بريدة ستي

بريدة ستي (http://www.buraydahcity.net/vb/index.php)
-   ســاحـة مــفــتــوحـــة (http://www.buraydahcity.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سبحان الذي وسع سمعه كل شيئ (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=89451)

نظرة أمل 14-09-2007 08:23 PM

سبحان الذي وسع سمعه كل شيئ
 
بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الذي وسع سمعه كل شيء

كان أبو محمد المهلبي ، يكثر الحديث على طعامه ، ويكون أطيب الحديث ، وـكثره مذاكرة لأدب ، وضروب الحديث ، على المائدة ، لكثرة من يجمعهم عليها من العلماء و الكتاب و الندماء ، وكنت كثيراً ما أحضر .
فقدم إليه في بعض الأيام طيهوج ، فقال : أذكرني هذا ، حديثاً طريفاً .
فسئل : ما هو ؟
فقال : أخبرني بعض من كان يعاشر الراسبي الأمير ، قال : كنت آكل معه يوماَ , وعلى المائدة خلق عظيم ، فيهم رجل من رؤساء الأكراد المجاورين لعمله ، وكان ممن يقطع الطريق ، فاستأمن إليه ، فأمنه واختصه ، وطالت أيامه معه .
فكان في ذلك اليوم على مائدته ، إذ قُدم حجلٌ ، فألقى الراسبي منه واحدة إلى الكردي ، كما يلاطف الرؤساء مواكلهم ، فأخذها الكردي ، وجعل يضحك فتعجب الراسبي من ذلك ، وقال : ما سبب هذا الضحك ؟ وما نرى ما يوجبه .
فقال : خبر كان لي .
فقال : أخبرني به .
فقال : شيء طريف ، ذكرته ، لما رأيت هذه الحجلة .
قال : ما هو ؟
فقال : كنت أيام قطعي الطريق ، وقد اجتزت في بعض المحجة الفلانية ، في الجبل الفلاني ، وأنا وحدي ، في طلب من آخذ ثيابه ، حتى استقبلني رجل وحده ، فاعترضته ، وصحت عليه ، فاستسلم إلي ، ووقف ، فأخذت ما كان معه ، وطالبته أن يتعرى ، ففعل ، ومضى لينصرف فخفت أن يلقاه في الطريق ، من يستنفره على طلبي ، فأطلب ، وأنا وحدي ، فأؤخذ ، فقبضت عليه ، وعلوته بالسيف ، لأقتله .
فقال : يا هذا ، أي شيء بيني وبينك ، قد أخذت ثيابي ، وعريتني ، ولا فائدة لك في قتلي .
فكتفته ، ولم ألتفت إلى قوله ، وأقبلت أقنعه بالسيف .
فتلفت ، كأنه يطلب شيئاً ، فرأى حجلة قائمة ، وهي على الجبل ، فقال : يا حجلة ، اشهدي لي عند الله تعالى أنني لم أقتل مظلوماً .
فما زلت أضربه ، حتى قتلته ، وسرت ، فما ذكرت هذا الحديث ، حتى رأيت هذه الحجلة ، فذكرت حماقة ذلك الرجل ، فضحكت .
قال : فانقلبت عين الراسبي حرداً ، وقال : لا جرم إن شهادة الحجلة عليك لا تضيع اليوم ، في الدنيا قبل الآخرة ، وما أمنتك إلا على ما كان منك من فساد السبيل ، فأما الدماء ، فما أسقطها الله عنك بالأمان ، وقد أجرى الله على لسانك الإقرار عندي يا غلام اضرب عنقه .
قال : فبادر الغلام إليه ، وغيره ، بسيوفهم يخبطونه ، وضرب كل واحد منهم قفاه ، فكأن رأسه قثاء قطعت نصفين .
فتدحرج رأسه بين أيدينا ، ونحن على المائدة ، وجرت جثته .
ومضى الراسبي في الأكل .
منقول من كتاب نهاية الظالمين
للمؤلف : إبراهيم بن عبد الله الحازمي


الساعة الآن +4: 01:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.