..
أهلا بك أخي الكريم ، و هذا الموضوع قد يكون فيه جوانب غامضة بعض الشيء ، و لكن منشأ الغموض هو في تأويل المصطلحات ، و لي تحفظ قبل البدء عبى بعض ما قلته ، لكي أتحدث بوضوع تام ..
أولا : لا يوجد مسلم على أنواع ، فالمسلم واحد ، و أما قولنا تقليدي ، فهذا اللقب يرمي به بعض المتعلمنين أو المتعصرنين أهلَ السنة السلفيين ، و يجعلونهم تقليديين كناية عن القِدم و التمسك بالتراث البالي - كما يزعمون - .
و أما قولك : مسلم علماني ، فالعلمانية كفر صريح مخرج من الملة إذ أنها تحتوي على شيء من نواقض الإسلام ، كتحكيم غير الشريعة ، و بالتالي فالإسلام و الكفر ضدان لا يجمعان بحال من الأحوال ، و لا يحسن بالمرء أن يجمع بين المتناقضات ، و من المصطلحات التي أردها في موضوعك : قولك : الوثائق ..!
هل نحن في مكتبة أو في معرض مخطوطات ..؟
و هل يليق أن نعامل النصوص المقدسة بهذه الألفاظ .؟
ثانيا : مسألة التراجع عن الرأي ، فإننا يجب أن نقول أن المنهج الصحيح الذي دعى إليه الإسلام ، هو الأوبة و الرجوع حين اقتراف الخطأ ، و تبين الحق ، و هذا هو المنهج الشرعي الصحيح ، و لم يأت به منهج آخر ، و الخلل في الذين يُطبقون هذا المنهج ، و ليس في ذاا المنهج ، و كما ذكرتَ أيها المبارك أن التقليدي لا يتراجع بخلاف العلماني ، و هذا ليس مطرداً ، بل حتى التقليدي إذا استمر في الخطأ بعد تبينه له ، فهو يُخالف منهجه ، و هو التمسك بنصوص الشريعة ..
في الحقيقة يا أخي أتعجب كيف جعلت المعلماني من غير المنافقين أو من المسلمين ، فالعلماني بين أمرين :
إما أن يُجاهر بعلمانيته ، و هذا كفر ظاهر..
و إما أن يعيش بها مندسّا بين المسلمين فهذا نفاق كما لا يخفى ..
إنك أيها المبارك قررت بعض القضايا التي يعتريها النقاش و يطول بها ، و يُداخلها كثير من الاعتراضات ، ثم ذكرت التساؤل الذي أدليتَ به حينما قلتَ :
سؤالي ... هل في الشرع الإسلامي في هذه الحالة يقدم الأحزاب العلمانية على الأحزاب الدينية والقومية لأنها تجلب المنافع وتدفع المفاسد بينما الأحزاب الدينية والقومية في البلدان المتعددة الأديان والطوائف والأعراق تجلب أشد الأضرار وتمنع المنافع ولكن بشرط أن تتقيد الأحزاب العلمانية بان تكون الأسباب الموجبة لقراراتها جلب المنافع وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها ؟؟؟؟
فأقول :
أولا: الشرع الإسلامي شيء ، و العلمانية الكفرية شيء آخر ، فيكيف تقر الشريعة العلمانية ، أو بلغة أصرح : كيف يُقر الإسلام الكفر ..؟
ثانيا : المقدمات التي ذكرتها و انطلقت منها كأصول لترك الخيار للقارئ الكريم في اتخاذ موقف معين ليست أصيلة ، و الأصيل إلم يكن أصيلاً فلن يأتي إلا بنتيجة مضطربة ..
أخيراً أيها الفاضل :
إن القواعد و المنطلقات التي انطلقت منها و الأصول التي أصّلتها في مقالتك ، تحتاج إلى توثيق ، فمثلاً إذا قلت أن فئة لا تقدر على الإدارة أو السياسة ، فلا بد أن تقرن هذا بشواهد تاريخية و مواقف ، لكي نرى هل فعلاً هؤلاء ينتمون إلى الفئة التي انتقدها في هذا الجانب ..
أما الكلام العام و التهم العارية من الشواهد و الأدلة و المستندات ، فهي مجرد حروف لا قيمة لها مالم تؤكد و توثق ، و أنا في نظري أن أسلوب الاتهام الفارغ قد انتهى عصره ، و قد وعى الناس و لم يعودوا كما عُهد من قبلهم ..
أصلح الله عقولنا و قلوبنا ..