بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   أخـــبـــار بــريــــدة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=66)
-   -   قصة تبحث عن تفسير (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=81071)

معلم 17-06-2007 11:37 PM

قصة تبحث عن تفسير
 
قصة قرأتها مؤخرا في أحد أعداد مجلة مصرية قديمة عن سيرة شاب طموح حاول أن يترجم الخيال وأن يرسم في عمله تميزا وأن يحقق لنفسه موقعا ومكانة .
إبن عصت هكذا كان يلقبه أهل بلدته وكان لا يغضب من هذا اللقب بل يعتبره حالة فخر وإطراء والسبب أن والدته وقفت يوما بوجه فتوة الحارة عندما أراد النيل من ابنها اليتيم أو تعطيه الإتاوة .
تقول القصة بأن حاسما وهذا أسمه قد تخرج من كلية المجتمع ويقولون بأنه قد حصل على درجة الماجستير بطريق الكفاح والمعاناة وآخرون يقولون بطريق الفهلوة خارج بلدته .
تدرج في السلك الوظيفي وحاول أن يقفز على صفوف الانتظار ولسان حاله يقول أتيحوا الفرصة لأهل الطموح لكن الكل لم يستجيب له بل كان يتلقى اللوم والعتاب عند كل تجاوز يحدث منه. عندها لجأ لطريق المحسوبية وكان له ما تمنى .
عين أخيرا كاتبا إشرافيا في مصلحة الإدارة التنظيمية ببلدته فشمر عن ساعديه وكان أول نشاط له هدم أسوار المصلحة التي عين بها أولا ثم أعاد بناؤها بأسلوب جمالي بعدها اتجه إلى مكاتب المصلحة وهدمها وأعاد باؤها وطلاها بألوان زاهية حتى استهلك أموالا طائلة في هذا المشروع . لكن أهالي بلدته لم يعيروا هذا التنظيم أي اهتمام وطالبوه بإصلاحات عملية كالنظر في بنود مصلحة الإدارة وتطوير إجراءات التنظيم القائم .
لم يعر هذا المطلب أي اهتمام وإنما اتجه إلى التركيز على بناء السمعة والعلاقات فقرب أبناء بعض الوجهاء بدائرته ورشحهم بديلا عن قيادات تعمل معه دون مراعاة للكفاءة في الأداء والخبرة المكتسبة . كما أعطى ما ينشر عنه وعن أدارته كل اهتمام عل ذلك يرفع من لمعان الصورة عند أهل البلد كما أكثر من الاحتفالات وتبني المناسبات . فكان مع كل مناسبة يقيم احتفالا يدعى له وجهاء البلد لكن معالم الصورة لم تكتمل نظارتها حسب رغبته أيضا .
فكر في أسلوب آخر وجديد تمثل في تغيير بعض الكوادر في المواقع الإدارية ممن تبقي من القياديين فعمل على نقل كل صاحب صوت ورؤية من موظفي إدارته واستبدلهم بأشخاص يباركون رأيه وينافحون عن تصرفاته ويبرروا تجاوزاته , كما حاول رسم علاقة حميمة مع الإدارة العليا المشرفة على مصلحة الإدارة التنظيمية وكان له ذلك جميعا حتى أنه لم يواجه أي مشكلة في إزاحة أصحاب الرؤية في دائرته رغم أنها خلت في الأخير من كل ذي خبرة وكفاءة .
عاش حاسم مدة في منصبه وأحس أنه على وشك الرحيل عن الدائرة بحكم السن فرغب في عمل مشروع يذكر به وينسب لجهوده بعد تركه المنصب فجمع من حوله من أنصاره وقال لهم :
لقد عزمت على اعتماد خطة لراحة المراجعين للإدارة فقد خصصت مجمّعا صغيرا داخل الدائرة يعنى بكبار السن والمقعدين بحيث يرتاحوا فيه وتقدم لهم وجبات خفيفة ومقاعد وثيرة عند مراجعتهم إلينا وتنهى معاملاتهم وهم داخل هذا المجمع فبارك الجميع فكرته .
كان هناك مبنى نموذجيا ملحقا في الإدارة التنظيمية خصص للمتابعة أنشئ حديثا في عهد من سبقه فقام بترحيل جميع موظفي المجمع ثم فرشه بالديباج وطلب من وجهاء الحي المساهمة في تأثيثه وجلب له الماء والإنارة والوجبات الشهية وأعلن عن افتتاحه بحضور بعض أعيان أهل الحي فباركوا لخطوته الخيًرة ودعوا له بالتوفيق .
بعد مضي شهر على افتتاح المجمع عين على بابه حارسا شديدا مهمته فرز واختيار كل من يدخل للمجمع دون خجل منه أو عطف أو مراعاة لطبيعة المراجع . حتى أدرك الجميع فيما بعد أن هذا المجمع قد أصبح للخاصة من أهل البلدة دون غيرهم وأن الدخول إليه والاستفادة من خدماته لا يتم إلا بأمر من إبن عصت حتى صار يتندر بعمله فيما بعد كل أهالي الحي صغيرهم وكبيرهم .
ومع مرور الأيام تفاقمت الأحوال في الإدارة التنظيمية حتى وصل الأمر إلى إقفال الأبواب الأمامية لمصلحة الإدارة التنظيمية وأصبح الولوج إليها لا يتم إلا بورقة تؤخذ مسبقا قبل يومين للمراجعة من قبل مكتب أنشئ لهذا الغرض بحجة الحفاظ على وقت المصلحة وصار بعض المراجعين يتعرضون للجهد الشاق ولم يحظ بالراحة والتمتع بخدمات مصلحة الإدارة إلا الوجهاء والأصدقاء والمقربون من المدير حاسم شخصيا .
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل جعل من كل حلم يراه في المنام خطة ينفذها في الصباح ويسخر لها كل الإمكانات دون إدراك للعواقب ولسان حاله يقول لقد كسبت القوة في البلد والنصرة والتأييد من الإدارة العليا . وزادت أخطاؤه تحت مظلة التطوير .
أخيرا عين للإدارة الإشرافية العليا مديرا جديدا بديلا عن المدير السابق الذي كانت تربطه به علاقة ود فجاءت الرياح بما لم تشته سفينة حاسم فأخذ يقلب المدير الإشرافي الجديد الأوراق ويتابع نشاط العاملين في مختلف الإدارات حتى وقعت يداه على وصف لحالة مصلحة الإدارة التنظيمية في بلدة حاسم وشد ذهنه هذه التجاوزات وتساءل كيف يجرؤ إبن عصت على هذا المسلك وأرسل بعض معاونيه وطلب منهم أن ينقلوا له الصورة الحقيقية بكاملها .
وهنا تمت المواجهة بين مندوبي المدير الإشرافي وابن عصت وقال لهم بالحرف الواحد أنا أدرى بشؤون مصلحة الإدارة التنظيمية في بلدتي وظروفها وأحوال موظفيها .
أخيرا جاء القرار بعزل حاسم واستبداله بآخر.
في طرف البلدة اجتمع أهل الرأي والمشورة مساء بعد عزل ابن عصت لتحديد مصدر الأخطاء حرصا على سمعة الإدارة وخوفا من تكرارها مع المدير الجديد وتساءل الجميع .
هل كان سبب تلك الأخطاء والتجاوزات حاسم وتصرفاته شخصيا . أم أن السبب هي غفلة أهل الحي وغفلتهم عن أخطاء حاسم . أم أن منسوبي مصلحة الإدارة التنظيمية وسكوتهم عن تلك التجاوزات هي السبب الأول . أم هي الإدارة الإشرافية العليا التي أعطت الضوء للتجاوزات . أم هي بعض . أم كل تلك الأمور . ثم هل سيعي المدير الجديد الدرس ويحسب للتجاوزات كل حساب ويستجيب لتنظيمات الإدارة الإشرافية العليا .......

معلم 19-06-2007 05:29 PM

هل تم قراءة


الساعة الآن +4: 09:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.