بسم الله الرحمن الرحيم

تباين الهمم ...
/
/
/
/

حمداً لله وكفى ، وصلاة على سيد الورى ، محمد خير من وطئ الثرى ، وآله وصحبه الألى ، ومن سار على نهجهم واقتدى أما بعد :

إخوتي الأفاضل :

إن الناظر في أحوال شباب الأمة هذا اليوم ليرى التباين الشاسع بين هممهم ، فقد وفق الله شباباً إلى الخير فتراهم في هذه الإجازة ما بين تنقل بين الحلقات والدروس وقراءة الكتب وحفظ المنظومات .. همم تناطح الثريا ...
فتجد الشاب من هذه الفئة تارة ماسكاًَ مصحفه مراجعاً لما حفظه وتارة أخرى يراجع مع زميله ما حفظوه على شيخهم من متون علمية فيتأصلون بثلاثة الأصول ويتدارسون كتاب التوحيد ويتعلمون الوسطية من كتاب العقيدة الواسطية .. ويربعون بالأربعين النووية ويسيحون في روضة تائية الألبيري ولامية ابن الوردي وقصيدة البستيي

لله درهم من شاب نذروا أنفسهم للعلم .. وتاقت أنفسهم إلى المعالي ...فبذلوا أوقاتهم وأجسادهم وأموالهم ...
لا يتوانى أحدهم في دفع الريال ولا المائة في شراء صحيح البخاري أو فتح الباري أو تنبيهات سنية أو تحقيقات فرضية أو حصول مأمول أو مرتقى أصول .. فتجده بين كتبه .. مرتاح النفس .. سليم الصدر ... يقرأ أخبار البخاري ويتصفح فتح الباري .. ويحاول بلوغ المرام سالكاً سبل السلام .. مغتنياً عن أصحابه بالمغني ومقتنع بالمقنع يقوم لسانه بالأجرومية وبعدها قد أصبح أليفاً للألفية ..

هؤلاء ومن على شاكلتهم هم من عناهم ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء حيث يقول :
أهلاً وسهلاً بالذين أحبهم وأودهم في الله ذي الآلاء
أهلاً بقوم صالحين ذوي تقى غر الوجوه وزين كل ملاء
ومداد ما تجري به أقلامهم أزكى وأنقى من دم الشهداء
يا طالبي علم النبي محمد ما أنتم وسواكم بسواء

بينما نجد فئة ممن هم محسوبون من الشباب المستقيم .. قد أشغلوا أنفسهم بترهات لا تعود عليهم بخير فتجد أحدهم ممتطياًَ صهوة سيارته منتقلاً من فعالية إلى فعالية ناهيك عما يضيعه من وقت .. فهناك تجد التصفيق والتصفير والتصوير .. سهر إلى نصف الليل على ترهات من الأمور .. فهل يعقل أن أوثر ببعض وقتي على مسرحية ( كاوبوي ) أو ( دبكة فلسطينة ) أو منشد يتمايل أمامي .. نحمد الله على العافية والسلامة ...
وهؤلاء تجد الواحد منهم يبخل بدفع عشرين ريالاً في شراء كتاب ينفعه .. بينما تجده لا يتوانى في شراء شريط نكتي ب10أو 8 أو 7 ريالات في أشياء يضحك العاقل ممن يتابعها .. فهذا تنسيم وهذا هرش وهذا واحد طش واثنين طش وسوف تصل إلى مليون طش وجيوب المغفلين هي الضحية ..

أما الفئة الأخرى فهم الذين أضاعوا وقتهم في المحرمات .. فمن مشاهد الفضائيات إلى التفحيط والسهر في المنتزهات .. تجد الواحد منهم لا ينام إلى الساعة السابعة صبحاً ولا يقوم من رقدته إلا السابعة مساءً نسأل الله السلامة والعافية ..

فهنا نحن أخيّ في الله قد بقي من الإجازة شهر أو أقل من الشهر فاستغل ما فات من وقتك بما ينفعك ..

وأسأل من الله أن أكون قد وفقت فيما كتبت والله أعلم ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..


محبكم :
قناص الفوائد