[برق1]

الأخ الفاضل (منصور بن يوسف ) :
شكر الله سعيك , عسى أن يجعل الله به نفعا .

الفاضلة ( شهرية ومن تنومة ) :
ليس بين الصحابيين ابن عباس وابن مسعود - رضي الله عنهما - خلاف !
فكلاهما يرى وجوب ستر الوجه
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - عند قوله تعالى : {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة "
أما رأي ابن مسعود - رضي الله عنه - فمعلوم .
وإنما جاء اللبس لما ورد عن ابن عباس قال عند آية ( إلا ما ظهر منها ) بأنه قال : الوجه والكفين
وهذا التعارض بين قولي ابن عباس نفسه قد فرغ العلماء المحققون من بيانه بحمد الله .

ها أمر
والأمر الآخر :
أنه حتى القائلين بجواز كشف الوجه - مع خطأ مذهبهم هذا - فإنهم يرون أن ستر الوجه هو (((( السنة )))) بلا خلاف !
وكذلك يرون وجوب ستر الوجه عند خشية الفتنة - وخشية الفتنة في زمننا هذا صارت أوضح من أن تحجب -

وثالث الأمور :
أن أدلة القائلين بوجوب الستر هي الحجة
أما أدلة القائلين بأنه سنة فإما ضعيفة أو منسوخة أو ليست صريحة الدلالة
ومن أمثلة الضعيف حديث عائشة عن أختها أسماء ودخولها على الرجال الرجال الأجانب بأثواب الرقاق ( الشلحة ) التي أبدت كثيرا من جسمها . فهو ضعيف لعشر علل .
ومن أمثلة غير الصريح حديث الخثعمية , فليس في رواياته دليلا على كشف الخثعمية لوجهها , بل وفي إحدى رواياته دليلا على أنها كانت صغيرة السن , حيث ورد بلفظ ( جارية )
وكذا قول ابن عباس بأن الزينة الوجه والكفان , فهو وإن كان العلماء قد خرّجوه , فإن منهم من حكم بأنه منسوخ بآية الحجاب من سورة الأحزاب , ولهذا قال ابن عندها ما نقلت أعلاه بأن الحجاب يشمل الوجه .

ورابع الأمور وآخرها :
أن القائلين بسنية حجاب الوجه , وأن الكشف جائز , لا يستطيعون رد أدلة دامغة , كدليل تخفيف الله تعالى عن العجائز بأن يضعن ثيابهن , فلا أحد ذكر أنها يجوز أن تظهر للرجال شعرها وصدرها , وإنما القصد خمار الوجه وإدناء الجلباب عليه .
وكذلك حدثي أمنا عائشة في حادثة الإفك ( ... خمرت وجهي (((( بجلبابي )))) ... ) وهو فهم واضح وتطبيق أكيد لآية الحجاب التي أمرت بإدناء (( الجلباب ))) { ... يدنين عليهن من جلابيبهن ....} والآية كما هو معلوم أمرت أمهات المؤمنين ونساء المسلمين كما صرحت الآية . فعائشة إذن طبقت الأمر الوارد بالآية ( إدناء الجلباب على الوجه ) وهو ما يد على أن الإدناء يعني ستر الوجه .
كيف إذا جمعناه مع حديثها في الحج : " كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ونحن محرمات ، فإذا مر بنا الركب سدلنا الثوب على وجوهنا سدلاً ".
لم تتحدث عن نفسها ! بل عن كل صاحباتها في الحج - رضي الله عنه وعنهن -
فكيف تترك الصحابيات واجبا من واجبات الإحرام وهو كشف الوجه للمرأة , إلى أمر جائز وهو تغطيته ؟! هذا لا يكون , لكنّ ارتكبن إثما !
ثم لو كان ستر الوجه جائزا لما كشفنه ( كلهن ) عندما يخلون , مع ما يواجهن من شمس وحر أو برد ,

والحديث عن وجوب ستر الوجه طويل , لكنه سهل لنصاعة الأمر , وكثرة الأدلة , وضعف استدلالات القائلين بسنية الستر .
لكني أكتفي بهذه النتف اليسيرة , إلا إن احتاج الأمر المزيد
أسأل الله لنا جميعا السداد , و أن يأخذ بنواصينا إلى الحق , وأسأله - وهو الستار والحافظ - أن يحفظ على المسلمات سترهن .