من خلال المتابعة لما يطرح مؤخراً في الساحة الإعلامية ، بما فيها شبكات الـ[إنترنت] نلاحظ أطروحات غريبة في مضمونها وتوجهها ، ولايمكننا بحال قبولها أو التسليم بها ، سواءً كانت على شكل مواضيع ، أو تعليقات ، ومن ذلك : ـ
1= أن نرى من يصف الجهاد في سبيل الله ـ الذي هو ذروة سنام الإسلام ، وباقٍِِ إلى قيام الساعة ـ بالإرهاب ، مجاراة لأعدائنا ، وإعمالاً لمصطلحاتهم ، وتنفيذاً لسياساتهم .
2= التندر والسخرية بأي حركة جهادية في أرض الله ، قامت بهدف إعلاء كلمة الله ، وتخليص أوطانها وشعوبها من قبضة أعداء الله المحتلين .
3= محاولة إلغاء الفوارق بيننا وبين أعدائنا ، وإلغاء عقيدة الولاء والبراء : الولاء للمؤمنين ، والبراءة من الكافرين .
4= محاولة إلغاء مصطلح "الكفر" الذي أثبته القرآن الكريم ، وتكرر في مواضع عدة من كتاب ربنا ، وكذا في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . بينما بعض الأطروحات المعاصرة تحاول الإنكار أو التشكيك بأن يكون هناك كفر وإيمان ، وكافر ومؤمن ، بل يريدون جعل الجميع سواسية ! .
5= وفي مقابل ذلك من يتوسع في إطلاق أحكام الكفر ، دون بينة أوبرهان من وحي أو سنة ، فيطلقون أحكام الكفر على أفعال معينة قد لاتصل إلى حد الكفر ، وأشد من ذلك إطلاق أحكام عينية بالكفر . والحق أن مسألة الكفر والتكفير مسألة شائكة معقدة ، ليس من شأن آحاد الناس الخوض فيها ، بل هي من شأن وخصائص العلماء الربانيين الراسخين في العلم . ذلك أنه قد يبدو لنا هذا العمل كفراً أخذاً بعمومات الأدلة ، بينما يتبين للراسخين في العلم أنه ليس كفراً لوجود أدلة تخصص ذلك العموم ، أو تفسره ، ثم إذا ثبت لديهم بالحجة القاطعة أن هذا العمل كفر لايقبل التأويل ، فلا يلزم من ذلك المسارعة بتكفير مرتكب هذا الفعل ، حتى تتوفر الشروط وتنتفي الموانع .. فلندع هذا الأمر لأهله ، ولننج بأنفسنا من تلك المزالق الخطرة .
6= نجد في المنتديات من يُسفون في ردودهم ، ويستخدمون عبارات وألفاظاً ساقطة ، مليئة بالسخرية ، والهمز ، واللمز ، والتصنيف ، واتهام النوايا ، يلجؤون إلى تلك الأساليب المنحطة بمجرد اختلافهم معك أو اختلافك معهم ! .
هذه مجرد خواطر جالت في نفسي ، أحببت إهداءها لإخوتي الأعزاء ، فإن كنت أصبتُ فيما قلت فمن توفيق الله وله المنة وحده ، وإن كنت أخطأت فتلك طبيعة النفس البشرية ، وأستغفر الله عما جنت يديّ .