![]() |
الشيخ د . سفر الحوالي وهذه الجملة الجميلة. رأيكم ؟
يقول الشيخ سفر: [ إن إتهاماً يوجه إليك أيها الشيخ أو الداعية بأنك مخذل أو متخاذل - مع درء فتنة عظيمة عن الأمة والدعوة - خير لك وللإسلام من أن يكال لك الثناء ثم تلقى الله وفي عنقك أنفس مسلمة معصومة, وأموال مسلمة معصومة, أو أسرى من المسلمين بيد العدو أخذهم غنيمة باردة. ]
كم نحن بحاجة إلى هذه البصيرة في القول والعمل, نحتاج إلى هؤلاء الأعلام ليسدوا نقص وطيشان بعض الأحبة ممن انجروا وراء عواطفهم وحماسهم. ما رأيكم ؟ |
أما آن لكم أن تستيقضوا من غفلتكم؟
أما آن لهذا الليل الطويل أن ينجلي؟ عن أي فتنة تتكلمون؟ وعن أي مصلحة تتحدثون؟ وهل هناك فتنة يا علماء الأمة أعظم مما نحن فيه؟! إن الفتنة الشرك، إن الفتنة ظهور الباطل على الحق، إن الفتنة ضياع حكم الله في الأرض، إن الفتنة أن يحشر الأسود في الأقفاص في كوبا وغيرها. فها أنتم يبلغ أحدكم ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو خمسين سنة أو أكثر؛ لا يكلف نفسه رباط يوم في سبيل الله، ولا يتجشم عناء سفر كي يغبّر قدميه في سبيل الله، يفني أحدكم عمره في طلب العلم على أريكته سلماً لأعداء الله لا يُبتلى يوماً في سبيل الله بحبس أو ضرب أو غيره. والله إنه لأحد أمرين؛ إما أنكم أعز على الله من نبيه الذي أوذي في ذات الله بشتى أنواع الأذى، أو أنكم على غير هدي النبي... ومعاذ الله أن تكون الأولى، ومعاذ الله أن تكون الأولى، "فوالله ما جاء أحد بمثل ما جئت به قط إلا أوذي". إلى من تركتم الأمة؟ إلى طواغيت المشرق والمغرب يستبيحون بيضتها ويسومونها سوء العذاب ويذبحون خيرة بنائها المجاهدين ويستولون على خيراتها؟! أهكذا كان السلف الصالح يغار أحدهم على أمته؟! أين التضحيات يا علماء الأمة؟ أين أنتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). أين أنتم من سفيان الثوري ذلك العالم الرباني الذي قال: (والله إني لأرى الأمر يجب علي أن أتكلم فيه فلا أستطيع فأبول دماً) ؟! ذاك سفيان بال دماً عندما خلُصت نفسه لله ولم ينازعها شيء من الدنيا، بال دماً عندما مازج دمه وخالط أنفاسه حب هذا الدين. أما بلغكم يا علماء أن يونس بن عبيد رحمه الله نظر إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل: (ما يبكيك يا أبا عبد الله؟)، قال: (قدماي لم تغبرا في سبيل الله). لم تغبر قدماه عندما كان الجهاد فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، فماذا لو كان الجهاد فرض عين؟ تُرى لو كان ابن عبيد في زمانا ماذا تظنون أنه قائل؟ والله لكان لسان حاله: فيا جبال اقذفي الأحجار *** ويا سما ء امطري مهلاً وغسلينا ويا كواكب آن الرجم فانطلقي *** ما انت إن أنت لم ترمي الشياطينا لقد حل بالأمة ما حل من ويلات ونكبات وتعطيل لشريعة رب الأرض والسماوات يوم تخاذل علماء الأمة عن التضحية، يوم أن ضعفت جذوة الجهاد في صدورهم، فتخلفوا عن الركب، يوم غاب عن أذهانهم أن الأمة لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا بدماء العلماء، وأن التضحية بدمائهم هو نتاج طبيعي للإرث النبوي الذي ورثوه في صدورهم. ورحم الله ابن حزم يوم أن قال: مناي من الدنيا علوم أبُثّها *** وأنشرها في كل باد وحاضر دعاء إلى القرآن والسنن التي *** تناسى رجال ذكرها في المحاضر وألزم أطراف الثغور مجاهداً *** إذا هيعة ثارت فأول نافر لألقى حمامي مقبلاً غير مدبر *** بسمر العوالي والدقاق البواكر كفاحاً مع الكفارفي حومة الوغى *** وأكرم موت للفتى قتل كافر فياربّّّ لا تجعل حمامي بغيرها *** ولا تجعلني من قطان المقابر قاله أمير الإستشهاديين الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -رحمه الله- |
طويلب العلم
ليس فيما يقول الشيخ سفر معارضة لمبدأ الجهاد في سبيل الله, ولم يقل قائل بهذا الكلام. ألا تعتقد أنا في كثير من الأحيان نصدر عن انفعالات غير موزونة, تودي بنا إلى الهلاك والدمار. ألا تعتقد أننا بأمس الحاجة إلى علماء وفقهاء يوجهون نفراً من الأمة ليس بالقليل نذروا أنفسهم ودمائهم لمرضاة الله. وكلام أبي مصعب - تقبله الله - ليس من اللائق الاستشهاد به في هذا الموضع - هداك الله -. |
الساعة الآن +4: 01:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.