![]() |
وكانَ الإنسانُ عَجُولا !
بسم الله الرحمن الرحيم [align=right]قال الراغب الأصفهاني: «العجَلَةُ: طلبُ الشيءِ وتحرِّيه قبلَ أوانِهِ، وهو مِنْ مقتضى الشَّهوة، فلذلك صارتْ مذمومةً في عامَّة القرآن حتى قيل: «العجَلةُ مِنَ الشَّيطان» . [«مفردات ألفاظ القرآن» تحقيق صفوان داوودي، ص: 584] اهـ. وطلبُ الشيء قبل أوانِه مذمومٌ في الشرع والعقل، ولقد قيل «من طلبَ الشيء قبل أوانه عوقِبَ بحرمانه». والنفس تعالج أمورًا تطلب من وراءها مجدًا أو صلاح حال أو اكتساب خير، فتغلبها العجلة التي قد تحملها على قَطْع العلاج لإدراك المطلوب، فتُحرَم النفس من درَك المطلوب لانقطاع الطريق إليه. ومع الصبر والأناة يكون الظفر والسلامة. ولو نظرنَا في أنفسنا وأحوال مجتمعنا لوجدنَا للعجلة المذمومةِ عُثُوًّا فتح لليأس أبوابًا كانت خالية من جنود الصبر، ومدَّ طريقَ المجد بعقباتٍ من الخوَر. لستُ بريئًا من هذا الذي أذمه؛ لكنني أشكو، وأدعو، وأستحث... أشكو حالا شملتني وغيري. وأدعو نفسي وغيري إلى الاعتبار بما مضى، والانزجار عن ما أدركنَا حقيقةَ السوء الذي فيه. وأستحث النفسَ التي تعلم سبيل الحق أن تصبرَ عليه، ولا تعجَل! إنَّ الكاتب الذي ينصرف عن ما تتغذى منه ملكَتُه وتتسع به ثقافتُه، لِيَخوضَ في ميدانٍ ليس له، فيزعج المتذوقين بركيك قولِه وسقيم معانيه، ويتعطَّلُ عن الدرس الذي ينبغي لمن يطلبُ هذا الشأن.. فينكشف له مع الأيام أنه قد تعب بلا تحصيل، ليصحبَ اليأسَ من مبتغى نفسِه! إنَّ هذا الكاتب مَثَلٌ من أمثلةِ ضحايا العجَلةِ. والطالبُ لصلاح حال الأمَّة أحوج للصبر والأناة؛ إذ إنَّ مغبَّةَ عجلتِه –إن تعجَّل- عائدةٌ على أمَّتِه لا عليه هو فقط. والفساد الذي يجرُّه التعجُّل لا يمسّ أمورَ الدنيا فقط بل يصل إلى أمور الدين. فمن أهل الغيرَة من تطغى عاطفتُه على عقلِه، فيخرج عن سبيل الإصلاح المشروع، فيقع –نتيجةَ ذلك- ما نراه ظاهرًا في واقعنا المعاصر، من سلوك لسبيل الخوارج، ووقوع في فساد عريض –باسم الإصلاح- ليكون ضربًا من ضروب الجهل والفساد، يدعو أهل العلم والصلاح -بحق- إلى إصلاحه!. هكذا بدافعِ الحب ننأى عن محبوباتنا ونلقي بأنفسنا في مكان سحيق![/CENTER] ناصر الكاتب حُرِّرَ في ليلةِ الأربعاء 27 / 5 / 1428هـ. |
.. أهلا بأستاذنا .. عرفنا في الصغر و قبل أن نتعلم القراءة و الكتابة أن : ( في التأني السلامة و في العجلة الندامة ) قد لا أكون مُبالغا أيها الأخ المبارك ، أنني استفيد كثيراً من العبارات الإرشادية التي يُذيعها القائمون على حملة المرور ، و فيها مثلا ( أن تصل مُتأخراً خير من ألا تصل ) .. فحقاً كم من رجل أسرع السير بما لا يُطيق ، ثم سقط ، و لنعلم أن المُنْبَتَّ لا أرضاً قطعَ ولا ظهراً أبقى -كما جاء عن النبي عليه الصلاة و السلام - |
أهــلاً وسهــلاً بكــاتبنــا القــديــر [ نــاصــر الكــاتـــب ] جـُـبـــل إبـــن آدم علــى علــى العجلــة ولا أدل علــى ذلــكـ إلا الآيــة التــي عنــونـــت بهــا مـــوضــوعـــكـ ، ولهــا أي العجلــة أسبـــاب ودوافـــع قــد يكــون أحــدهـــا حمــاســاً لــديــن وأهلـــه وقــد تكــون للعجلــة تعـريفــاً آخــر لمــا ذكــره الأصفهــانـــي ، غيــر أن ذلــكـ التعــريــف ينحــي بــالعجلــة إلــى المــدح بهــا والحــرص عليهــا خصــوصــاً إذا كــان فــي مجــال البــر والخيـــر ، ومنــه المثــل المتــداول بيــن كثيــر منـّــا بقــول أحــدنـــا عنــد الحيــرة فــي أمــر مــا بتنفيــذه أو التــأنــي بفعلـــه : [ خيـــر البـــر عـــاجلـــه ] |
ومع الصبر والأناة يكون الظفر والسلامة.
أحسنتَ أحسنتَ لا أحسنتَ واحدة .. أحسنتَ أحسنتَ بعد الألف مليونا مقالة ولا أروع أتت في وقتها - بالنسبة لي - وشربتها كالماء العذب الزال بعد الضمأ ! لا حرمنا الله قلمك وعقلك ! |
يقول الأول:. ــــالصبر مفتاح الفرج ــــــــ |
موضوع رائع بارك الله فيك ، ونفع بك أيها الفاضل .
|
بارك الله فيك
|
الصمصام، النجدي، المسفهل، النهيم، فارس الميدان، الثائر الأحمر، تغاريد نجد،
قرأتُ ما كتبتم من شكر وإضافة، وأشكر لكم طيبَ ردكم، وجودة إضافاتكم. وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد. |
بوركـ فيكـ كاتبنا |
وفيك أخي وحيد المعنى.
|
الأستاذ ناصر الكاتب ، نقلت الواقع بحذافيره وصورته بما لا يدع لمن بعدك شيء ، وإن كنت تمنيت أنك أطلت في العجلة المبنية على العاطفة لا العقل ، لِفُـشُوّها في وقتنا الحاضر . أجل الشكر وأجزله لك . |
الساعة الآن +4: 11:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.