[ 20 ]
::: فقيه نبيه :::
إن المسلم حينما يتضلع بعلم من علوم الشريعة ، و يتوسع في الإطلاع و النظر ، فإنه كلما ازداد توسعا ازداد عملاً و بذلاً لله سبحانه و تعالى ، و ظهر أثر علمه في مجتمعه ، و مع الناس .
و إننا و لله الحمد في بلادٍ تُعد لكبار الأعلام معلما ، و لخيرة الرجال مجمعا ، و لطلبة العلم مرتعا ، و إني هنا أحدثكم عن رجل ظللت أستفيد منه قرابة العامين ، و أستمع إلى كلماته و اختياراته و شروحه ، و أنتفع بها ، جزاه الله عنا خير ..
ألا وهو الشيخ الفاضل : يوسف بن عبدالله الأحمد ، أستاذ الفقه المساعد في كلية الشريعة ، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، و للشيخ يوسف أسلوب فريد في الشروح الفقية و الحديثية ، و من خلال الاستماع إلى شرحه أو الاطلاع على بحوثه يتبادر إلى ذهنك فوراً الدقة و التثبت و المصداقية ، و قد كان يحرص على طلابه ، فكان يُجري لنا اختبارات تحريرية لما سبق شرحه ، و يُقيم لهم تكريما ، و يُهديهم ، و قد منحني شهادتين تشرفت بهما ، و أهداني كتابين الأول : ( أين نحن من هؤلاء ) للشيخ عبدالملك القاسم ، يقع في خمسة مجلدات ، و الثاني : ( كلنا دعاة ) للشيخ عبدالملك القاسم ، و يقع في مجلدين ، و أذكر أنني تسلمتهما من الشيخ الفاضل : صالح بن عواد الغامسي - حفظه الله - و للشيخ يوسف الأحمد اختيارات تدل على وعيه الفائق ، و عقليته الفعّالة ، و ترى ذلك إذا علمت أنه أضاف إلى المكتبة الإسلامية الفقية بحثاً فريداً في نازلة متشعبة عويصة وهي :حكم نقل الأعضاء ، فكان في المستشفيات يبحث و يسأل ، و يشرف بنفسه ، و في المكتبات يؤصل و يقتبس من كلام أهل العلم ما يعضد اختياراته .
إن تكلم فهو دقيق العبارة ، في معناها و مغزاها ، و الشيخ يوسف حفظه الله يشتهر بسعيه الدؤوب في إشاعة الاحتساب ، و تقديم المواد العلمية المتعلقة بهذا الموضوع ، وهو من المشايخ الذين يأتون البيوت من أبواها إنكاراً على المسؤولين ، و نصحاً و توجيها لهم ، حتى عهد منه هذا الشيء ، وهو إلى ذلك يناضل و يدافع ضد دعاة التغريب من خلال رد بأدلة شرعية على شبهاتٍ قد تؤثر في البعض فتتلقاها عقولهم بالقبول ، و كانت بدايته في محاضرة جريئة من نوعها بعنوان : الانحراف العاطفي . و أخرى بعنوان : قصة امرأة ، و قد خرجت كمادة صوتية تباع في التسجيلات الإسلامية ..
و بحكم توغل الشيخ يوسف في البيئة الطبية ، و اطلاعه عن قرب على بعض المخالفات التي لا تليق بالمجتمع المسلم ، قام الشيخ بحملة ضد الاختلاط في المستشفيات ، و له حلول تقاوم هذا الداء في المستشفيات و الأسواق ..
الشيخ يوسف من طلبة الشيخ عبدالله الجبرين ، و استفاد كثيراً من الشيخ الإمام عبدالعزيز ابن باز ، و كان يشاورنا في توقف الدرس وقت الامتحانات ، فقرر جميع الأخوة من طلبة الشيخ أن تتوقف الدروس في هذه الفترة ، فذكر لنا أنهم كانوا يخرجون قبل الامتحان إلى الشيخ ابن باز ليتزودوا منه بالعلم ، ثم يمضوا إلى امتحاناتهم ..
و للشيخ دروس ثابتة في أيام الدراسة ، منها درسه الفقهي في جامع البواردي بالعزيزية جنوب مدينة الرياض ، وهو يوم السبت بعد صلاة العشاء ، حيث يمكث ساعة و تزيد في شرح عمدة الفقه لأبي قدامة رحمه الله .
و له درس في الحديث في شرح المتن الفقهي الحديثي ( عمدة الأحكام ) لعبد الغني المقدسي - رحمه الله - في جامع الصانع الواقع في حي السويدي غرب مدينة الرياض ..
و له موقعه التابع لشبكة نور الإسلام ، و من خلاله يُطلع على فتاواه و دروسه و كتبه ، كما أنه حالياً يعمل على تأسيس قناة الأسرة ، وهو رئيس في مجلس الأدارة لهذه القناة ..
أسأل الله أن يبارك في جهود شيخنا ، و أن يجزيه عنا خير الجزاء ..
دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم ..