بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   اللـيـبـرالـيـون الجـدد والـديـن (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=84415)

الناقد1 22-07-2007 03:44 PM

اللـيـبـرالـيـون الجـدد والـديـن
 

لو نظرنا إلى مرحلة التغيير الأوروبي في ما يعرف بعصر التنوير ، لوجدنا أن الناس انقسموا إلى ثلاثة أقسام :-
- من تمسك بالكنيسة وبالنظريات اللاهوتية ، ورفض كل حديث عن تحكيم العقل أو إعماله
- من حكم العقل بشكل منفرد وبطريقة متطرفة ، مع إهمال كامل للدين وتنكر للكنيسة ومبادئها
- القسم الثالث ، هو الذي آمن بفكرة التقدم وفي نفس الوقت تمسك بمفهوم الاستمرارية في النظم التقليدية ، وكان نشوء هذا الفكر نتيجة لثورة العلوم التطبيقية وظهور الثورة الصناعية في انجلترا ، ونتيجة كذلك لحركة النقد الاجتماعي التي قادها فلاسفة عصر التنوير " والتي ركزت على التطور الاجتماعي والثقافي " مما تمخض عنه ثورة سياسية في باريس
ولم ترفض فكرة التطور كلياً بل رفضت أجزاء منه ، واشترطت أن يكون التقدم مع المحافظة على النظام الاجتماعي ، وهؤلاء " الليبراليون " الذي حاولوا الجمع بين العقل والنظريات اللاهوتية والكنسية ، أملاً في احتواء الصراع بين العلم والكنيسة

ومع التغير الاجتماعي الحاصل ، ظهر لدينا الفكر الليبرالي على استحياء ، إلى أن أصبح اليوم " موضة " لدى بعض الكتاب والمحسوبين على الفكر التقدمي !
لاشك أننا كمجتمع مسلم " معتز بدينه " يرفض أخذ الأفكار كقالب جاهز غير قابل للنظر أو التمحيص ، إلا أن رفض الكل خطأ ، فيجب علينا أخذ المعان الايجابية في الأفكار الأخرى وكل فكر لا يخلو من معان ايجابية ، وفي الليبرالية معان ايجابية كثيرة ، يسوغ للمسلم أن يؤمن بها ويتعامل بمقتضاها ، لأنها لا تخالف المنهج التشريعي للدين الإسلامي ، ولذا فلا عجب " مثلاً " إن قال المفكر فهمي هويدي أو عبدالوهاب المسيري أنه ليبرالي بمفهومها الجزئي ، خلافاً لما ذهب إليه " الليبراليون الجدد " الذين أرادوا أخذ الفكر باعتباره كتلة واحدة لا يمكن انفكاك بعضها عن الآخر

لذا فالغلط الحاصل لدى الليبراليون الجدد هذه الأيام " والذي تعبر عنه كتاباتهم وآرائهم " ، أنهم أخذوا تلك الليبرالية بمفهومها الغربي الذي نظر إلى الدين على أنه قابل للتطور ، كأي شيء يتطور من الأدنى إلى الأعلى ، وهذا يتناقض مع كمال الدين " اليوم أكملت لكم دينكم "
كما أنهم نظروا إلى النصوص الشرعية على أنها ذات أبعاد تاريخية ، فهي بهذا قابلة للتطور والتغير بشكل نسبي ، وهذا ما يعبر عنه الكاتب الصحفي محمد المحمود حينما يقول : ( لا يمكن أن آخذ مفردة نصية وهذه المفردة النصية تتعارض مع الواقع ثم أتجاهل الواقع ، ثم يتناول الكاتب حديث "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" فيقول: هذا الحديث يؤخذ دائماً في سياق منع المرأة من الولاية العامة ، بينما في التجربة الواقعية نظرنا إلى تجارب ناجحة، من مارغريت تاتشر إلى ملكة سبأ وطبعاً تجارب كثيرة، هذه التجارب أثبتت أن المرأة نجحت أكثر من الرجل السياسي ، فأحياناً نأخذ مفردات نصية من الماضي ، وهذه بوقتها وتطبيقها وتنزيلها على الواقع ممكن تمشي، يعني بمعنى مثل النص : "ولو عليهم" الولاية هنا ما صيغتها، يعني بمعنى في الماضي كان القرار هو للرئيس يتخذه بشكل مفرد بشكل غير استشاري )
وهذا بلا شك تأويل متكلف أدى إلى لوي عنق الواقع والنص معاً
فليس صحيحاً أن الحكم قديماً بشكل منفرد ، واليوم هو بشكل استشاري !
ولو كان كذلك فهل ملكة سبأ التي استشهد بها من المعاصرين !
إذاً فالعقل الصريح لا يمكن أن يخالف أو يناقض النقل الصحيح

دمتم بخير

الـصـمـصـام 22-07-2007 05:22 PM

...

أخي الكريم ، إننا حين ننظر بعقولنا و أعيننا إلى واقعنا ثم ننظر إلى ديننا متمثلاً بالنصوص ، فإننا نجد أن البونَ شاسعاً بيننا و بين الليبراليين ( الغربيين ) ، فهم لا يُلامون حينما انتهجوا هذا المسلك ، و ذلك لسببٍ ، و هو أن دينهم - بالشكل الذي قررته الكنسية - لا يُمكن أن يتوائم مع المجتمع و لا العالم الخارجي ، إضافة إلى أنه يفتقد المرونة في تعاطي الأحداث و المستجدات ، و هذا منتفٍ في الإسلام . و إذا نُخضع الليبرالية إلى نصوص ديننا ، فإننا سنُخضع النصوص إلى بروتوكلات الليبرالية ..
و أمّا كلام المحمود فأظنه من قبيل الكلام ( الإنشائي ) خصوصاً :
بينما في التجربة الواقعية نظرنا إلى تجارب ناجحة، من مارغريت تاتشر إلى ملكة سبأ وطبعاً تجارب كثيرة، هذه التجارب أثبتت أن المرأة نجحت أكثر من الرجل السياسي .
و على التسليم بصحته فإنه يُردّ بمثل ما أتيت به جزاكـ الله خيراً ..
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل ..

الصباخ 22-07-2007 08:13 PM

مقال رائع جداً ينم عن فكرٍ واعٍ وعن إنسان فاهم .


ولكن لو نظرنا إلى ماحدث في الماضي عند الأوربيون لوجدنا أن الهدف من هذا كله هو إبعاد هيمنة الكنيسة عن الناس ، لأن الكنيسة كانت مهيمنة على كل أمور وشؤون الناس في ذلك الوقت ، فلا يستطيع الفرد العمل أو فعل أي شيء إلا بالرجوع إلى الكنسية ، أدى ذلك إلى نشوء كره لدى كثير من شرائح المجتمع الأوروبي ، ونشوء أفكار ونظريات تحارب الكنسية ، وظهرت التيارات الجديدة في صورتها الحالية .

ولكن لو نظرنا إلى المجتمع الإسلامي لوجدنا التوافق والتناغم بين الدين والناس ، ولوجدنا التوافق والتناغم بين الدين والسياسية وبين الدين والحياة وبين الدين وفي كل شيء ، وبهذا عندما ينادي بعض الكتاب ببعض الأفكار أو التيارات مستشهداً بما حصل في أوروبا فإنا نرد كلامه إلى نفسه ، لأن ماحصل في أوروبا لم يحصل لدينا والحمدلله :) .


أشكرك أخي الكريم .

الناقد1 23-07-2007 02:17 PM


الصمصام العزيز
المشكلة الحقيقة عند هؤلاء الليبراليين وعند الغلاة " على حد سواء " ، أنهم عجزوا عن انزال النصوص بشكل صحيح على المستجدات والنوازل ، فباتوا يتحسسون تجارب فكرية أو ثورية " زعموا فيها النجاح " فراحوا ينضوون تحت راياتها بتسليم وانقياد ، وهذا ماجعل المتطرفين في أقصى اليمين ، يقابلهم الليبراليون والعلمانيون في أقصى الشمال ، و" الحسنة بين السيئيتين " كما يقول مطرف بن عبدالله
أما كلام المحمود الذي وصفته بـ" الانشائي " ، فيصفه هو بـالتأويل ، وأياً يكن فالمشكلة أن مثل المحمود محسوب على الحركة الثقافية ، وله مقالات ينثر عبرها هذه " الانشاءات " !

زادني حضورك ابتهاجا


الأخ الصباخ
لاتنسى أن الجهل والتخلف والاقتتال كان ينخر في الجسد الاوروبي خلال العصور الظلامية للقارة ، وهذا ماجعل الكنيسة مرجعاً للفكر والثقافة
أما التوافق والتناغم الذي قلت أنه حاصل في المجتمع الاسلامي ، فتلك " بزعمي " مثالية زائدة لامحل لها من الواقع ، فالواقع يؤكد وجود انفصام شديد بين الفرد المسلم ودينه ، أو حتى على المستوى الجمعي في السياسة والثقافة ، وحال الأمة المزري في هذا الزمن يقر ذلك ويصدقه
التناغم والتوافق موجود في الدين الاسلامي ومصادر التشريع ،،، هذا أمر مسلم به
أما تطبيق ذلك على أرض الواقع ، فالمجتمع الاسلامي للأسف لم يأخذ من الدين إلا كثير من الشكليات ، وأحيانا العبادات العملية ، أما المسائل الجوهرية فحدث عن الحسد والغش والحقد والتباغض ولاحرج ، مع أن سلامة الصدر مقصدر عظيم من مقاصد هذا الدين
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم *** يا امة ضحكت من جهلها الأمم
فهذا الرجل الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " تتبعه عبدالله بن عمروعاشره ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل : "ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه" قال عبد الله : هذه التي بلغت بك ( ونزعنا مافي صدروهم من غل )
شرفني تواصل

دمتم بود

اليراع الأبيض 23-07-2007 03:33 PM

صدقت أخي الناقد رعاك المولى

فهم كما قلت [ أخذوا تلك الليبرالية بمفهومها الغربي ]

وقاموا بالمقارنه ـ إن صح التعبير ـ بين تلك الديانه و الإسلام

فقد شابه التحريف و التبديل و أصبحت شرائعهم تستمد من القساوسة و الحخامات

إلى أن جاء الإسلام و أشرق بنوره و نشر عدله وأتى كاملاً

مستمداً من وحي من الله سبحانه لا من البشر

وهم الآن يريدون تطبيق نظريتهم البائسة على الإسلام

جزاك الله خيراً أخي

الناقد1 23-07-2007 11:06 PM

أخي ard
شرفني حضورك
دمت بخير

الناقد1 24-07-2007 10:42 PM


وهذا الرابط لتضافر الردود
http://forum.buraydh.com/showthread.php?t=120002


الساعة الآن +4: 03:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.