[قاهر الروس]

.
.

فلسفة

أحياناً نُساير تصرفاتنا مع تصرفات الناس وبالحقيقة قد لا تُعجبنا .. أي نتصرف كما يُريد الناس لا كما تُريده نفوسنا .

دائماً ما أتمنى أن لا يكون لأحدٍ فضل عليّ .. وكلي أفضال على الناس .. لأني لن أنتظر ولن آبه بأن يُردّوا إلي معروفي عليهم .. ولكن حينما يصنع أحدٌ معروف لي فدينٌ علي أن أصنع له معروفاً مقابل معروفه .. فإن كان الذي يُخطئ في حقي له حقٌ علي فكيف بالذي يصنع لنا معروفاً فهو من باب أولى بالمعروف .

ثمّة أموراً نصنعها ليس برغبتنا .. إمّا سياسة تُسايرنا على نهجها .. أو أن يقودنا من هو أقوى منّا في حياتنا الخاصة والشخصية .. وغالباً ما نُسلم أمر حياتنا لغيرنا وهذا الذي كنت أعيشه ..

هناكـَ من يُوفر لي حاجاتي .. ويُوجّهني في وجهات سفري .. ويأتيني بما تهواهـ نفسي .. ليس علي سوى أن أدفع ما بجيبي .

كم حاولت أن أجعل دموعي بقلبي لا بعيني .. فما بالقلب يُمكن أن يُخفيه الإنسان .. ولكن ما بالعين إن لم يأتي بأمرهـ أتى رُغماً عن أنفه .
وقد تُقلل الدموع من قدر الإنسان وهيبته .. وربما أحياناً تكون فخراً به ومحل اهتمام من حوله به .. وبالأول والأخير يعيش المرء لنفسه لا لغيرهـ في صالح أمورهـ أو شرهـا .

** **

وجهة أخرى !!

أحببتُ الإكثار من زيارة هذه الأماكن .. مقابر ، مستشفيات ، دار أيتام ، دار معاقين ...

لم تكن هذهـ الأماكن إلا أماكن أخذت جزءاً من حياتي .. أحببت من هم فيها .. في المقابر هلت دموعي على قبورٍ تُخفي بين لحدها أجساداً عشقت النظر في وجوهـ أهلها .. وحياتٍ عشتها تحت أكناف بعضهم .. وآخرين رسموا ابتسامة على شفتي .. لو لم يُحرّم ديننا وضع الزهور والورود على قبورهم .. لصنعت حقولاً للورود عليها ..

المستشفيات .. أماكن بغيضة .. تفيض بالظلمة العاتمة .. لكنها أسرت قلوب بريئة .. ونفوس طيبة .. حمداً لله على قضائه وقدرهـ ..
لم أعلم يوماً أهمية زيارتي لأروقة تلكـ المستشفيات .. غير أن ذاك طريح الفراش يكتب على ورقة [ إن زيارة الناس لنا هي علاجنا ] .
أطفالاً خرجوا على حياة بئيسة .. وشباباً لم يعرفوا زهرة شبابهم ولم ينعمو بأحلامهم .. وشيّاباً لم يُحالفهم حظهم بأن يحضنوا أبنائهم وأحفادهم ..

دار الأيتام .. أسوارٌ تحتضن فئة لا تعرف من يعولها ولا من هو ولي أمرها .. ينامون على رَجلٍ قد تولى أمرهم .. ثم يصحون على آخرٍ قد حلّ محله ..
زهرة حياتهم قامت لا على يدٍ واحدة .. بل أيادٍ كريمة سخرت نفسها لرعايتهم وقضاء حوائجهم .. عدّوهم بمنازل أبنائهم ومقام إخوانهم ..
بمسحة يد على رأس أحدهم .. ترفع رصيد حسناتك على قدر شعر رأسه .. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وأخبرنا عن غلاء هذهـ الفئة .

دار المعاقين ..
نذهب لإضفاء السرور عليهم .. ومن فرحتهم تسيل دموعنا رأفة بهم .. ابتسامتهم نبض قلوبنا .. وفرحهم أمل حياتنا ..
يُجاهد نفسه أمامنا ليُسيطر على يدهـ كي يرسم على صفحة بيضاء .. قمّة الصمود والأمل بالله سبحانه وتعالى ..

رزقنا الله حبهم .. وأعانهم في حياتهم
كلامي بلسان غيري !!
pen end !!

.
.