![]() |
اسمع صفيراً مخلوطا بقهقهة
كانت الرمال تلفنا لفاً...وكنّا ثلاثة على ظهر سيارة جديدة وفي آخر أيام الربيع نستظل بسيارتنا نهاراً وبنارنا ليلاً ..أوقفنا محرك سيارتنا في "نقرة "تحيط بها جبال من الرمال ..الضحكات تهيئ المكان للأنس ونحن نُنّزل أغراضنا ..سكون رهيب بدء يتسرب من تحت أقدامنا ويضغط على أذاننا بصفير لم نعتد عليه من قبل. ولا ادري ما الذي شدني للتنّزه هذه الأيام؟؟ فالأجواء حزينة والمكان والأشجار كذلك..؟؟ إدبار النهار وإقبال الليل واختلاطهما بالشفق تخيفك وحينها تتمتم بحصنك اليومي وتطلب العون من الله وقد تقرا شيئا لم تقرأه من قبل عشاؤنا هذه الليلة شي من اللحم المربى على ربيع هذه السنة فهو لذيذ للشواء ..بحثنا عن أثافي لم نجد من حولنا شيء ,قال صاحبي صاحب الجيب:إن"النقرة" السابقة فيها أحجارو بواقي مخيم سابق.. ولج المكان بصوت محرك سيارته ...ومن ثقتي بنفسي قلت له :لاتذهب لوحدك بل خذ صاحباً معك, ولا تتأخرون عليّ ..كنت أتابعهم وهم يضحكون حتى اختفوا عني ..ثم بدأت أترنم وكأنني أسد في هذه الصحراء وفجاة توقفت حينما أحسست أنهم تأخروا وبدا القلق بي ..ماذا حصل ياالهي؟؟ وأخذ السكون والخوف يرجفان بي رجفاً..الظلام يزداد ويزداد وسكون رهيب يضغط على قلبي الخائف بعد أن تأخروا أكثر من نصف ساعة ..دقات قلبي تسارعت أحسست ببرودة في أطرافي وتعرق وارتجاف في سائر جسدي. وكأن أحدالاأعرفه وخزني فزداد ارتجافي فقمت مسرعاً إلى اعلى"النقرة"وقد توقفت كثيرا لان قلبي لا يحتمل هذا الجدار الذي لا ينتهي وصلت و أدركت أنهم ضيعوني أحسست بتفلت اعصابي ثم لاح لي نور سيارة من بعيد بل بعيد جداً ثم اختفى ..قلت لابد أن أشعل لهم نارا حتى يروني فانحدرت وكأني انحدر إلى وادٍ مدلهم دامس ومظلم ..أخذت ابحث عن الكبريت لم أجده نثرت "الثاية" كالمجنون لم أجد شيئا كان "الدافور" من النوع الذي معه زنده أخذت "الدافور" ولم أصل إلا بشق الأنفس حتى كدت أن أموت ..لهثت كثيرا وان اجمع أعواداً من كل مكان وقد تغير الجو وبدأت الرياح تتحرك ,وحاولت أن أشعل "الدافور" فلم افلح فعرفت هلاكي وبدأت اسمع أصواتاً وحفيفاً يدور من حولي ..ثم شاهدت خفافيش ولكنها كبيرة بحجم العقاب وليست بخفافيش تمر من أمام وجهي فلم استطع التحمل وقد انتصف الليل ولم أصلي المغرب ولا العشاء فأحسست بالانهيار وانطلقت إلى مكان أغراضنا وانا اركض كالمجنون وأخذت "الفرشات" ولففت بها نفسي وانأ الهث وخائف مرعوب ولم اخرج إلا وجهي وبدأت اقرأ ما اعرفه من القران واذكر الله حتى ألقى الله علي هدوء على نفسي وكأنني قد نمت نوم الخائف وقبل الفجر بقليل سمعت شيئا أوقف كل شعرة في جسدي.....يتبع |
اهلا بك اخوي مسك العلم
ايه وبعدين وش صار يالله كمل |
اكمل فنحن بشوق لمعرفة البقيه..!!
دام لنا قلمك سلام.. |
خيال واسع الافق
|
.
:rolleyes: |
.. تصور دقيق حتى كأننا في ( النقرة ) جلوسٌ معك .. واصل . |
لا تقطعون سالفة الرجال خلوه يكمل إيه سلمت |
[SIZE="3"]أســـلوب شيق..ووصف دقيق..
وخيال جرئ.. وقلم مميز.. لا فض فوكـ ولا ندم محبوك..دمت للمنتدى قلما مميزا.. وجعلك الله خير جنديا لأمتك..ليس بسلاح الرصاص .. بل بسلاح الأسلوب والفكر.. [COLOR="Red"]ولكمـ تحياتي..........[/COLOR]((( أبو محمد الذهبي )))[/SIZE] |
ما شاء الله
كلمات روعة وأسلوب ممتاز سلمت يمناك |
.. شوقتنا بكلامات الرائعه ..
.. ننتظر البقيه بشغف كبير .. السراااابــــــــــalsrab |
يالغالي تراي مسنتر بهالموضوع أحتري الكمالة ..
لا تبطي علينا .. :) |
إخواني منكم وبكم تأتيني الثقة.... ردودكم تمازجت حروفها بالود والبخور ..بسماتكم أسعدتني ..فلكم مني دعاءً موصولاً بالخير والمودة..فشكراً يا.... [SIZE="6"]رفيع الشأن "أكرر شكري لاخواني الاعضاء والمشرفين وكل قارىء تكرم بالمشاركة ..وان شاء الله سأتيكم بالجزء الثاني قريبا.. ودمتم.[/CENTER][/COLOR][/COLOR][/COLOR]الفتاك مفتاح14 غارق المشرف الغالي(الصمصام) ابومحمد605 ابومحمد الذهبي sayedyounes alsrab وحيد الخلان[/SIZE] |
(2) وهم متوجهون لإحضار أثافي لشوائهم , وضحكاتهم مع غروب شمس باردة , ....انحدروا إلى "النقرة "التي تليهم فبحثوا واستداروا ولم يجدوا شيئا من "الطوب" فقالوا إذن ليست هذه لعلها الثانية ثم بحثوا وبحثوا حتى في الرابعة وقد اظلم الليل وأحسوا بأنهم قد تأخروا على صاحبهم فاستداروا راجعين . وقال الركب: يا رجل نرجع إلى أبي فهد " فالعيد يجوز بلا حناء" كما قاله الأولون . قال السائق :آه نرجع إذن بخفي حنين , فضرب بسبابته عصا النور ليفرش الأرض ممتداً إلى الأعالي وهو يرمي بيده اليمنى على ذراع التعشيق ليزيد من قوة السيارة وليشعر صاحبه بالغضب الذي حل به. قال الراكب لصاحبه : حتى لانضيع ونتأخر ارجع مع نفس جُرّتك السابقة وكأن الراكب أحس بأمرٍ ما .. أو انه أحس بأنهم سيوبخون من قبل صاحبهم الذي تركوه عند متاعهم لأنهم تأخروا ولم يحضروا شيئا معهم. قال السائق لصاحبه الراكب: لا نستطيع الرجوع مع نفس الجرة؟؟ فأمامنا جبال من الرمال ولابد من مسايستها ..وتغيير منحى الطريق وبدأت الاجتهادات والتوقعات فيتجهون حيناً شمالا ثم يستديرون جنوبا وهم لايعلمون. عرف الاثنين بأنهم ضائعون في صحراء متلاطمة فتارة يصعدون وتارة يهبطون بدء العرق والإجهاد والخوف يلعبان بهما فقال الراكب :انظر الى ساعتك لقد تأخرنا على صاحبنا كثيرا لعلنا نقف فوق إحدى النفد العالية ونشعل الأنوار ونصوت له لعله يسمعنا أو لعلنا نسمعه يصوت لنا, ولكن السائق لم تعجبه هذه الفكرة بل أصر على البحث وغمز لصاحبه وقال:انا متأكد انه وراء هذا النفود إن شاء الله. ولكنهم لم يجدوه ..الساعة تقترب من العاشرة ولم يفلحوا بالوصول إليه فقال السائق فعلا لعلنا نقف فوق هذا النفود ونطفئ المحرك ونترك الأنوار والفليشر ونصوت له. ثم إنهم توقفوا وصوتوا وتحسسوا ولم يجدوا احدا يرد عليهم ..جلسوا هكذا إلى أن صارت الساعة الثانية عشرة ليلا. فقال الراكب :لعلنا نستفيد مما بقي من الوقود ونتوجه إلى الطريق العام ونطلب العون من الله ومن ثم من الناس فلا يمكن أن نتركه هكذا أو نبقى هكذا. انحدروا من نفودهم هذا, فإذا هم يشاهدون مخيما وحوله عدد من السيارات ففرحوا بذلك فرحا شديدا وكان هذا المخيم مظلما و أصحابه نائمين. توقفوا أمام المخيم وصوتوا بالسلام مرارا.. فخرج إليهم شاب في متوسط العمر قد وضع طربوشا ولبس بنطالا وقميصا.., ثم تبعه خروج آخرين معه فتسالموا وكل فريق يرى بسمات الخوف على الآخر. فقالوا تفضلوا :فقالوا جزاكم الله خيرا وانما جئنا نطلب منكم المساعدة. واخبروهم الخبر بضياع صاحبهم فحك كل واحد منهم رأسه يبحث عن حل لهم ولكن نادوا صاحبا لهم لم يستيقظ داخل الخيمة واخبروه الخبر فهو حكيمهم وهو كذلك وله رأي مجرب وهكذا الناس فلقد فضل الله بعضهم على بعض. قال هذاالرجل بعد أن احتار كثيرا :إن شاء الله سنجد صاحبكم قبل الفجر ويقولها بنبرة الواثق المتأكد. أمرهم بان يتركوا سيارتهم فوق المخيم مباشرة , وأنوارها مشعلة وكذلك الفليشر واخرج من خيمتهم جهازا لتحديد المواقع وجعل من المخيم نقطة الاستدارة أي انه سيدور على هذا المخيم كما يدور الفرجار ليرسم دائرة كانت كل دائرة تبعد عن الأخرى خمسمائة متر ثم تتوسع كيلو متر واحد ثم تتوسع فتتوسع إلى أن وصلوا للدائرة العشرون أي بعد عشرة كيلو مترات وحينها كانت المفاجأة وهم ينزلون من ذلك النفود ويقع النور على صاحبهم فقالوا بنرة الفرح والنعمة :الحمد لله هذا هو انتبه صاحبهم وهو مذعور فالصوت صوت سيارة ولكنها ليست سيارتهم وما شعر إلا بأصحابه يصوتون له :ابافهد ابا فهد وهم يعتذرون ويقبلون رأسه ويعانقونه ويقولون له هذا قدر الله..ثم يلتف ويشاهد اللحم فوق الحافظة قد امتلئ تراباً( ففسد من طول الانتظار). |
قلم رائع واسلوب متقدم .....وننتظر المزيد فانا من التابعين |
الساعة الآن +4: 10:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.