((الا ترى بأنها تنظم الموضوع قليلاً وتجعله محصور في قضية ما وبهذا توصل القارئ إلى ما يريده بدون تشتت او حتى ضياع بين كلمات ... ؟؟؟))
أخي العزيز وحيد المعنى :
دراسة الظواهر التي تكتسب صفة العمومية هي ما أقصده في سياق كلامي ، فهذه الظواهر العمومية بعيدة عن التأطير بإطار محدد (= فئة معينة - بلد معين - مجتمع معين )تحتاج إلى دراسات متعمقة فلسفية تسبر أغوار الموضوع وتستقرءه كين تكون النتائج على مستوى من المصداقية والموضوعية وترتقي بأذهان المتلقين ولا تسطح عقولهم بطرح تقليدي نموذجه (= المظاهر - الأسباب - العلاج ) بل سياق هذه في مثل هذه الظواهر يزيد من الأمور تعقيدا ن وعلى العكس فكلما أطر الموضوع بإطار يمنحه المزيد من الخصوصية كان استجلاب هذه الأسلوب ممكنا ...
وسأضرب لك مثلا ...
عندما نتحدث عن ( التغريب السلوكي ) هذا الموضوع يأخذ صفة العمومية والتجريد والإطلاق ، بمعنى أن المناسب أن تكون دراسته دراسة فلسفية متعمقة باستحضار السياق التاريخي للظاهرة ، وتحليل المراد بالمصطلحات ، ودراستها كظاهرة عامة لايستقيم الإتيان بالأساليب التقليدية ، وذلك لسبب بديهي وهو أنه إذا سقنا الأسبا والمظاهر والعلاج في سياق الحديث عن هذه الظاهرة فإن اختلال المعنى وارد هنا من جهة أن الأسباب والمظاهر والعلاج لا تطرد عادة فليست الأسباب واحدة ولا طرق العلاج ولا المظاهر بل تنوعها واختلافها في الأفراد فضلا عن المجتمعات أمر ظاهر ، وإن كان ثمة قدر مشترك لكن الابداع لا يتأتى في سياقه لأنه من قبيل المعلوم..
وكلامي هذا لايلغي هذا الأسلوب بل الإتيان به لدراسة التغريب السلوكي في بلد ما أو فئة ما قد يكون مجديا لإمكانية الحصر والسبر ..
آمل أن يكون مقصودي قد اتضح ..
خاص الود : ثائر بن ثائر .