قصة واقعية مؤثرة :
وعدت أحد الاساتذه في جامعة طيبة ان تبقى هذه القصه سرا لا ابوح به لانسان ، ولكني الان اجد في نفسي رغبة شديده في ان أرويها الابناء منتدى ابن الاسلام ، ووافق مشكورا على طرحها دون ان اذكر اسمه او ما يدل عليه ، وها اناذا اكتبها لكم باختصارحتى لا يملاكم الملل ..
فقد زارني الأخ الكريم في مدينة مدريد و وعرضت عليه مرافقتي لاحدى المدارس الابتدائيه والتي كان مطلوبا مني ان القي فيها محاضره للاطفال تحببهم الى مهنة الطب ، وترفع من هممهم . واثناء جلوسه الى جانبي في هذا اللقاء رفع احد الاطفال يديه وظننا ان لديه سؤال يتعلق بالموضوع ، وهو في الصف الرابع الابتدائي ، فسمح له بالحديث ..فقال .. من هذا الشيخ اللذي بجوارك يا دكتور هل هو طبيب ؟ فاجبته لا بل هو صديق .. فقال ..تسمح لي ان اتوجه له بسؤال .. قلت تفظل بعد اذن المشرفه . فاشارت اليه ان يسأل .. فقال ..بماذا اناديه لكي اساله .. قلت : بما تشاء .. فالتفت الى زميلي وقال .. هل انت قسيس .. قال له .. لا فانا مسلم .. قال .. لماذا لم تصبح طبيبا .. فأجابه .. لم أفكر في ذلك .. فقال .. بماذا تنصحني .. فاجاب صديقي .. ابحث عن الله .. فأشارت المشرفه بايقاف هذه المحاوره و فعلا أوقفت ..و اكملت محاضرتي و استمعت الى استفسارات الاطفال ..واثناء اجاباتي لهم كتب لي زميلي على الورقه التي أمامي " أكثر من ذكر كلمة ( الله ) اثناء اجاباتك ولو لم تحتاج الى ذلك " ثم ذهب الى المشرفه و طلب منها ان تسمح له بان يقدم للاطفال معاطف طبيه بعد انتهاء الحوار لان ذلك سيكون اعظم اثرا في نفوسهم و اخبر بان كل ذلك سيكون على نفقته الخاصه .. فوافقت المشرفه على الفور .. ثم خرج ولا خبرة له بالبلاد وارسل لي رساله مفادها انه يريد ارشادي الى اقرب مكان يمكن ان يجد فيه هذه المعاطف ، فارسلت اليه رقم زوجتي وطلبت منه الاتصال بها .. ودلته على بقيته ، ولما عاد كنا في الدقائق الاخيره للحوار فطلب من المشرفه ان تطلب من الاطفال الاجتماع حوله ليلبسهم المعاطف الطبيه .. واثناء التفافهم حولنا ضم الطفل الذي كان قد قدم اليه السؤل و ظل يقرء في كفيه ثم يمسح بهما على صدر الصبي ، ثم قال له ( قل اشهد ان لا اله الا الله .. وان محمدا رسول الله ) واعلم ان الله يحبك اكثر من حبك لنفسك يحبك طبيبا او معلما او ما تشاء .
ثم قال له ما اسمك .. فأجاب الصبي باسمه الذي قد كتبه زميلي كاملا في مفكرته .. ثم قال له .. اذا عاد اليكم زميلي في الشهر القادم فارسل الي رسالة معه ، فهز رأسه موافقا .. فقال له الان انصرف قبل ان ترانا المشرفه .. فانصرف الصبي .. ثم وجهت الي ادارة المدارس تعهدا تأمرني فيه بعدم السماح لنفسي او لاي شخص آخر بالتحدث في أي أمر يمس العقيده ، وان لا احاول نشر الفكر الاسلامي بين ابنائهم وطلبت مني التوقيع على هذا التعهد ، استفزني الخطاب كثيرا لكن زميلي الذي قد كان اكثر مني حكمة و خبره قال لي ( وقع على التعهد وذيله بالاعتذار و إلا ضيعت علينا فرص الدعوة الى الله ) وفعلت .. وللقصة احداث كثيره لن اوردها لكي لا اطيل عليكم ولكن المهم ان زميلي قال لي اثناء ركوبنا السياره .. قد آمن الصبي يا .... فقلت له تعتقد ذلك .. قال بل اتيقن ذلك انشاء الله .. لا تنسى ان تساله عن الرساله في زيارتك القادمه ..
وفي زيارتي التاليه .. بقيت اقول لزوجتي لا ادري ما الوسيله التي ستمكنني من الانفراد بالصبي لاسئله عن الرساله .. فافادتني بخطه رائعه قررت تنفيذها .. ولكن الامر لم يحتاج الى ذلك فبعد انتهائي من المحاضره خرج على المنصه عدد من الاطفال يحملون بيديم صندوق هدايا و درع تذكاري قدموها لي بعد كلمة جميله كانوا قد اعدوها باشراف المشرفه التربويه لمدارسهم ، وتقدم هذا الصبي الي بباقة ورد .. وشدني اليه بقوه لانحني فيقبلني ، ومن طبعي انني لا احب ان يقبلني أحد مطلقا فأبيت الانحناء و اكتفيت بشكره و مسح راسه ولما استيأس من الصغير قال لمشرفته بصوت مرتفع يعلوه نوع من التهذيب .. [الطبيب يرفض ان يقبلني يا استاذه ].. لا احب الاطباء فهم متكبرون .. من شدة الاحراج الذي شعرت به لم اعرف ما افعل فبررت ذلك بقولي .. احب تقبيلك يا بني ولكن اخاف ان انقل اليك العدوى فانا مصاب بالزكام .. فقالت المعلمه .. لا بأس قبله .. فلما دنوت لأقبله .. همس في أذني .. ( رسالة الشيخ داخل الورد .. تقول لك امي .. اوصلها اليه ) ثم ابتعد .. سبحان الله ، لم يتم اختياره ضمن الاطفال الموهوبين لكنه برايي موهوبا .
وفعلا اوصلت الرساله لاستاذنا الكريم بعد عودتي و بي فضول لقرااْتها .. فقرأناها معا وقد ورد فيها [ ايها الشيخ .. قد علمت من ابني ما دار بينكما و اثق بانك على دين حق ، ولكن بحثت الله ووجدت ان له أكثر من دين على هذه الارض ، وكلا هذه الاديان يكذب بعضها الاخر .. وابني ما زال يجد دفئ كفيك على صدره ..وهو عازم على مرافقتك ، وانا على اهبة ااستعداد لامنحه لك مع تحمل كافة نفقاته على ان يعود الي معلنا انتماه الى دين الاهي أصيل ، يقره الرب و يحبه و يحبنا متى انتسبنا اليه .. مستقبلنا مع الرب و الى الرب امانة في يديك ايها الشيخ و نحن بانتظار اتصالك )ترجمت لكم الرساله بمعناها الغريب فقد كانت مكتوبة بالاسبانيه و انا لا اجيد نقل الاسبانية الى العربيه باتقان
دمعت عينا أستاذي و صديقى الحبيب اثناء قراءته لمجريات الرساله فهو مرهف الحس سريع التأثير و التأثر ، فقال لي .. انظر انها تهب ابنها لله تعالى ونحن نهب ابنائنا للضياع ، فسألته عما ينوي فعله فاجاب .. هذا بيني و بين ربي فلا تسأل يا أخي الجبيب .. ولا زال الفضول يملاني لاعرف ما فعل زميلي مع هذه العائله و يثنيني الحياء عن معاودة السؤال او محاولة تتبع الامر
ولكن الامر الذي آلمني كثيرا .. هو انني منذ سنوات وانا اقدم مثل هذه الدورات ، والندوات ، والمحاضرات للاطفال وغيرهم ولم أحرك ساكنا في كيان حاضريها ، ولما تحرك شخص في مجلس عقد لي كان كيانه متجها الى غيري ، لم أحاول ان اقدم للاسلام شيئا انما بقيت اقدم بهدف الشهرة و الماده ، اما هذا الذي عمل لله و سعى لله لمس الاطفال في داخله الوفاء لله فساروا على نهجه ، تحدثت كثيرا دون أثر ، ولكنه بقي صامتا و تحدثت اخلاقه بما يحدث الاثر .. اسال الله ان يبارك له في عمره و علمه ولكم كذلك