مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-06-2008, 04:28 AM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|[ الإتباع والتسليم ]|

.
.


|[ الإتباع والتسليم ]|

إن سير الإنسان المسلم في هذهـ الحياة تقتضي على الإتباع والتسليم دون البحث عن التعليل لأي شيء فرضه الله ورسوله عليه .. لا شرطاً أن يكون تعليلاً يتبع الأمر والفرض في الأوامر وسبب فرضها ووقوعها .. ولذلكـ سُمّي إتباع وتسليم .

فالأمر من الله سبحانه وتعالى أو من نبيه عليه الصلاة والسلام .. أمراً قطعياً لا يحق لأحد أن يخوض فيه ويُبدئ رأيه ومقترحاته عليه .. والله عز وجل قال :
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا } الآية

وأمرُ الإتباع والتسليم دأب كل مسلم .. ويسير المُسلم في تلقي الوامر والإتباع والتسليم لها على نهجٍ وصفه الله عز وجل بكتابه حينما قال :
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الآية

إن الإتباع والتسليم يُؤخذ من مدرسة محمد بن عبد الله النبوية .. التي تفرض وتأمر .. ولنا فيها أسوة في حال تلقيها للأوامر والتسليم .. فهذهـ معاذة ـ رحمها الله ـ قالت : " سألت عائشة رضي الله عنها فقلتُ : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟.
قالت : أحرورية أنت ؟ قلت : لست بحرورية ، ولكني أسأل .
فقالت : " كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة "أخرجه الشيخان ، واللفظ لمسلم .

فتساؤل عائشة رضي الله عنها وأرضاها .. جاء بمثابة الإخبار بأن هذا الأمر يقتضي الإتباع .. وقولها : ( أحرورية أنت ؟ ) فإنه يقال لمن اعتقد مذهب الخوارج حروري ، نسبة إلى حروراء ، وهي بلدة قرب الكوفة ، وكان أولُ اجتماع للخوارج للخروج على علي بها ، فاشتهروا بالنسبة لها .( انظر الفتح 1/502) .

إن من صور التسليم أيضاً لله سبحانه وتعالى ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام حين تبعت زوجها، بعد أن وضعها وابنها في واد غير ذي زرع ومضى، تكرر على مسامعه: ياإبراهيم: أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولاشيء؟. وجعل لايلتفت إليها، فقالت له: آالله أمرك بهذا؟. قال: نعم.
قالت والإيمان رفيقها والتسليم لقضاء الله غايتها، والاعتماد عليه سبحانه وتعالى رائدها: إذاً لايضيعنا.

هنا معنى الإيمان الحقيقي والرضا بما يُقدرهـ الله سبحانه والتسليم والإتباع لأوامرهـ .. ولكنّا للأسف أصبحنا بزمنٍ يُحاول غالب أهله بالبحث عن البديل للحرام .. واستباحة المكروهـ والإعتياد على الشبهات لإرضاء النفس وهواها ..

وتبدأ حياة المسلم التقي في دنياهـ وتنتهي.. على معيار الطاعة لآوامر الله ورسوله واجتناب النواهي .. دون التشعب بالتفكير .. والبحث عن التعليل .. واختلاق البديل فالله سبحانه يقول :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } الآية

وتبقى أوامر الإتباع والتسليم لله معياراً للإيمان والله عز وجل قال :
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } الآية

قال جعفر الصادق : ( لِم ينشغل الناس بما أراد الله بهم وقد طواه عنهم ، ولا ينشغلوا بما أراده منهم وقد أظهره لهم ) أ.هـ

أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب


.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل