بريدة ستي - في طاش ما طاش هل الأمر ضعف في الأهداف

مع كل دخول شهر رمضان المبارك وفي كل عام يطل علينا عبر شاشة التلفاز وجوه ألفناها من الممثلين رجالا ونساء ليتقدموا لنا وعبر مسلسل كوميدي بعض الحلقات التي تحمل مسمى ثابتا مرسوما ب( طاش ما طاش ) ولن نناقش في هذه الأسطر سبب التسمية وهل جاءت صدفة كما صرح بها أبرز الممثلين في المسلسل لأن هذا لا يضفي فائدة للمشاهد والقارئ .
المسلسل جاء خلفا لمسلسل إذاعي سابق مع إطلالة هلال شهر رمضان للممثل عبد العزيز الهزاعي قبل قرابة ربع قرن بمسمى أم احديجان وقبل ظهور مسلسل طاش ما طاش وكان المستمع يتابعه بتلهف لأنة يسلط الضوء على قضايا اجتماعية ويعالجها ببساطة وأهداف جلية .
في مسلسل طاش ما طاش التلفزيوني وفي بداية عرضه نال شعبية واسعة ومباركة شمولية من جمهور المشاهدين لأنه كان يقطف ثمار مادته من بستان واسع وأرض بكر فتفاعل معها عموم المشاهدين ولكن مع مرور السنين ورغم تمرس وقوة أداء الممثلين وخاصة الرئيسيين منهم إلا أن المادة المعالجة في حلقاته المتتابعة تعتبر هزيلة ولم تعد تثير حماس المشاهد كما فعلت حلقات أم احديجان في السابق .
هنا أقف لمناقشة الموضوع بكل موضوعية وبعيدا عن العاطفة ... ما أسباب هبوط شعبية المسلسل طاش ما طاش ؟؟؟؟
- هل السبب تردي جودة النص المعالج ( أي أزمة نص ) ؟
- أم الملل من طول المدة والتكرار لبعض حلقاته ؟
- أم منافسة مسلسلات أخرى له إقليمية ومحلية ؟
- أم انغلاق دور البطولة على شخصيات ثابتة محددة وغير متجددة ؟
- أم هي ضعف الأهداف المرسومة لتوجهه وعدم تطويرها ؟
أترك الأمر للمشاهد لكي يدلي برأيه حول هذه العوامل وأيها أقوى . لكني أقف عند العامل الأخير وهو ضعف الأهداف المرسومة لتوجهه وعدم تطويرها.
تابعت بعض الحلقات في طاش 15 أي الحلقات المخصصة لهذا العام 1428 هـ وتألمت كثيرا للأهداف التي رسمتها وتعالجها بعض الحلقات من سذاجتها . بل بلغ مني الأمر لدرجة الغضب كيف يهبط مستوى المسلسل لهذه الدرجة . خذ على سبيل المثال حلقة الضحية التي تعرض وبأسلوب هزيل يقوم على توظيف قسمات وجه الممثلين بكل سذاجة وبرود ليغطى ضعف المادة المعدة حيث تحكي مادتها وعلى مدي حلقتين قيام أربعة أشخاص برحلة برية يبلغ بهم الجهد والجوع إلى أكل زميلهم وينتهي الحدث باستيقاظ الممثل القصبي من حالة الإغماء .أي سذاجة واستهتار بعقلية المشاهد الذي يتابع قصص الخيال العلمي الممثل وتالمحكوم وهل نحن في منتصف القرن العشرين ومع بداية المسلسلات التلفزيونية ؟
لم تكن هذه هي الحالة الأولى التي يلجأ المسلسل فيها إلى توظيف مجال الأحلام ليضفي على الحدث تبرير الخيال الساذج
لقد بلغ الأمر بكاتب السيناريو إلى حشر جمهور المتابعين تحت مظلة الطفولة التي يتابعون فيها أفلام الأطفال وقصص الخيال الساذج البريء .
هل هذا التردي يعبر عن حالة إعلان بفقدان النص التمثيلي ؟ أم هي تعكس غياب النقد المسرحي الذي يساند العرض ؟ أم هو توظيف مرتجل ومعالجة هزيلة للقضايا الاجتماعية برزت مع غياب المؤسسات المعنية بقضايا المسرح .
بل إن بعض الحلقات ذهبت لأخطر من هذه السذاجة وهي مواجهة بعض القضايا التي تمثل ثوابت في المجتمع من باب القفز على المعقول إلى غير المعقول وكأن تلك دعوة مباشرة إلى محاربة ثوابت وقيم المجتمع دون خوف من المشرع سبحانه عند التطاول على القيم الشرعية في مجتمع مسلم .. فهل ذلك من باب الجرأة الغير محسوبة أم تطاولا طفوليا ساذجا على مالك الكون ومصرف الأحوال وهنا ندخل في مسار آخر .
هل القصة ضعف في الأهداف وجهلا بالعواقب أم هي حملة ودعوة منظمة مرتجلة وساذجة وغير مدروسة إلى بيع الهوية في زمن كثر فيه الهمز واللمز من دعاة الفتنة ومحاربة الفضيلة .
للحديث بقية