..
حيانا قد يجد الإنسان في زوجته خلقاً لا يرتضيه ، و لكن بعضهم ييأس من تعديل الوضع ، و يستسلم لما هي عليه من حال ، و بالتالي فإن هذا سُيتعب نفسه ، و يشغل حاله . بينما لو شاور في أمرها ، و اتخذ ما يُناسب لاستطاع إحداث شيء من تقويم هذا الاعوجاج بالطرق السلمية المشروعة ، و بهذا تتحقق المودة و الرحمة بين الأزواج ..
فلا يظن ظانٌّ أن زوجته حينما انتقلت إلى عصمته أنها لا بد أن تكون كاملة مكملة .. فإنها قد جاءت من بيت أبيها الذي ربّاها ، و أبوها قد رباها على طريقته الخاصة ، فلا بد أن تجد فيها من الخصال ما ليس على طريقتك ، فهنا يأتي دوركـ في غرس الأمور التي تُريدها ، و هذا سهل لدى المرأة ، و لكن بحاجة إلى مزيد من التعقل ، و التفكير في الطريقة المناسبة لتنظيم أو تغيير أو تقليل شيء من هذه السلوكيات .
يجب أن يتقبل الإنسان كثيراً من الممارسات التي لا يُريدها من زوجته ، و أن يتعرف بشكل عام على طبيعة المرأة ، و عاطفتها القوية ، و حاجتها إلى التنبيه و التقويم بالحسنى ، و الانطلاق من منطلقات عاطفية يسد بها حاجة المرأة العاطفة لتصغي بكل ما تملك إلى ما تقوله ..
و لهذا ذكر في السير في عهد عمر - رضي الله عنه - أن رجلاً قد تنازع مع زوجته فرفعت صوتها عليه ، و دار جدال بينهما ، فخرج الرجل إلى بيت أمير المؤمنين يشتكي صنيع زوجته ، فلما أقبل على بيت عمر - رضي الله عنه - و طرق الباب ، إذ به يسمع صوت جدال بين عمر و زوجته فولى راجعاً ، فلما خرج عمر رضي الله عنه ناداه ، فسأله عن سبب طرق الباب ، فذكر الرجل لأمير المؤمنين ماكان من جدال بينه و بين زوجته و لكنه لما أقبل إلى بيت أمير المؤمنين إذا به يسمع مايجري في بيت عمر الفاروق ، فقال له عمر : " إنها معفة فرجي و طاهية طعامة و قائمة على أولادي .. أفلا أصبر على ما يكون منها " ، و هكذا كان تعامل رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أمهات المؤمنين ، و قد صح أن عائشة ألقت صحافاً من طعام أكثر من أربع مرات أمام رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فلم يزد على أن رفعها رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و يقول غارت أمكم ..
و المقصد من تقرير هذا كله أن الرجل لا بد أن يكون له دور في تقويم الظواهر السلبية عند زوجته ، و الذي يؤسفني أن الكثيرين يتذمرون من صفات لزوجاتهم و لكنهم لم يفكروا ساعة في تقويم هذه الصفات ، و لم يسعوا إلى التعرف على الوسائل التي من خلالها يُمكن أن يخرجوا بنتيجة ..
هذا بالإضافة إلى الخلل الحاصل في فهم كيفية الضرب ، و الوقت المناسب له ، و في هذا تفصيل يطول ..
شكراً لك أيها الكريم ..
و عذراً على الإطالة .