![]() |
هذه الاية استوقفتني كثيراً .
عندما كنت أقرأ من كتاب الله تعالى ووصلت إلى هذه الآية الكريمة من سورة الرعد {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*} (15) سورة الرعد استوقفتي كثيراً , وجلست أسأل نفسي :
هذه الآية تتحدث عن سجود جميع الخلائق للواحد القهار , فقوله ( من في السموات والأرض ) يشمل الجن والإنس والملائكة والجمادات , ويشمل المؤمن والكافر , والبر والفاجر , لأن ( مَنْ ) اسم موصول وهو من ألفظ العموم الذي يشمل جميع ما في صلته , وهذا السجود نوعان : سجود طوعي أي اختياري , وسجود كرهي أي غير اختياري ( طوعا وكرها ) , ونحن نرى الكافر لا يسجد لله تعالى , فكيف تقول الآية عنه إنه يسجد , وهل الكافر داخل في الآية فعلاً كما فهمته ؟ حينما تأملت الآية وجدت الجواب نعم , الكافر يسجد لله تعالى , ولكنه سجود كرهي وليس طوعي , أي أنه يسجد سجوداً لا يثاب عليه , وسجوده يكون والله أعلم من حيث لا يشعر , وذلك أن جسده وأعضاء جسمه , وملايين الخلايا في جسده تسبح بحمد الله وهو لا يشعر , ومصداق ذلك قوله تعالى : {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (44) سورة الإسراء . وسجود الكافر الكرهي لا يلزم أن يكون سجوداً حسياً بحيث يحني جسده لله تعالى , بل هو تسبيح الأعضاء لله تعالى , وإخباتها لأمره , فهذا سجود . أما المؤمن فهو يسجد النوعين السجود الطوعي , فيسجد لله بطوعه واختياره سجوداً حسياً يثاب عليه , ويسجد لله كرهاً بغير اختياره , وذلك حينما تسبح أعضاؤه بحمد الله تعالى وهو لا يشعر , وقد يثاب المؤمن على هذا النوع من السجود إذا أخلص النية لله تعالى وخاصة حين النوم , إذا نوى بنومه التقوي على الطاعة , فتظل أعضاؤه تسبح بحمد الله وهو نائم , وحسناته مكتوبة عند من لاتخفى عليه خافية سبحانه . فسبحان من أخبت الخلق لأمره , وسبحان من خضعت لعظمته الرقاب , وصدق الله حيث يقول :{أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (83) سورة آل عمران . هذا ما فهمته من معنى الآية وحينما رجعت إلى التفاسير وجدت فيها ما يؤيد فهمي بحمد الله , فقد ذكر القرطبي في تفسيره عدة أقوال لأهل العلم في تفسير هذه الاية , منه أن المؤمن يسجد طوعاً , والكافر يسجد كرهاً بالسيف , ومنها أن في الآية حذفاً أي وبعض من في الأرض , ولا يخفى ما في هذين القولين من ضعف , أما الذي رجحه القرطبي فهو " أن المؤمن يسجد ببدنه طوعاً , وكل مخلوق من المؤمن والكافر يسجد من حيث إنه مخلوق , يسجد دلالة وحاجة إلى الصانع " انتهى . والله أعلم . |
جزاكـ الله خير ومن انواع قراءة القرآن القراءة بتدبر فليتنا نحيي هذا القراءة عندنا وعند غيرنا ..... |
الله يجزاك خير ياشيخ
|
الله يجزاك خير يا شيخ
|
جميل حقيقة أن نرى أناس يحثون على التدبر في القرآن
أخي الفاضل على ما أظن إن لم أكن واهماً فإني سمعت أن السجود الكرهي للكافر يكون بعد نوم الكافر فترتفع روحه تسجد لله رغماً عنه طبعاً سمعت هذه المعلومة منذ زمن بعيد أشكرك |
سمعت فضيلة الشيخ سلمان في برنامج حجر الزاوية يتحدث عن تفسير القرأن الكريم فأيقنت أنه يجب علينا الوقوف عند آياته فوالله إنها دلالة في الإعجاز اللهم ارزقنا تدبر القرأن الكريم يارب العالمين
|
شكراً لكم أحبتي على المشاركة , ونسأله سبحانه أن يرزقنا فهم كتابه العزيز .
وأرجو منك أخي مخاوي الصمت أن تغير الخط فقد أرهقت عيني محاولاً أن أقرأ ما سطرته أناملك وفقك الله . |
الساعة الآن +4: 11:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.