الفاضل // دكتور
سأقول ألف صدقت و صدقت ، لو كان محور حديثنا ( الفساد الإداري ) !
وسأعفي المسئولين –جدلاً- عن مهمة مراقبة و مسائلة ( أبناءنا و أبناء عمومتنا - كما تقول- ) الدورية و التي من شأنها أن تحد من ذلك الفساد .
لكن – أخي القدير –
نحن نتكلم هنا عن أمور الحياة العامة .
لن أتحدث عن تحسين الطرق و الشوارع و المرافق ، و التي نعلم بقدوم الوفود الخارجية إذا تزينت !
وسأقول : الجمال ليس ضروريــــــــــاً !
ماذا عن الأراضي المغتصبة دونما حق ، والتي تسهد العين و تبكيها وتقض مضجعها ؟!
عن ارتفاع سعر الأدوية – وهي قضية تمس بحياة الناس - ؟!
لدرجة أن زكاتنا أصبحت تذهب لمن يجدون المأكل و المشرب و المسكن و الملبس و لكنهم لا يجدون الـــــدواء !
وأفتى المشايخ الفضلاء بجواز إعطاءهم من الزكاة .
حتى إن الصيدليات أصبحت لا تلزم الناس بشراء ( باكيت الحبوب ) و إنما تضع كمية منها في أكياس صغيرة ، لأن هناك الكثير ممن لا يستطيع شراءها كاملة !!
ماذا عن الجملة التقليدية التي تسمعها من المستشفيات الحكومية قبل أن تفكر بالعلاج لديهم : ( لا يوجد سرير ) والتي حفظها الصغار قبل الكبار ؟!
هذا إن وجد علاجاً نافعاً عندهم – بعد الله – ووجدت معاملة حسنة ، و إلا ففي الغالب يذهب ( البعض ) الميسور إلى المستشفيات الخاصة التي تقابله فيها الأسعار الخرافية ، و التي يلزم بدفعها ( لأجل حياته ) .
و من المضحك المبكي أن جدتي – عافها الله – ذهبنا بها إلى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية التي على طريق بنبان لتلقي العلاج ، فمكثت عندهم شهر واحد فقط ، و لأنها إنسانية فقد أخذوا مقابل ذلك خمسين ألف ريال فقط لا غير !
أسمعها كثيراً إنسانية ، إنسانية ، إنسانية .. و لكن يبدو أن مفهومها عندي مختلف جداً عن مفهومها عندهم !
و ما أسهل الكلام .
ماذا عن أسعار المواد الغذائية ، التي أصبحت تنافس العقار و الحديد ؟!
لا ضير ، فلا لزوم للأكل .
حسناً ، والهجر التي على طريق الرياض ، و قرى جيزان و الباحة والتي لا يجد أهلها سقفاً لبيوتهم ؟!
و أقول –بيوت- مجازاً و إلا ففي الحقيقة هي جحور !
ألن يحسن من حالهم مليون دولار واحد من ملايين المغرب الخمسمائة ؟!
أما إذا كان كل ذلك لا يعلم به الملك فالمصيبة عظيمة و إن كان يدري فالمصيبة أعظم !
بل دعني أسألك كما الأطفال ( عمي دكتور .. وش يشتغل الملك ) ؟!
و لكن أسأل الله الذي أراد له أن يعلم عن التوأم السيامي في ( الكاميرون ) فنبوم و شفوبو ، أن يعلم عن محمد الذي على بند الأجور و عن عبد الله العاطل ، و عن سعيد الذي لم يجد سقفاً لبيته !
أسأل الحي القيوم الذي أراد له أن يعلم عمن تفصلهم عنه آلاف الكيلوات ، أن يعلم عمن يفصله عنهم ( كم متر ) !
وفي النهاية أقول لك جملتك الأخيرة !
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
هناك امور كثيرة كثيرة واشياء و و و كثيرة جداً لم يتسنى لك الان معرفتها وليس الكثير من الناس يتسنى له ذلك . |
|
 |
|
 |
|
ونحن كذلك يا أخي الكريم لم نتحدث عن كثير مما نعرف و نعايش ، فليس كل ما يعرف يقال و الواقع قد فرض علينا حدوداً نَلزمها قبل أن نُلزمها .
دكتور ، صدقاً أشكرك كثيراً .
آخر من قام بالتعديل ●غزآل العآرضية~; بتاريخ 03-06-2008 الساعة 04:04 PM.
|