![]() |
نزار قباني .. وعزفٌ لا ينسى ..
نزار قباني .. حرفٌ بدا في ليل الجفاف الأدبي فأشرق الكون بنوره ، وأضاء ما بين سماء شوقي وأرضنا ! لستُ ممن يعشق التفعيلة فإن كنت مثلي فلسوف تروقك تفعيلته .. لأن لها ( نكهة ) خاصة جدًا .. قرأت في سالف الأيام بعضًا من أشعاره فألفيت نفسي أمام غابة تخلب اللب .. غابة ؟؟ نعم غابة بكل أزهارها ووحوشها وطيورها وجيفها وبكل حسن وقبيح فيها .. أطربتني بعض الأبيات طربًا جاوز الحد .. وأغضبتني بعض الأبيات ، كما أغضبت كل غيور من قبلي .. دونكم إخواني - وأنتم نواة القلب - شيئًا مما يطرب الأسماع ويجلو صدأ القلوب سبكًا ومعنى .. أبو العباس .. |
أطفال الحجارة
بهروا الدنيا.. وما في يدهم إلا الحجاره.. وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا.. وبقينا دبباً قطبيةً صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره.. قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا.. وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة.. واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً.. وزواجاً رابعاً.. ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة.. واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح.. واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره.. واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة.. آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ.. ويا جيلَ العمولات.. ويا جيلَ النفاياتِ ويا جيلَ الدعارة.. سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ- أطفالُ الحجاره.. |
إغضبْ كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ... 0000000000000 لـو ملكـنا بقيّـةً من إباءٍ لانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ و كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ 00000000000 |
أتحدّى.. مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى.. تجديني دائماً بينَ السطورْ إنني أسكنُ في الحبّ.. فما من قبلةٍ.. أُخذتْ.. أو أُعطيتْ ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ... |
هذا الهوى الذي أتى.. من حيثُ ما انتظرتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ وكلِّ ما سمعتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني فاتحاً يديهِ لي.. رددْتُهُ وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ.. |
قتلناكَ.. يا حُبّنا وهوانا وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ، وكنتَ أبانا.. وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا بأنّا قتلنا مُنانا.. |
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ وليسَ معي إلا دفترْ يُرسلني المخفرُ للمخفرْ يرميني العسكرُ للعسكرْ وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ لكنَّ الضابطَ يوقفني ويريدُ جوازاً للعصفورْ تحتاجُ الكلمةُ في وطني لجوازِ مرورْ |
متـى تفهمْ ؟ متى يا أيها المُتخمْ ؟ متى تفهمْ ؟ بأنّي لستُ مَن يهتمّْ بناركَ أو بجنَّاتكْ وأن كرامتي أكرمْ.. منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ كأنَّ جميعَ من صُلبوا.. على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا.. وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ تغوصُ القدسُ في دمها.. وأنتَ صريعُ شهواتكْ تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ متى تفهمْ ؟ متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟ |
سنةٌ خامسةٌ.. سادسةٌ.. عاشرةٌ.. ما تهمُّ السنواتْ؟ إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ.. ومن قدْ ماتَ ماتْ.. ما تهمُّ السنواتْ؟ |
هتلرٌ أحرقهم في غرفِ الغاز ِ وجاؤوا بعدهُ كي يحرقونا هتلرٌ هجّرهم من شرقِ أوروبا وهم من أرضِنا هجّرونا هتلرٌ لم يجدِ الوقتَ لكي يمحقَهمْ ويريحَ الأرضَ منهم.. فأتوا من بعدهِ كي يمحقونا!! انتظرنا عربياً واحداً يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا.. انتظرنا هاشمياً واحداً.. انتظرنا قُرشياًَ واحداً.. دونكشوتاًَ واحداً.. قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهُ.. انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنتره.. فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثره.. أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة! ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟ ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟ فجهادُ "الفاكسِ" من أبسطِ أنواعِ الجهاد.. هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ لجميعِ الشهداءِ الراحلين وجميع الشهداءِ القادمين..! ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟ وجريرٍ.. والفرزدق..؟ ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبره.. ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟ وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟ وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ.. بل كنّا ملوكَ الثرثرة.. ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ.. ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟ |
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني كَي أرحَلَ عَنك.. أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني كَي أُشفى منك لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ما أحببت لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً ما أبحرت.. لو أنِّي أعرفُ خاتمتي ما كنتُ بَدأت... إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني أن لا أشتاق علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني من هذا اليَمّ.. فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم |
ها قد رفعنا الشراع وتحركت السفينة .. بقي عليكم إخوتي التجديف .. فألقوا إلينا ما أطربكم من شعره .. تحياتي أبو العباس |
اقتباس:
احم احم , الدكتور هنا . لقد أسأت إلى نزار حين كنت كمن انتقص السيف حين شبهه بالعصا . أسألك : كيف يجتمع رفع الشراع والتجديف ؟ ؟ ! تشااااااااااااااااو |
ما أجمل كتاباته . ياسر القلب من أول وهلة فلا يفك الأسر إلا في أخر نقطة .!
|
الساعة الآن +4: 09:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.