.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :

فقد جرت العادة أن كل فوز يحققه منتخب اللاعبين السعوديين , يصاحبه حالة هيستيرية رهيبة , مع فلتان أمني وأخلاقي كبير .
وقد ترسخ في الأذهان أيضا , أن مايسمى بالنصر او الانتصار يتسبب في مايصح تسميته بالمظاهرات الغوغائية .
و تقرر أن تلك المظاهرات التي يراد منها التعبير عن الفرحة بما يدَّعونه انتصارا تتحول إلى كابوس يؤرق كل عاقل غيور , لما ينتج عنها من اعتداء على حقوق المسلمين وأموالهم وأعراضهم .
لهذه الأسباب وغيرها كثير , كنت أبتهل إلى الله العلي القدير أن يعيد منتخب اللاعبين مهزوما خاسرا .
وحين علمت بالنتيجة حمدت الله تعالى وشكرته وقلت : الحمدلله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا .
ثم بعد هذا فإني في كل مرة أجد من حقي أن أسأل سؤالا مهما يتردد على لساني , وألسنة كثيرٍ من أبناء هذا الوطن الغيورين : هل ماتقدمه الدولة من دعم سخي لهؤلاء اللاعبين يوازي ماتحقق على أيديهم من مصالح تعود على وطنهم وأمتهم ؟
بل يجب أن نطرح السؤال بصيغة أخرى أصح وأصدق وأصوب : ماذا حقق هؤلاء اللاعبون من مكسب ؟
أقسم بالله الذي رفع السماء بلاعمد أنني لم أجد لهؤلاء من الثمرة والفائدة مايجعلني أفكر في السؤال عنهم فضلا عن أن أدعو الله بأن يحقق لهم الفوز .
يكفي للدلالة على بيان مااستفدناه منهم أنني وغيري كثير لانعلم عن تلك الانتصارات إلا من خلال المهاترات والحماقات التي يقابلنا بها الشباب في الطرقات , والشكايات التي تضج بها الألسن , وتهتز لها القلوب , فالله المستعان .
قالوا بأن تلك الانتصارات تساهم في نشر علم الوطن الذي يحمل كلمة التوحيد !!!!!!!!!!
والحقيقة أني لم أجد أسخف من هذا القول , ولا أحمق من قائله , الذي ظن أن كلمة التوحيد تنصر بمعصية الله , وترفع بالرضوخ لقوانين الكفار , والتحاكم إلى اتحاداتهم .
كلمة التوحيد التي هي شعار الدولة يجب أن ترفع وتصان عن مثل تلك المجاميع العفنة , وأن تنصر بالدعوة والجهاد , لا بكشف العورات , ومقارفة المنكرات .
كلمة التوحيد ترفع بالدعوة إلى عبادة الله وحده , والتحاكم إليه , ونبذ كل ماسواه , والتصديق برسالة خير البرية صلى الله عليه وسلم , وتعظيم أمره , والبعد عن مخالفته .
إن محاولة إقحام تلك المهازل بهذا الجانب الشرعي العظيم ,وادعاء الربح فيها من نصر كلمة التوحيد , ورفع منارات الدين , من القول على الله بلاعلم , ومن عدم توقير الله جل في علاه ( مالكم لاترجون لله وقارا ) .
وهو من الاستهانة بحرماته , والاستهتار بشعائره , وأين نحن من قول المولى جل جلاله : ( ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) , وقوله : ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) ؟ .

يجب أن نضع حدا لسفاهات السفهاء , ومهاترات الحمقى , من قبل أن يأتي يوم لامردَّ له من الله .
يجب أن نعلم أن الذي أصاب الأمم حولنا لاعاصم لنا منه إلا الرجوع إلى الله تعالى , والتوبة ( مانزل بلاء إلا بذنب , ولا رفع إلا بتوبة ) .

يجب أن نعلم أننا عبيد لله في مملكته , وأن الله استخلفنا لعمارة هذه الأرض , وأن الله يغار , وأن الله قد أحاط بكل شيء علما .
يجب أن نتنبه إلى أن الله يمهل ولايهمل , وأن الله أنذرنا وخوفنا بما لاسبيل لنا بعد بالاعتذار .


( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )

فهل مانصنعه اليوم من الشكر لنعم الله ؟
أترك رد الجواب لكل ذي ضمير حيٍّ بعد أن يخلو مع نفسه بصدق , ويتجرد من كل شيء إلا من تذكر الله والدار الآخرة .
فإن كان ماقلته حقا فالحق أحقُّ أن يُتَّبع , وإن كان باطلا وجب عليه حجزي عنه ومنعي منه .

كفانا شر الأشرار , وكيد الفجار
وهدى الله المسؤولين للحق والصواب , وألهمهم رشدهم , وبصرهم بمكر عدوهم .

أسأل الله للجميع التوفيق والسداد , وأن يصلح الراعي والرعية , وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
__________________________________________________ _______

.
هذا كلام الشيخ حفضه الله
فمن أراد أن يبين للشيخ خطأه فاليفعل
وأتمنى من الأخوة المشرفين أن لا يحذفوا المواضيع التي تخالف أرائهم وأهوائهم
وأن يطبقوا ما سطروا أسفل الصفحة ...


والله أعلم
"موحد"
. . .

.