..
[ 3 ]
::: غش من أجل حلاوة مصاص ..! :::
في الصف الثالث الإبتدائي ابتلانا الله بمدرس من فلسطين ، شديد للغاية في تعامله مع المهملين ، فكان يوزع الكفوف و ( الطراقات ) و خصوصاً على القفا ، و أما المجتهد فلم يهمله ، بل كان يأتي بعلبة رائعة المظهر مملوءة بالحلوى ..
أذكر أنه طلب منا حل جدول الضرب في الفصل ، و من يسبق في الحل يأخذ الحلوى ..!
كان يجلس خلفي طالب اسمه ( عبدالعزيز ) ، هذا الطالب سريع في الكتابة ، و لكنه يغش كثيراً ، و يسبق بعض المتفوقين في الوصول إلى الاستاذ ليُصحح له ، ثم يفوز هو بالحلوى ، كنت كثيراً ما أتوصل للحل الصحيح من أجل الحصول على هذه الحلاوة ، و لكن يسبقني هذا الأحمق ، و كانت تُغيظني طريقته و استغلاليته ، لأنه يغش مني ، و يسرق جهدي ، و يحصل على الحلاوة التي أستحقها

..
و ذات مرة قمت بحل جدول الضرب ، و تعمدت الحل الخاطئ ليغش هذا الأحمق بالخطأ ، و يأخذ ( كفاً ) جميلاً على قفاه

، فلما ولى مسرعا نحو الاستاذ و قدم كتابه للتصحيح ، عدَّلتُ الفراغين الذين تعمدت الخطأ فيهما ، و ذهبت بكل تؤدة و تروٍ إلى الأستاذ متبختراً بنشوة أشعر بها ..لأفوز اليوم بالحلوى التي كنت أستحقها كل يوم ..
و كنتُ أستمتع بهذه الحيلة ، التي لم يعلم عنها أحد من زملائي ، على الرغم من تكرارها كل يوم عليه

لأستردَّ ما ضاع مني بسبب غش ( عبدالعزيز ) .. ليتني أراه اليوم حتى أخبرهـ .. !
و على جميل الذكريات نلتقي ..