مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 24-06-2008, 10:04 PM   #9
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
ليس من مشكلة أصلا حتى تتطلب طرح الموضوع !!!
لأن :
ما وقر في القلب ظهر على الجوارح
فلا يمكن أبدا أن تجد تقيا حالقا مسبلا مدخنا !

إن من يزعم أن من تظهر معاصيهم كحالقي اللحى والمسبلين أحسن أخلاقا من الملتزمين , يزعم حتما أن من يطبقون السمات الشرعية والسنة النبوية أشر من العصاة !!!
وأنه كلما أحب الرجل أن يلتزم بالسمت النبوي فإنه يسوء خلقه
وأن العصاة أفضل فهما للشريعة وأفضل تدينا !!!!
إلى غير هذا من تخريف على صاحبه خطر منه كبير ! فقد قال هذا من قبل أناس أشرار , فهل يرضى أن يشبه قوله قولهم
قال عبد الله بن وهب: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس ما رأيت مثل قُرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء. فقال رجل في المسجد: كذبتَ، ولكنك منافق. لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: وأنا رأيته متعلقا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنكُبُه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }

وليس قول من قال بأن العصاة أفضل أخلاقا من الملتزمين عن قول هذا المنافق ببعيد ( وحاشاه أن يكون منافقا , بل هو مسلم صالح كريم , لكنه الجهل أو الهوى )


بما أنه لا يمكن أن يعلم مافي قلوب العباد إلا الله !
فليس لنا غير الظاهر
فمن كان ظاهره طيحني أو خمني , أو حلق لحية أودخان وإسبال أو ..... فهم عصاة وكل ودرجات عصيانه , وكل معصية ضعف في الإيمان , لا يزيد إلا بتركها
بل إن المصر على المعصية كحلق اللحية تتحول الصغيرة كبيرة

فهل لأحد أن يقول بأن الرجل المقصر ثوبه المكرم لحيته التارك للدخان المبعد عن طيحني وخمني وزفتني محل ريبة
عقول الناس دلتهم من قديم على أن هؤلاء أهل الثقة والصلاح وإن شذ منهم من شذ

اما من يقول إن المراجعين من أصحاب طيحني هم الأفضل , فيبدوا أنه واحد من المقصرين , وهواه يدفعه لتكبير أخطاء الملتزمين وتناسي أخطاء آل طيحني

لا تكثروا على من سمتهم التشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم والسلف الصالح
فهم من طبقوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم أول الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين نالوا شرف ثناء الله تعالى و ورسوله - صلى الله عليه وسلم -عليهم
وهم علماؤنا
وهم أول من يهب للجهاد والدفاع عن حرمات المسلمين
وهم معلموا أولادنا القرآن
وهم أئمتنا في الصلوات
وهم طلبة العلم الشرعي
وهم , وهم

غرائز الناس دلتهم من قديم بمن يثقون , وإلى من يطمئنون , سلوا الصغير والكبير والمرأة والرجل بمن يضع ثقته أولا أبالمسبل والحليق والمدخن أم بالملتحي المبعد عن الإسبال والدخان

لو كانت تجربة الناس أثبتت لهم خطأ ثقتهم بالملتزم لما ظلوا إلى اليوم على هذا , فلهم عقول وفطر سوية

أما أن نطالب الملتزمين ألا يخطئ منهم أحد , أو يغضب أو يكون جلفا , أو يعصي , فهذا حمق لكونه طلب محال جعله الله مستحيلا على البشر
كفاهم أنهم أقل الناس عصيانا , وأشبههم بسمت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما لدندنة حول أن المنافق في الدرك الأسفل من النار , فجهل , لأن معاقبة المنافق بجعله في الدرك الأسفل شهادة لفضل الملتحين غير المسبلين !
ذلك أن المنافق الذي يظهر (((( الإسلام ))) ويبطن (((( الكفر )))) يتشبه بمن هم أهل القفة فيثق به الناس , فيخدعهم , فلماذا لم يتشبه المنفق بأهل الفسق , لكونه يعلم أنهم أراذل لا يقتدى بهم أو يوثق .

مهما قيل وكرر , فالملتزمون خير الناس وإن خالف هذا ما يحبه بعض المسبلين أصحاب اللحى المحلوقة

ولا يعني كلامي اتهام الحليق بالغدر والسوء , لا فمنهم من هو أفضل خلقا من كثير من الملتحين لكنها ليست القاعدة

ومن المهم أن نعلم أن حسن الخلق غير درجة التدين , فدرجة التدين العالية فضل وخير كثير , وحسن الخلق فضل وخير كثير , فإن اجتمعا حصل الكمال , وإن افترقا فالتدين خير من حسن الخلق
ولهذا لا ينفع حسن خلق الكافر يوم القيامة شيئا , فليس لحسن الخلق عند الله دون الدين وزنا

فأنبل الناس وأرفعهم مقاما الملتزم حسن الخلق ’ ثم الملتزم ثم غيره من المسلمين ممن حسنت أخلاقهم وساء تدينهم .

يكفي الملتزم فخرا أن من يحبه في الله لالتزامه ينال التظلل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله
اما حسن الخلق غير المتدين فحبه لحسن الخلق لا للتدين وليس هذا هو الحب في الله

لذا فمن أراد الخير فليحب المسلم لمظهر التدين عليه كإعفاء اللحية وتقصير الثوب , وليكرة من العاصي مظاهر المعصية عليه كحلق اللحية والإسبال , واما النيات فلا يستطيع أحد أن يقول إن نية هذا كذا وهذا كذا


أخيرا :
ما أحب أهل اللحى مقصري الثياب إلى قلبي مهما ساءت أخلاقهم
وما أكره المجاهرين بالمعاصي إلى قلبي مهما حسنت أخلاقهم


أخي الكريم درباس :
أرجو ألا تغضب من كلامي , فهو مشاعري قد نثرتها وأحترم رأيك
وتقبل تحيتي
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
برق1 غير متصل