![]() |
إنه مصاب ( بشلل نصفي ) .. دعواتكم ..
بسم الله الرحمن الرحيم .. رُبَما فَجَعَكُم أمْرُ الشَلل الذي قَرأتُمُوهُ في العُنْوانِ ، و حقُ لكم ، فـ(شلل) كلمةٌ لها إيحَاءٌ مُزعِجٌ ، ينقُلُ خيَالَك مُباشرةً إلى عَالمٍ مُزعِجٍ ..والشلل الذي يهمُّنا ، لا علاقةَ له بالطبِ و لا بِالأطِّبّاءِ ، و لكنَّه قَدْ يَكُونُ أعَظَمَ مِن هَذا كلِّه .. بَل أقولُ بالتَحقيقِ إنَّه أعْظَم مِن شَللِ البَدَنِ . أيها الأحبة ، لمَّا أنزل الله هذا الدين و أتمَّ به النعمةَ و أكمَلَه لنا ، حتى أصبَح نِظاماً متكاملاً شاملاً لا نقصَ فيه و لا اعوجاجَ ، و صدَق سلمانُ الفارسي - رضي الله عنه - حينما قال له بعض المشركين وهم يستهزئون : إن صاحِبَكم يُعلمكم حتى الخِرَاءة , فقال سلمان : أجل , أمَرَنَا أن لا نَسْتَقبِلَ القِبْلَةَ ولا نَسْتَنْجِيَ بِأيمَانِنِا ولا نَكتَفِي بِدِونِ ثَلاثةِ أحْجَارٍ ليْسَ فِيهَا رَجِيعٌ ولا عَظْمٌ . أخرجه أبو داود . إلا أنَّ الإنْسَانَ في هذِه الأيامِ يَتَعَجَبُ مِمَا يَرَى ، مِنْ خِلالِ انتِقَاءاتٍ في شَرِيعَةِ الله يَقُومُ بِها البَعْضُ ، و كَأنهمْ يَتَفَكَّهُونَ أو يَتَسَوَّقُونَ ، و هَذِهِ لعَمْرُ اللهِ مِن أبرَزِ صِفَاتِ أهْلِ الانْحِرَافِ و البِدَعِ ، كالمُرجِئَةِ الذَينَ أخَذَوا بِنُصوصِ الوَعدِ دُونَ الوَعِيدِ ، أو كالخَوَارِِجِ الذِينَ غلَّبُوا نُصُوصَ الوَعِيدِ عَلى نُصُوصِ الوَعْدِ ، و أهْلُ السُّنَّةِ وسَطٌ بينَ ذَلكَ ، فَأخَذُوا بِالكُلِ دُونَ انْتِقَائيةٍ كَمَا هُوَ مَنْهَجُهُمْ . يُؤلِمُنَا كَثِيراً واللهِ مَا نَرَى مِنْ خَللٍ و قُصُورٍ فِي تَطْبِيقِ مَفَاهِيمِ هَذَا الدِينِ ، وَ أكْثَرُ النَّاسِ يَنْقُصُهُ التَطْبِيقُ فِي الجَانِبِ الأخْلاقِيِّ ، و هَذَا الجَانِبُ مِنْ أَهَمِّ الجَوَانِبِ ولا شَكَّ ، و أوضَحِهَا فِي حَيَاةِ الأنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَلاةُ و السَلامُ ، و لِهَذَا قَالَ الرَسُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - : (البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ) رَوَاهُـ مُسْلِمٌ ، و قال عليه الصلاة و السلام : (أنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ) كَمَا رَوَى أبو دَاودٍ ، ولَمَّا سُئِلَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: (تَقْوى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ ) رَوَاهُ التِرمِذِيُّ وقَالَ: حَدِيثٌ حسنٌ صحيحٌ. إِنَّ التَحَلِّي بِالخُلقِ وَ لِينِ الجَانِبِ مَعْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَطْلَبٌ شَرعِيٌّ تَتَحَقَقُ بِهِ السَعَادَةُ للأفْرَادِ و للجَمَاعَاتِ ، وَ يَحْصُلُ بِهِ التَوَافُقُ بَيْنَ أَفْرَادِ المُجْتَمِعِ المُسْلِمِ ، و الخَللُ فِي الأُمَّةِ يَكُونُ بِقَدْرِ الخَللِ الحاصِلِ فِي تَطْبِيقِ هَذِهِ المَفَاهِيمِ .. قَلِّبْ صَفَحَاتِ الكُتُبِ ، و افْتَح عَلَى التِْلفَازِ ، تَأمَّلْ فِي المَجَلاتِ و الدَوّريَّاتِ ، لا تَكَادُ تُفارِقُهَا عِبَارَاتٌ تُنظّرُ لهَذِهِ المَفَاهِيمِ ، وَ لكِنَّ التَطْبِيقَ صَعْبٌ جِدَّاً إلا عَلَى الذِينَ صَبَرُوا و عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. إِنَّ التَطْبِيقَ لِهَذِهِ المَفَاهِيمِ ، مُهِمٌّ للدُعَاةِ و العُلَمَاءِ ، و الآمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ و النَّاهِينَ عَنِ المُنْكَرِ ، و للحُكَّامِ و المَحْكُومِينَ ، للطُلابِ و المُعَلِمِينَ ، وَ أَقُولُ بَعَدَ الآسَى و الأسَفِ ( بَيْنَ الأعْضَاءٍ و المُشْرِفِينَ ) .لأنَّ هُنَاكَ أقْلاًماً أطْلَقتْ العنانَ لتَقُولَ مَا تَشَاءُ فِيمَنْ تَشَاء ، تَجرَّدَتْ مِنْ مَعَانِي الأخْلاقِ ، فَلَمْ تَعُدْ تُؤمِنُ بِإنْسَانِيَّةٍ فَضْلاً عَن دِينٍ ، لا أدْرِي مَا دَوَافِعُ هَذَا ..أهُوَ الحَسَدُ أو الطَيْشُ أو نَقْصُ العَقْلِ أو خَوَاءٌ فِي الفِكْرَة أم أنه قُصُورٌ فِي النَظْرَةِ .. و بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ فَإنَهُمْ و للأسَفِ يَتَلَبَسُونَ بِلِبَاسِ الدِينِ و حُبِّ الخَيّرِ و الإصْلاحِ ، وَ حَمْلِ هُمُومِ الأمَّةِ ، و الحُرْقَةَ مِنْ أجْلِهَا ، فَضَلّت هِذهِ الطَائفةُ بِنَفسِهَا و انْسَاقَتْ خَلْفَ أهْوَائِهَا و عَوَاطِفِهَا المُخْتَلَّةِ ، و أضَلَّتْ غَيْرَهَا ، دُونَ حَيَاءٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وجَل ، و دُونَ مُرَاعَاةٍ لِحَقِّ الأخوَّةِ فِي الدِيِنِ .. فَنَعُوذُ بِالله مِنْ هَذَا الشَللِ ، و نَسْألهُ أنْ يَعَصِمَنَا مِن هَذَا الخَلل .. أوصي نفسي و أوصيكم أن نتراحم و نتعاطف ، و نتناصر و نتناصح ، و نكاتف و نتآلف .. أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأقوال و الأعمال ، و أن يعيننا جميعاً على طاعته . و صلى الله و سلم على عبده و رسوله محمد . أخوكم / الصمصام |
رائع بحق و مثل هؤلاء . . تقتضي السنة الإلهية وجودهم ليُعرف بهم الجيد . . من الرديء . . و الفاضل من المفضول وفقت للخير و دمت طيبا |
يا حبيلك يا الصمصام .. :010: و يا حبي لمواضيعك الرائعة ..:41 اقتباس:
فلا تكاد أن تقرأ موضوع إلا و فيه من النزاعات الشيء الكثير .,,. :oo |
اقتباس:
الأخلاق هي صفة المسلم الحق ودليل أيمانه وصفاء عقيدتة |
اقتباس:
جزاكـ الله خيراً |
اقتباس:
http://www.spicyimage.com/IMG/8ac1c2200/8.gif لا فض فوكـ أخي الصمصام .. يعطيكـ ألف عافية جعله الله في ميزان حسناتكـ أخوكـ : الأسطورة... |
لا يوجد شلل فكري مالم تنتهك ثوابت الدين أما غير ذلك فاالفسحة رحبه والمجال واسع |
لا فظ فوك .. كلامات رائعة ..
المشكلة أنك تجد من الصالحين نحسهم إن شاء الله كذلك، ولكن أفعالهم لا توحي بصلاحهم .. في مجالسهم غيبة وسخرية و همز ولمز .. وفي المدارس ينصحون وفي المساجد يعلمون .. مفارقات عجيبة يا أخي .. |
.. ajmn / و الحمد لله على ما قضاه الله و قدرهـ و ما ذاك إلا ليميز الله الخبيث من الطيب .. إلى متى ؟/ أحبك الله الذي أحببتني فيه . و أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات الكاتب و القارئ . المحار / و يشهد رواه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) وفي رواية عند الحاكم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). أنوار المنتدى / أسأل الله أن يهدينا الى أحسن الأخلاق .. الأسطورة / اللهم آمين . الغزال الطائر. / أقصد بالشلل : الانتقائية في تطبيق أوامر الشرع الحنيف ، و هذا شلل . و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) ، و قال الفضيل رحمه الله: من ساء خلقه ساء دينه. سؤالي أخي المبارك ، من منا يُحب أن يكون سيء الخلق ؟؟ بارك الله فيكم أيها الأخوة و الأخوات .. و أسأل الله أن يوفقنا و إياكمـ ،،، |
اقتباس:
الأخلاق مطلب جميع البشر على أختلاف دياناتهم وعلىحسب مفهومهم للأخلاق وأخلاق المسلم حددها الشرع ومن أنتقى مايواقف مصلحته وأتجاهاته الفكريه والسلوكية لايسمي هذا بشلل أنما هوى أي حسب أهوائه لاحسب منهج الشرع الحنيف بارك الله فيك وزادك علما . تقبل تحياتي وأحترامي |
كلمات ولا اروع شكرا عزيزي الصمصام
|
.. مــعـــجب .. |
جميل ماســطرته هنا أخي المبارك وماأحوجنا إلى أن تتخولنا بمثل هاتيك بين الفينة والأخرى فكلنا ذوو خطأ ,, كما أن المعوقين فكرياً كثر لاكثرهم الله ,, بارك الله فيك وفي قلمك 0 |
اقتباس:
قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) ..[ آية 85 : سورة الحجر ] ..؛ وقال الحسن البصري : [ ما زال التغافل من فعل الكرام ].., وقال الإمام أحمد بن حنبل : [ تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ].. شكراً لك أخي الفاضل الصمصام.. موضوع مُفيد ويستحق التثبيت ..؛ |
الساعة الآن +4: 04:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.