لو سلمنا بأن الصحابة والرسول - صلى الله عليه وسلم - ماتركوها إلا عادة ولسنا بالمسلّمين لك بذلك لقلنا
بأن الإصرار عليها بعد الإسلام ما كان إلا لقدسيتها وما تكرر الأمر إلا للتأكد فمن خواص التوكيد التي يفهم
منها التوكيد التكرار والإصرار .
ثم إن صح أن الصحابة قصوا ولسنا ولا العلماء نعلم أحداً قص سوى ابن عمر - وما زال العلماء مختلفين في صحة
الخبر الوارد عن ابن عمر رضي الله عنه - مع أنه لم يقص إلا عندما كان معتمراً من باب أنه يريد يشمل بالتقصير
جميع شعره . وهو بهذا الفعل خالف أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلا سمع له ولا طاعة في فعله هذا .
ثم إنك قلت بأنه لم ينقل لنا الإجماع سوى ابن حزم ومن قبله الشافعي وأتى من بعده الموافقون لمنهجهما وهنا انعقد
الإجماع ..
ثم إني أطالبك بما طالبك به أخي برق1 بأن تحضر لنا قولا واحد لمن يقولون بجواز الحلق .
هذا والله أعلم ..