وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سُئل النبي صلى الله عليه وسلم :
هل رأيتَ ربك ؟ .
فأجاب صلوات ربي وسلامه عليه :
( نور أنى أراه )
حكى الدارمى إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعين راسه
وأستثنى بعضهم ابن عباس حيث قال
( رأى محمد ربه) وذُكر هذا الرأى عن الإمام أحمد أيضاً .
و الراجح أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فى الدنيا
سئل فى الحديث هل رأيت ربك ؟ قال :
نور أنى أراه مسلم (3/12)
الإيمان والترمذي (12/172)
التفسير بلفظ :
نوراً أنى أراه
ثم ان القرآن لم يُصرِح بذلك ، بل بينَ رؤيته صلى الله عليه وسلم لأيات ربه ولو كان رأى ربه سبحانه لكان ذلك أولى بالذكر والله أعلم كما فى الآيات :-
قال عز وجل
سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم الإسراء 1
وقال سبحانه
أفتمارونه على ما يرى النجم12
وقال عز من قائل
لقد رأى من آيات ربه الكبرى النجم 18
وقال جل جلاله
وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرآن الإسراء60
عن ابن عباس فى تفسير هذه الآية قال
هى رؤية عين أُريها الرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به كما عند البخارى (8/398) التفسير
سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك عز وجل قال
رأيته بفؤادي ولم أره بعيني
الراوي: محمد بن كعب القرظي ، خلاصة درجة الحديث : مرسل ، وإن كان مرسلا فهو معضود بما ثبت عن الصحابة ، المحدث : ابن تيمية ، المصدر : تلبيس الجهمية ، 7/178
والذي عليه جمهور الصحابة : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ير ربه بعين رأسه ، وإنما رآه بعين قلبه ، هذا الذي عليه جمهور الصحابة والعلماء من بعدهم وهو الصواب ، والأدلة في هذا كثيرة
من أصرحها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم - هل رأيتَ ربك ؟ فقال :
رأيت نورا
وفي لفظة:
نور أنى أراه.
فالمعنى أن النور حجاب يمنعني من رؤيته ، رواه الإمام مسلم في صحيحه وهو صريح ، هل رأيت ربك؟ قال
نور أنى أراه ؟
واستدلوا أيضا بحديث أبي موسى الأشعري أيضا عند مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي لفظة:
النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه
فقوله : من خلقه ، هذا عام لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ومحمد من خلقه - عليه الصلاة والسلام - يشمله هذا لو كشف الحجاب لاحترق الخلق كلهم ومنهم محمد -عليه الصلاة والسلام-.
وأما ما روي عن ابن عباس - روي عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد -صلى الله عليه وسلم- ربه ؟ قال نعم ،
فهذا مطلق .
وفي رواية ثانية أنه قال: رآه بفؤاده،
فالمطلق يحمل على المقيد فقوله:
رآه ، يحمل على أنه رآه بفؤاده ، يعني : بقلبه ، وكذلك الإمام أحمد روي عنه أنه قال :
رآه ، وروي عنه أنه قال : رآه بفؤاده ،
فيحمل المطلق على المقيد ،
ولم يقل ابن عباس أنه رآه بعيني رأسه ، وكذلك الإمام أحمد ما قال: إنه رآه بعيني رأسه .
والروايات يفسر بعضها بعضا فرواية رآه تفسرها رواية رآه بفؤاده ، وهذا كما أسلفنا هو الصواب الذي عليه المحققون وعليه الجماهير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه ليلة المعراج بعينا رأسه وإنما رآه بفؤاده .
* * *
لا نلتفت لرواية الصوفية لهذا الحديث حيث رووه هكذا، قالوا "نور أنى أراه" بكسر همزة إني، وهذا مخالف لِمَا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "نور أنى أراه" فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ير ربه
والصوفية لم يقفوا عند حد الأدب مع الله سبحانه وتعالى ، ولم يتعلموا من موسى، وما جرى معه بل تعدوا ذلك حتى قال قائلهم :
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وإذا سألتك أن أراك حقيقة =فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى[/POEM]
فهو يأمر الله سبحانه وتعالى أن يسمح له برؤيته ، ثم ينهى قائلُهم اللهَ سبحانه وتعالى أن يجعل جوابه لن ترى كما أجاب موسى بذلك
- والعياذ بالله -
بل أنهم يقولون بالحلول اي أن الله
- عز وجل - يحل في أجسادهم
- تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً - فيقول بعضهم ( لا إله إلا أنا ) يقصد ( لا إله إلا الله )
- قبحهم الله أنى يؤفكون -
آسف جداً على الإطالة
للإستزادة