسف الشديد، والتي حظيت بشرف السعّودة مؤخراً في طبيعة طرحها للقضايا المحلية، والأخبار الوطنية كوسيلةٍ من وسائل الاستجداء والتسول والعزف على وتر الإثارة وإحداث قدرٍ من البلبلة والمشاكل، ولعل من أشهرها قناة حزب الكتائب اللبنانية ال LBC قال لي الأخ المتصل : أدرك صاحبك إنه على الهواء الآن !؟ قلت من صاحبي !؟ أجابني ساخراً عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل زلفة، قلت له : تواترت الأنباء واستفاضت بأن الرجل تخصص مؤخراً في الشأن الأنثوي، وتحديداً قيادة المرأة للسيارة، بدلاً من تخصصه الأكاديمي في مادة التاريخ، صحح لي : دارت رحى الجلسة هذه المرة عن الأندية الرياضية النسائية ! لم أسأله عن محاور تلك الحلقة أو ما دار فيها من آراءٍ ونقاشاتٍ، لأنني لا أتابع وسائل الإعلام المرئية إلا فيما ندر، وما دام ضيف اللقاء هو الدكتور محمد آل زلفة حفظه الله ذخراً لأحزمة الأمان والحشمة، فإن القول ما قالت حذام ! مع أننا لا نجني من الشوك العنب في الغالب، ولكن قدر الله وما شاء فعل، كان الدكتور وما زال ولا أريد أن أقول صار لعقدتي من أخوات كان، أقول كان الدكتور محمداً وما زال نجم الفضاء الأوحد بلا منازعٍ، ولا أدل على ذلك من حرص جدتي يرحمها الله على متابعة جميع مداخلاته وكتاباته حيال المرأة، خاصة تلك المداخلات العنترية المختزلة في قيادة المرأة للسيارة وممارسة الرياضة العنيفة وغير العنيفة، كالجودو والتياكواندو ........ واليوغا ! حرص الدكتور محمد في جميع أطروحاته على مغازلة الطبقة الأنثوية المخملية في المجتمع، فاختزل خطابه الأبتر بدغدغة مشاعر الأخوات حيال هذه القضية الغائبة الحاضرة، وغض الطرف جهلاً أو تناسياً أو كبحاً لجماح غضب الباب العالي عليه، عن قضايا حقوق المطلقات مثلاً، أو الأرامل والأيامى، أو حتى الأطفال، وصحفنا المحلية تزخر بجرائم لا مثيل لها في حق تلك الشرائح الصامتة المؤودة، يفوق بعضها ما قامت به القوات النازية الألمانية ضد البشرية، وتوثّق صحفنا بالصورة والخبر تعذيب الأطفال، وجرائم الخطف وهتك العرض، وآخرها اغتصاب قاصرٍ في مدينة الطائف على يد شيخٍ ( شيخ سنٍ ) جاوز الستين . أو صمت سعادته المطبق إزاء تلاشي معاملةٍ قضائيةٍ أو إنسانيةٍ لمسكينةٍ في دهاليز المحاكم وأروقة الوزارات، أو على الأقل الإشارة إلى فناني رسومات اللون الأخضر السيريالي، قافلة الموت أو البطالة، جامعي خبرات بؤس حياتهم في ملفٍ علاقيٍ أخضر اللون ! وأنىّ لسعادته بالوقت الكافي وهو الضيف الذي حفيت أقدامه، وتبعثر هندامه، وجف ريقه، عند أعتاب القنوات الفضائية للترويج للمرأة ولا شيء غير المرأة، اللهم لا حسد .... والحمد لله على العافية . إنه المريد الأوحد لجميع أطيف الفضاء، بدأً بقناة الشحاذة المستقلة، ومروراً بقناة المورانة ال LBC وانتهاءً بقناة الحرة الأمريكية، القناة التي لا يتشرف عربي ولا أقول مسلماً، القناة التي لا يتشرف عربي وطني مخلص في متابعتها، فكيف بالجلوس مع مذيعيها على مقعدٍ واحدٍ !؟ كثيراً ما يعمي بريق الأضواء الضيف عن تلمس بنيات الطريق، فتزل عند أبواب القنوات الفضائية قدم بعد ثبوتها، لاسيما إذا عدم الضيف جديداً في طرحه، وإمساكاً عن حقٍ في رأيه، مداعبةً لمذيعةٍ، أو مجاملةً لمعدٍ ومخرجٍ وجمهورٍ، ولو على حساب المبدأ والدين والقيم الاجتماعية التي رضعها وتشربها صغيراً، ليعقها كبيراً أمام الكاميرات واللاقطات . رأينا ولم نبلغ بأن البعض من ضيوف تلك القنوات، تحولواً إلى مجرد أقمشةٍ ملونةٍ تستر فجوات إعلام الفضاء الهزيل، فما إن فرغنا من ثقالة شيخ مشائخنا، الشيخ موسى العبد العزيز عامله الله بما يستحق وتعليقاته الطريفه، ومقالاته الركيكة، ومقابلاته السخيفة في إيلاف والوطن وغيرها، حتى نافسه الأستاذ عبد المحسن العبيكان ولم يزل، وهذه المرة بتخصصٍ فريدٍ للغاية، جواز فك السحر ببودرة العفاريت ! وهو مسحوق يباع عند العطارين والمشعوذين يسبب حكةً وهيجاناًَ غريباً . بل إن الأستاذ عبد المحسن ذهب إلى أبعد من ذلك، فدس أنفه في العارض الصحي الذي ألم بالمذيعة ريما الشامخ شفاها الله وهداها، وعزا ما أصابها إلى العين ! ليتحول الأستاذ عبد المحسن بقدرة قادرٍ من متخصصٍ في كتب الفقه والعقيدة والتفاسير كما يشاع، إلى خبيرٍ في تطويع الجن وفك السحر ووجوب طاعة الأمريكان في العراق، ولعله وقف عند بيت مطر : في الكون مخلوقان، إنس وأمريكان ! باعتبار أن الأمريكان نوع من الجان كما يراه الشاعر ... أستغفر الله العظيم . وأخشى ما أخشاه أن يتطور الأمر به ليتخصص في الإجابة عن فن تحضير الأرواح، واستنطاق الأشباح، وقراءة الفنجان، وضرب المندل والحي لا تؤمن عليه فتنة، ولم يغلق هؤلاء الباب أمام غيرهم، بل فتحوه على مصراعيه وأجلبوا على عقول المشاهدين بخيلهم ورجلهم، فسبر أغوار الفضاء معهم خبراء الجماعات الإسلامية والخضراوات، وأصبح المتابع أو القارئ لبيانات وزارة الداخلية مثلاً، بحاجةٍ إلى حاشيةٍ تفسيريةٍ من أرباب السوابق والإرهاب وقطاع الطرق، من حارقي محلات الفيديو ومفجري الجمعيات الخيرية ومكفري ولاة الأمر، باعتبارهم خبراء في الإرهاب والإفساد في الأرض ! وما أكثرهم لا كثرهم الله . وما إن تتنفس الصعداء بعد فراغك من ذلك الرتم الذي حل بدارك ونزل برحابك، حتى تعانق ابتسامة مفكر الأمة إبراهيم البليهي بصرك الكليل، كأنك تشهد مباراةً لكرة الملل، ثالوث أو مربع ذهبي عفا عليه الزمن، طرح واحد، وجوه شاحبة، لم تنجح أنامل الكوافير في إخفاء تجاعيدها وشيبتها وانتهاء صلاحيتها عن أعين المشاهدين، نفس الطرح نفس الصورة، نفس الوله والذوبان والتلاشي لكل ذرةٍ غربيةٍ، لا جديد، حتى المذيع هو نفسه ببذلته الزرقاء، اللهم إلا تغيير الكرافتة هذه المرة، ربما كان يعاني أزمةً ماديةً خانقةً . ومن حضر قسمة الهراء تلك فليقتسم، تطفل بونوكيو على فضاء العرب بتأتأته المشهورة، وتلعثمه الذي يضحك الثكلى، وهو دمية كسلانة لا تشهد صلاة الجماعة مع عباد الله، تستكتبها إحدى صحف الشطر الجنوبي من المملكة، وتجزم عندما تراها أو تقرأ لها بأنها مصابة بمتلازمة ( أنا مأفون ) مرض جديد طفا مؤخراً على السطح، اشتهرت هذه الدمية أو الأستاذ ( بونوكيو ) بالكذب فطال منخارها وعلته الثآليل وفسد ليباع كخردةٍ على إحدى ورشات الحدادة ! فكان ضيفاً خائباً مدللاً على قناة وزارة الخارجية الأمريكية أكثر من مرةٍ، متحدثاً عن التسامح وأنسنة المناهج وأجود أنواع الفحم، وليته سكت فسلم، بل تحدث حديث خائفٍ خائبٍ متلعثمٍ مرعوبٍ في قضايا هي أبعد عن عثنونه الشبيه بعثنون فنان القرن التاسع المنفي جولياني اسباكيتي ! فكانت القناة وكان الضيف، وبقي الهراء معلقاً في الهواء كأخبث رائحةٍ عرفتها البشرية .. غفرانك ربنا وإليك المصير . صدق أو لا تصدق هذا الثلاثي أو الرباعي وقد يزيد إلى خماسيٍ مجردٍ، هو المسؤول عن تشكيل ثقافة المجتمع، وهو المكون الأوحد للصورة الحقيقية للمجتمع ! هكذا زعمت وسائل إعلام الفضاء، هذا الفريق التهريجي هو النابض بصوت الأمة في خفرٍ وتلعثمٍ وتناقضٍ وجهلٍ قل نظيره، عقم الوطن واستأصل رحمه بعد مخاضٍ عسيرٍ فلم يظهر منه سوى هؤلاء ! كثيراً ما يخشى الوطن النجاح، فتختزل إنجازات الشعب والأمة في شخصٍ واحدٍ أو أشخاصٍ حصروا بإنما وإلا ! إن هلكوا أو هرموا أو خرفوا أو أصيبوا بالعطب أو بالجنون أو الجذام توقفت عجلة البناء، وجاعت الأمة، وانفرط عقدها لتحل بدارها الفوضى، وكأني بهؤلاء وغيرهم ممن اختطف وسائل إعلام الفضاء المحلي أو العربي أو حتى الدولي يرددون المقولة المنسوبة للويس الرابع عشر ( الدولة أنا ) هم أرباب الفكر والخبراء وصناع القرار ورؤوس التنوير، والباقي مجرد قطيعٍ، يهتدي بغبش نورهم لقطع مفازة الظلام، هم ( سيرانة ) العصر، والسيرانة : كائن أسطوري له رأس امرأة وحجم طائرٍ، كانت تغوي البحارة بغنائها فتقودهم إلى الهلاك . حسن مفتي |
الساعة الآن +4: 04:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.