مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 30-12-2002, 10:35 AM   #2
العلم نور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 2
منصور النقيدان ..

من بيت الطين وتحريم الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك



كتبه / الشيخ عبد العزيز الجربوع فك الله اسره

-------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد ألا اله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله

أما بعد :

فكثير أولئك المرتزقة الذين يزاولون حرفاً شتى بغض النظر عن رفعتها أو دناءتها بغية الكسب المادي والارتزاق ، وهذا التوجه لهذه المهن ، والحرف من إفرازات الفشل الذريع في الحياة وعدم القدرة على التكيف معها ، ومعرفة طبيعتها ، وعلى رأس هؤلاء مرتزقة الأقلام والصحف ومتجري الفكر وللأسف الشديد أن يتقدمهم(منصور النقيدان) وأرجو أن لا ينزعج من الصراحة لأنه هو الذي هاجم الإمام أحمد رحمه الله ، وشيخ الإسلام بن تيمية ، والسلف قاطبة مدعياً الصراحة وقول كلمة الحق وخلط بين الصراحة والوقاحة ، وبين قول الحق وقلة الأدب مع سلف الأمة ولا غرو في ذلك لأنه لم يتأدب مع الله ، ومع رسوله إذ جعل شرع الله ألعوبة لعقله واطروحاته المهترية ، وفي مقابل الحط من قدر الأئمة الكرام ، وصالح المؤمنين ، الثناء العطر على ابن أبى دؤاد المعتزلي .

فلا زلت أذكر مقالاته المختمرة في الإمام احمد ، وابن تيمية وكان من آخرها مقالة المعوج في الشيخ الفاضل عبد الكريم الحميد عندما وصفه بأنه { فشل في التكيف مع الحياة الحديثة فلم يجد مخلصاً سوى اعتزالها }ونسى العلاّمة منصور أنه كان يوماً من الأيام ممن راق له هذا المسلك فسلكه ردحاً من الزمن ، ولكن حب الشهرة ، والظهور لا يتفق مع الزهد ، والإقبال على الله ، فأطلق العنان لنفسه متقلباً بين الطرق والمناهج لا يدري أيها أهدى سبيلاً حاله حال أهل الأهواء والطرق الكلامية حيث قالوا عن أنفسهم :

نـهاية إقدام العقول عقـال ..... وأكثـر سعي العـالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ..... وغـاية دنيانـا أذى ووبـال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ..... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

إن منصور أحد أولئك الذين يكتبون لكي يأكلوا ، ويتقلبون من فكرة إلى ما يضادها ومن منهج إلى ما يخالفه ، ومن ومبدأ إلى ما يعاكسه ، فمن رمي الشيخ عبد العزيز بن باز لإرجاء إلى الارتماء قلباً وقالباً في أحضان المرجئة ، والمعتزلة وتبني آراءهم والدفاع عنهم والحط من قدر خصومهم من سلف الأمة ، والزعم أن ما عند السلف ، ومن سار على نهجهم موروث من الموروثات ، يجب أن يغربل وأنهم من البسطاء الذين ينظرون للأشياء نظرة أحادية وبعينٍ عوراء ، ويد شلاء ولابد من الثورة على المألوف والموروث ، ومن الزهد وبيت الطين والتورع عن استعمال الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك والانهماك في الدنيا وزخارفها.

تناقض مالنا إلا السكوت له ..... وأن نعوذ بمولانا من النـار

يقول أحد الكفرة :

كل يوم أذهب إلى الصيد وأخرج السنارة وأضع فيها الديدان ، وأكره ذلك ولكن السمكة تحبها فلا يعقل أن أضع لها الكريما لأن السمك لن تقترب من السنارة ، بل أضع لها الديدان وأقول ، ألا ترغبين في الحصول على هذا . اهـ

إذاً سياسة منصور في الطرح ، هي أن يطرح ما عنده على حسب رغبة الناس وما يريدون ( حتى وإن كان ديداناً ) ويُسِعُونَ لهم في دين الله توسعة لم يأذن بها الله ، ولا رسوله لكي يحصلوا على قبول الناس ، ويصدرون في المجالس ، لعل الناس تنقاد إليهم مثل البهم

قال أحدهم ممن هو على شاكلته :
إذا لم ترغب أن يدخن ولدك ، لا تعظه ، وتتحدث عما تريده ، لكن أوضح له أن الدخان يمكن أن يؤخره عن لعب البايسبول ، أو الجري .
ولكن الإسلام أخي القاري يتحدث عما يريد هو ويأمر الناس به وإن لم ينصاعوا إليه فليسوا هم من الإسلام في شيء وأمر الأنبياء بذلك { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } ولم يأمرهم أن يحدثوا ويأمروهم بما يرغبون .

منصور وكيف يكون مجدداً أو تلميذاً باراً لمجدد نحرير
كنا نسمع باستمرار سؤالٌ يطرح مفاده ، كيف أكون مفكراً إسلامياً مرموقاً صاحب قلم لا يجارى وإن عجزت فكيف أكون تلميذاً باراً ؟
فكانت الإجابات عدة لا كنها لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ، وعبر الممارسات التي نراها ممن يزعم أنه مفكر إسلامي عظيم كمحمد عمارة ، و فهمي هويدي ، وخالص جلبي والقرضاوي ، وراشد الغنوش ، وعبد العزيز كامل ، وعبد اللطيف غزال ، وغيرهم ممن أعمى الله بصائرهم . . .

تبين أنه يمكنك ذلك إذا عبثت بالنصوص الشرعية وأخضعتها لعقلك وهواك ، ودعوت إلى الاختلاط من طرف خفي ، وأبحت الربا إن كان بنسب ضئيلة وأبحت المطعومات والمشروبات المحرمة إذا كانت بنسبة 01/0ودعوت إلى وحدة الأديان ، وأمرت بدخول البرلمانات ، وعلى رأس الداخلين المرأة وأوجبت احترام دساتير الغرب والعمل بها وناديت بالحرية ، والمساواة بين أفراد المجتمع مسلمهم وكافرهم ، ومنعت من تكفير اليهود والنصارى ، وأشدت بما عند الغرب من معتقدات وأخلاق ، وقلت إن الإسلام لا يرفض عقائدهم ، بل يرفض عاداتهم فحسب وزعمت أن العداوة بين المسلمين وبين اليهود والنصارى إنما هي اقتصادية لا عقدية وقلت أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يؤخذ عنه إلا في العبادات ، وأما أمور السياسة والحرب فلا يؤخذ بما قرر وإنما نجتهد مثلما اجتهد ، وحرمت الجهاد وقلت لا يحل إشكالاً في الحقيقة وإنما يقهر ويقود إلى الأزمات ويسد منافذ العقل ويدفع الأمم إلى الانحدار والانحطاط ، ووصفت عصر السلف بأنه من العصور المظلمة ، وحرصت على تجريد الناس من دينهم ومعتقدهم ووصفت الدين بالرجعية والتخلف وقمت بالتصدي لسلف الأمة العظام بالنقد والتنقص وأثنيت على العلمانيين وجعلتهم من أصحاب الفكر المستنير ، عند ذلك قل ما شئت فأنت المفكر الإسلامي الشهير .

وأما كيف تكون تلميذاً باراً مثل العلاّمة منصور

فما عليك إلا أن تتلصص على كتب السالف ذكرهم وتسرق منها ومن اطروحاتهم ، وتضيف إليها بعضاً من هرطقتك وسفسطتك وجزءً من تلاعب الشيطان بك أثناء منامك ويقظتك ، مغلفاً ذلك بدفاعك عن المارقين من الإسلام وأنهم من أخيار الأمة ثم توج ذلك بأن سلف الأمة أصحاب عيون عوراء وجموديون ألقموا ولقنوا ما يقولون ويكتبون عن شيوخهم ، عند ذلك تصبح الابن البار للعصرانيين والعلمانيين ، بل ربما فقتهم دناءة وخسة .

لماذا قسوة الألفاظ :

قد يعيب علّي البعض شدة الألفاظ وقسوتها التي مضت والتي ستأتي ، وأن هذا ليس من الإسلام في شيء فأقول مستعيناً بالله :

أ _ لقد أمر الرسول e أن نسف باللفظ إسفافاً ما بعده إسفاف لمن تعزى بعزاء الجاهلية وأن نقول عظ على فرج أبيك وأن لا نستعمل الكناية في ذلك بل اللهجة الدارجة ، وهذا فيمن أخطأ خطاءً ميسوراً في نظر كثير من الناس ، فما بالك بأخطاء الاعتقاد والكفر والزندقة .
ومن ذلك ما روي عن أبي بكر قوله لعورة بن مسعود الثقفي ( امصص بظر اللات ) وذلك في الحديبية وما روى لنا مسلم رحمه الله قول كعب بن عجرة عندما رأى عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعداً قال : ( انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعداً ..........) هذا في مسألة الخطبة.

وروى لنا مسلمٌ أيضاً قول عمارة بن رويبة لما رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال قبح الله هاتين اليدين ، لقد رأيت رسول الله e ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة .
وفي البخاري مقاطعة عبد الله بن مغفل لابن أخيه عندما لم ينتهي عن الخذف قال : والله لا كلمتك بعدها أبداً .

وعبد الله بن الزبير عندما قال لحبر الأمة ابن عباس إيماءً وهو تحت أعواد منبره قال : إن أقواماً أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم ، لا يزالون يفتون بالمتعة ، فرد عليه ابن عباس قائلاً إنك لجلف جاهل لقد فُعِلَت في عهد من هو خير منك عهد إمام المتقين .

هذا بالنسبة للصحابة رضى الله عنهم ، وأما من بعدهم فإليك ، أقوالهم :
فالإمام أحمد عندما نُقِلَ له قولٌ عن أبي ثور لا يتفق مع الدليل قال : أبو ثور كاسمه ونحواً من ذلك قال عن أبي حنيفة ما قوله عندي والبعرة إلا سواء ، وقال عن الكرابيسي كذب هتكه الله الخبيث وذلك في مسألة لفظي بالقرآن مخلوق ، وفي كتاب المجروحين لابن حبان كلام سفيان رحمه الله على أبي حنيفة ولا يخفى علينا قول أبي إسماعيل الهروي عن الاشاعرة وأنهم مخانيث المعتزلة وغير ذلك كثير مما يطول المقام بذكره .

فهل نحن أفضل من الرسول e والصحابة ، والسلف ، وأعلم منهم وأحكم أم أن العلامة منصور أشرف قدراً ممن مضى ذكرهم ، هيهات هيهات إلا أن نساوي الثرى بالثريا .
والسؤال ما هو الحكم الذي يفهم من هذه النصوص المتقدمة ، سوى جواز إطلاقها ، أو أفضليته ، أو تحريمه .

فإن كان الجواب بالأول والثاني ، أمكن حمل النصوص الواردة على ذلك ، وإن كان الجواب بالتحريم ، فهنا اعتراض ، حيث يلزم تأثيم الرسولe وسلف الأمة من الصحابة وغيرهم وإن قال قائل خلاف الأولى ، قلنا إذاً من صدرت عنهم ومنهم النبيe وأئمة الزهد والورع فعلوا خلاف الأولى ، فإن قيل هي مسألة اجتهادية لا تثريب فيها على المخالف ، عند ذلك لي أن أقول هذا المطلوب .

ب ـ لقد مللنا التمييع إلى درجة أن الصحوة الإسلامية لا تجد غضاضة في أن ترافق الزنديق وأن يصبح العلماني صديقاً باراً لها وأن ترتمي في أحظان المرتدين ، وتغشى مجالسهم دون اكتراث بحرمة ذلك ، ولا مانع لديها من مشاركة ، ومناصفة الرافضة في كل شيء كما دأب بعض رموز الصحوة المشهورين ، وهي مستعدة أن تعقد صفقات الحب ، والود لليهود والنصارى !! أي صحوة هذه وأي موجهين يوجهونها نحو الهاوية فإلى متى عد المحاسن التي تخفي حقيقة الرجل وخبثه .

إذا كان هذا نصح عبد لنفسه ..... فمن ذا الذي منه الهدى يُتعلمُ

ج ـ هذه الألفاظ يتضح من خلالها الولاء للمؤمنين ، والبراء من هؤلاء المجرمين الناكبين عن الصراط المستقيم ، فلقد كان سب آلهة المشركين ، وشتمها والحط من قدرها مطلب شرعي ولا زال إلى أن حصلت مفسدة سب الله عدواً بغير علم ، فنُهيَ الصحابة عن ذلك فبقي أمر السب مشروعاً مالم تحصل مفسدة أعظم من مصلحة السب .

د ـ إن تغليف النقد بتلك العبارات المائية ، وبتلك الكلمات الهادية يخرج موضوع النقد عن صلبه المراد خصوصاً إن كان المراد التحذير من الشخص ومسلكه ، ويورث الود لهذا الشخص خصوصاً عند العامة ، وبالتالي قبول كل ما يطرحه من زيغ وضلال ، وهنا الطامة العظمى والمصيبة الكبرى ومن تأمل نصوص الشريعة ، وأقوال أهل العلم المبنية على الأدلة الشرعية يجد أن الإسلام في النقد والتقريع ، والتثريب إما أن يثرب على الفكرة دون الشخص ، وإما أن يثرب على الشخص والفكرة معاً ، وإما أن يثرب على الشخص دون الفكرة خصوصاً إذا كانت فكرةً كفريةً الحاديةً ، قد تعلق في قلوب العامة إذا طرحت على مسامعهم وكان الناقد لها بضاعته ، العلمية مزجاة .

ولهذا نهي المسلم أن يغشى المجالس التي يخاض فيها بالكفر والإلحاد بآيات الله والاستهزاء بدينه إلا أن يكون منكراً عليهم ذلك ، وإن لم يستطع ، لضعفٍ علمي أو خوف جبلي فلا يجلس معهم وما ذاك ، إلا خشية أن يفهم من جلوسه الإقرار ، أو أن تطرح شبة تعلق في قلبه فيصبح مثلهم نسأل الله السلامة من الزيغ ، قال تعالى { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً } وقال تعالى: { وإذا رأيت الذين يخوضون في آيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } وهل منصور إلا ممن أنساه الشيطان فعكف على كتب الظالمين وأخذ يطرح بين أبنا امتنا الإسلامية خزعبلات وترّا هات تمجها الفطر السليمة .
هـ ـ الأصل أن تكون غيرتنا وتمعر وجوهنا لكتاب الله وسنة نبيهe ونغضب على هؤلاء الذين حاكموا القرآن والسنة إلى عقولهم العفنة ، ولكن للأسف الشديد أن نغضب لهؤلاء النابتة المهلكة لجسد الأمة وندافع عنهم وعن ضلالتهم ، وإذا رأينا خطاءً لا نفكر حتى بالرد ، ونزعم أن هذا منهج الرسولe وإذا أُحرجنا بالأدلة ، ووجوب الدفاع عن الدين وأهله قلنا لابد من ذكر محاسن أولئك المخطئين لأن الرسولe قال في الشيطان صدقك وهو كذوب وننسى أن الرسولe قال ذلك في الشيطان ، حيث كلمة صدقك لن تغير من حقيقة الشيطان شيئاً ولن تلبس على المؤمنين أمر دينهم بينما قولها لهؤلاء المرتزقة ستغير من صورتهم الكالحة في أذهان الناس وبالتالي خدعنا امتنا الإسلامية ويا سبحان الله حيث لم يكن الرسولe يغضب لشيء إلا إذا انتهكت حرمات الشرع ونحن نغضب إذا تكلم على الرجال المبتدعة والمنحرفين بما فيهم ، أي دين هذا وأي إيمان في قلوبنا هل غاب عنا حديث رسول اللهe الذي بوب عليه النووي باباً فقال [باب وجوب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع]وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدريt قال : جاء رجل إلى النبيe فقال : إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا ! فما رأيت رسول اللهe غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال : ( أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة ) متفق عليه وفي رواية قال أفتانٌ يا معاذ !؟

وهنا نقول هل عدّ رسول الله e محاسن معاذ قبل أن يصفه بالتنفير والفتنة ، وهذا وصف ليس باليسير فيمن حاول أن يطبق السنة وهي مسألة لا تقارن بحال من الأحوال مسائل النقيدان الأرجائية والمروقية وغيرها الذي فتح باباً على مصراعيه للزندقة والمروق من تعاليم الإسلام ، أجيبوا يا أصحاب المحاسن والأيجابيات أيها الإحتوائيون ، حيث ما بقي أحد من أهل الزيغ والفساد إلا وأحطتموه بسياج عظيم من الدفاع وذكر المحاسن إلا أن يكون من أهل الورع والزهد وممن يحاول أن يقتفي أثر السلف فالسهام الفتاكة والقذائف المحرقة فهذا على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الكريم الحميد وصفتموه بالتنطع تارة وأخرى بالشذوذ وثالثة بالخلل العقدي ورابعة وخامسة دون ذكر محاسنه وسلم منكم في المقابل العلمانيين والمارقين عن الإسلام بل دافعتم عنهم محتجين لهم بحديث الرسولe ( صدقك وهو كذوب ) حقاً وإن تعجب فعجب قولهم .

وفي ختام هذه النقطة تسمحون لي أن أقول عن منصور النقيدان صدقكم وهو كذوب وعن القرضاوي كذلك وعن أي زائغ يلبس مسوح العلم والعبادة صدقكم وهو كذوب ؟

وـ هل تريدون أن أقول إلى فضيلة الشيخ الرباني كما هي خطابات الزائغ محمد عبده لجمال الدين الأفغاني ، وأقول أخطأ الشيخ ولم يقصد ، وأثابه الله على ما قدم من خطأ للأمة ولا حرمنا الله من علمه وفضله وأظنه غفل وفقه الله ، ونور بصيرته و. . . . و. . . زـ من لم يرضى بهذه الألفاظ وقسوتها ورأى أنها ليست من الحق ، فما عليه إلا أن يشطب عليها ولكن هذا لا يرده عن الحق الذي بين هذه الأوراق .

منصور من بيت الطين إلى الأستاذية و( المفكرية )في أحدية راشد المبارك

قلت فيما سبق أن منصور ممن أنساه الشيطان فأقبل على كتب هؤلاء الضالين المضلين وكرع في موردها الآسن ، ليصبح مفكراً إسلامياً مرموقاً ، ولو وجد قبل إقباله على هذه الكتب العفنة تلك الألفاظ المحذرة ، والسيل الجارف من العبارات الحارة والشهب الكلامية المحرقة ، التي ينبغي أن يرجم بها هؤلاء المرتزقة ، متوجتاً بعُصيات عمر رضى الله عنه التي جلد بها صبيغ لوجدناه مستمراً على منهجه الأول بيت الطين والورع والزهد وعدم الشرب إلا من الزير حيث كان فيما مضى شاباً يافعاً يقطن مدينة بريدة وممن تحرك في قلبه وازع الإيمان و أشر مؤشره ، فلم يستطع أن يتكيف مع هذه الحياة الصاخبة التي تتنافا مع الزهد و الإقبال على الله ، فهرع إلى منهج العارفين بالله المريدين لما عنده ، فرفض جميع متع الحياة ، رفضاً لا يتصوره متصور ولا يصبر عليه أحد إلا أن يشاء الله ، (ويا ليته واصل ، وكم يتمنى الإنسان أن يرزق مثل هذا المنهج) ولكن :

خلق الله للحروب رجالا ..... ورجالاً لقـصعة وثريـد

حتى نهى عن الكهرباء واستعمالها ليس تورعاً بل تحريماً ، ولا يستمع إلى هذه الأشرطة الإسلامية لأن تسجيل المواد الإسلامية فيها إهانة لها ، وكان يرى وجوب تغيير المنكر باليد والقوة بل غير كثيراً من المنكرات بيده وبكل عنف دون النظر إلى عاقبة ذلك وهذا ناتج عن حبه للخير والصلاح ، وغير ذلك مما هو مقتنع به آنذاك ، وكان مقبلاً على فضيلة الشيخ فهد العبيد يتعلم مما عنده من الزهد والورع ، وكان مكباً على العالم الرباني عبد الكريم الحميد وكذا أقبل على العلاّمة عبد الله الدويش رحمه الله ، وغيرهم من أهل الزهد ، والورع ، لا حرمنا الله منهم ومن سيرهم العطرة ، وجمعنا الله بهم في جنان النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، وكان يُلحظ على منصور في تلك الفترة حبه للظهور والانتقام ممن نال منه ، فعندما يعاتب بكلمة رقيقة هادئة يقصد منه الخير وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن ، يكابر ويؤذن بالحرب هياجاً وصياحاً ويخرج الموضوع من نصابه وهو جدٌ كان موقفاً هادئاً باسماً رقيقاً ، لا لشيء إلا أنه يرى نفسه فوق النصيحة والمعاتبة ، وكثيراً ما يلبس الحق بالباطل ، للتورية على من يستمع إليه أو يقرؤه لإخراج أي موضوع عن مساره الحقيقي ، ومسكين من أوقعه حظه العاثر بين يديه ، لأنه في أكثر من موقف يلجا إلى الافتراء وإلى المبالغة والتهويل لأمر من الأمور القائمة بينه وبين غيره ممن يريد افتراسه سبيله في ذلك التحريف والتبديل وقلب الحقائق وصولاً بحجته إلى دليل يقبله السامع أو القاري غير آبه بحرمة ذلك ولا مبال ومن ثم يلجا إلى المراوغات للتهرب من هذا الموقف مثلاً ، أو للمكر والخديعة من موقع آخر بقصد الانتصار والانتقام ، وهذا ينافي الزهد ، ومؤشر إلى أمر خطير وكان بعضا من رفاقه ومشائخه يحذر من أن يُناقش أو يثار في مسألة ما ، وذلك لا ستعداده أن يلقي بمنهجه وراءه ظهرياً ليثبت صحة ما توجه إليه دون أي مبالاة أو اكتراث بما يحصل فيما بعد وهذه كانت من علامات الانحراف إضافة على توغله في أدران تلك الكتب المتسخة وفعلاً يفاجأ الأخوة والرفاق أن منصور تحول من بيت الطين وتحريم الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك فحسبنا الله ونعم الوكيل .

ابن تيمية ومنصور: ( ساقية لاطمة بحراً )

الذي دعاني لهذا العنوان هو انبهاري بتفتق علمية منصور وفرط ذكائه فأحببت أن لا أبخسه حقه من ذكر صفاته ومن يشبه من الجهابذة العلماء ، ولا أقرب له من ابن تيمية ، فإن :

منصور مُعَلَمٌ فطن وكذا ابن تيمية ، منصور حافظة حجة وكذا ابن تيمية ، ومنصور تقي وورع وكذا ابن تيمية ، ومنصور مناضل ومكافح عن الإسلام وكذا ابن تيمية ، ومنصور الجميع مفتقد لعلمه ومحتاج إليه وكذا ابن تيمية ، ومنصور بحر لا ساحل له في كل علم وكذا ابن تيمية ، منصور نبغ صغيراً ، وأفتى مبكراً ، وكذا ابن تيمة .

إذاً ما الفرق الجوهري بينهما ؟

ابن تيمية خرج في وقت والناس بعيدون عن شرع الله منهمكون في الدنيا وشهواتها ، فسعى جاهداً أن يردهم إلى الحق .

أما منصور فيظهر له أن الناس أصابهم الغلو ، والتنطع من كثرة الدين ، والإقبال عليه ورأى أنهم معرضون عن الدنيا زاهدون فيها ، فرأى من واجبه أن يخلعهم من دينهم ويصدهم عنه ويشككهم في عقيدتهم ، ويسلخهم من أخلاقهم ، وعاداتهم الحسنة لكي يحصل التوازن في المجتمع ويصبح الخزان الداخلي موازٍ للخزان الخارجي ، فشتان بين مشرق ومغرب .

وثمة فرقٌ آخر وهو غيرة منصور من شيخ الإسلام وانعدام هذه الغيرة من شيخ الإسلام ، فهل نستطيع هنا أن نقول كلام الأقران يطوى ولا يروى !! أي أقران ( بين عالم تقي ، وجاهل شقي ) أو نقول عن منصور بأنه البحر وابن تيمية الساقية فيقال ساقية لاطمة بحراً
قارنت هذه المقارنة لكثرة تعرض منصور لشيخ الإسلام بن تيمية .

هذه مقدمة مختصرة جدا تبين جزءً من واقع العلاّمة منصور ، سقتها لتكون ممهدة بين يدي ما سوف أطرحه من ملاحظات على ما كتبه أخيراً وأرسله إلى صاحب مجلة المجلة .

وما كنت لأكتب لولاء معرفتي باعوجاج منهج الرجل وعوره فلقد ناصحته في مقاله الأول وتوصلت إلى أنه صاحب فكر عقيم وذلك عندما سألته أثناء النقاش الدائر ما تقول فيمن يقول بخلق القرآن هل يكفر كما هو منهج أهل السنة والجماعة أم لا يكفر ؟
فكانت الإجابة بأنه لا يكفر .

وبعد ذلك تركته أملاً أن لا يكتب مرة أخرى في هذه الصحف وكنت محسناً الظن به فيما ذهب إليه من عدم تكفير القائل بخلق القرآن لعله ورع منه ، فصعقت لما رأيت مقالاته تترى في النيل من الإسلام وأهله فبعد مقاله أفكار نصارعها وتصارعنا ، أتبعه بمقاله حتى لا نستدرك على الشرع ثم أتبعهما بمقاله عن الشيخ عبد الكريم الحميد مستهزئاً به ، وأتبع ذلك بمقاله ، كثيراً ما ألصقت تهمة المروق لبواعث سياسية ، ثم هذا المقال الذي أنا بصدده ( نواقض الإيمان بين الشريعة المنزلة وتشقيقات الفقهاء ).


يتبع ..
العلم نور غير متصل