مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 30-06-2008, 09:28 PM   #7
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
أبا محمد :
انتهيت من تحرير تعليقات رأيتها على ردودك الكريمة السابقة
لكني رأيت تأخيرها ؛ لئلا يبعد بنا الأمر إلى مساجلات على هامش الموضوع
سأبدأ بما أراه يخدم الموضوع بعيدا عن المشاكسات , مع أنه لم يتم دخولنا إلى صلب المسألة بعد

أقصر الحديث هنا على تعليقات حول فوارق معاني كلمات ( الزهو , الخيلاء , البطر , الكبر )

اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها العائد الأول
عدم تفريقك بين الزهو والتجمل وعدم معرفتك لمعنى الزهو يا أخي إن الزهو هو الكبر بعينه!!
فالقول الذي هربت منه وقع فيك !!

قد نبهتك إلى الفروق بين الزهو والتجمل , وبينه وبين الخيلاء , وبينه وبين الكبر , وبيّنت أن أية كلمتين نظن معناهما واحدا فليس ظننا بصحيح , وإن تقاربت , وإن كان بينها اشتراك , بل لكل كلمة معنى مستقل مهما تقاربت المعاني
فالله تعالى يصف كل المسلمين عند الخطاب بقوله ( يا أيها الذين أمنوا ) ( إنما المؤمنون إخوة )
هذا عند السعة والعموم
بينما عند الضبط والمقارنة أو عند تقرير حكم ينبني على التفريق بين المعاني , فلا يصح الخلط شرعا ولا لغة
فالإسلام عند التدقيق يعني الانقياد والطاعة
بينما الإيمان يعني التصديق .
ولهذا عندما تعلق بإطلاقهما حكم بيّن الله تعالى الخطأ بالخلط بينهما : { قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ... }
*
لو قال الخطيب : أيها المؤمون
أو قال : أيها المسلمون
فإن شارح الخطبة يسعه أن يشرح العبارة الأولى عن الأولى بقوله : إنه يخاطب جموع المسلمين أمامه
والثانية بقوله : إنه يخاطب جموع المؤمنين الحاضرين
هذا في حال السعة
ولست بحاجة إلى أن أذكّرك بأنه لا يجوز أن نقول عند تقرير حكم شرعي : ( كل مسلم مؤمن ) , لكوننا خالفنا قوله تعالى : { قل لم تؤمنوا , ولكن قولوا أسلمنا ... } وليسوا منافقين ( كفار ) بل حكم الله أنهم مسلمون

لكن لا بأس أن أقول إن الزهو ضرب من الجمال . وأنه أيضا تيه الشخص بجمال حاله , وأن الخيلاء استعراض المرء جماله أمام الناس , وكلها لا يمكن أن تنفك عن الجمال , سواء كانت بمعنى كون الشيء جميلا ( زاهيا ) أو كون المرء يستعرض جماله لنا ( الزهو والخيلاء )
ولذلك تجدني أستخدم الكلمتين متجاورتين , وعليه فاستخدامي لهما متناوبتين من باب التجوز في حال السعة كما شرحت ومثّلت؛ فالمتحدث لا يمكن أن يتحدث إلا هكذا في حال السعة , لكن يبقى تنظيره دون مساس .

اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها العائد الأول
أنظر إلى أقوال العلماء: ( تعني : في الزهو )
قالب صاحب كتاب العين:زهو: الزَّهْو: الكِبْر وقال في موضع آخرالبأوُ: من الزّهو والافتخار والكِبر
وقال صاحب المحيط في اللغة:الزهو: من الكبر، وقال كذلك في موضع آخروالبَأْوُ: الزَّهْوُ والكِبْرُ،
قال صاحب القاموس المحيط:العَجْبُ بالفتح : أصْلُ الذَّنَبِ ومُؤَخَّرُ كلّ شيءٍ وقَبيلةً وبالضم : الزَّهْوُ والكِبْرُ والرجلُ
وقال صاحب الصحاح في اللغة:والزَهْوُ: الكِبْرُ والفخر. قال الشاعر:
متى ما أشأْ غير زَهْوِ الملو ... كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ
وقال في موضع آخر:قد زُهِيَ الرجل فهو مَزْهُوٌّ، أي تكبّر
ثم قال في موضع آخر:فيه لغةٌ أخرى حكاها ابن دريد: زَها يَزْهو زَهْواً، أي تكبّر.
وقال صاحب كتاب المخصص: ابن السكيت: رجل مُزدَهى - إذا أخذَتْه خِفة من الزّهْو ورجل مزْهو من الكِبْر
قال صاحب كتاب المحكم والمحيط الأعظم:الزَّهْوُ: الكبر والتيه والفخر
وقال صاحب تاج العروسو ) الزهو ( الكبر والتيه)
وقال صاحب لسان العرب:زها ) الزَّهْوُ الكِبْر!ُ والتِّيهُ
وقال صاحب كتاب العين:هو: الزهو: الكبر والعظمة.
وغيرها من الأقوال الكثيرة التي تبين فداحة ماقلت!!!!
كل الأقوال التي نقلت تدلك على أن الزهو درجة من استعراض الحال والزينة توصل إلى الكبر
ولهذا انظر أنهم يذكرون معها الفخر , والتيه , وهي مرتبطة باستعراض امآثر من زينة وغيرها , وليس الكبر بمعناه الدقيق

أبا محمد :
لا بد أن تسلّم باختلاف الكلمات الثلاث في معانيها , وأن لكل واحدة معنى لا تؤديه الأخرى

وأنت تعلم أمورا مهمة يحسن ألا تغفل عنها عندما نريد المعنى الدقيق لأحد الألفاظ اللغوية , خاصة التي كسبت معنى شرعيا يتوقف على معانيها حكم شرعي , مما يطلب منا الحرص الشديد في البحث والتدقيق والموازنات وطلب الأدلة - وهو الذي جعل شرط القدرة اللغوية ضروري للعالم إذا أراد الاجتهاد - ومن هذه الأمور :
1- أن كلمات اللغة وإن اتحد معناها ظاهرا , فلكل لفظة معنى مستقل , ومنها ( الزهو , الخيلاء , الفخر , البطر , الكبر )
1 – أن القرآن والسنة حجة على علماء اللغة .
2- أن كلام العرب في الجاهلية حجة على علماء اللغة أيضا
وعليه , فهات نصوص القرآن والحديث , وكلام العرب المتضمنة كلمة ( خيلاء ) ستراها مرتبطة باستعراض أنواع الزينة .
بينما استعرض نصوص الكبر في القرآن والسنة ستراها أوسع .
2- أن تفسير علماء اللغة لكلمة من الكلمات في حال السعة , غير تفسيرهم لها عند المقارنة بين المترادفات
فهم في السعة يفسّرون الزهو بالخيلاء وبالتكبر , والخيلاء بالتكبر والزهو , لكنهم عندما يريدون المقارنة بين المترادفات يدققون في استخدامهم فيجعلون الكبر غير الخيلاء والخيلاء غير الزهو
وقد مثّلت لك بكلمة قعد وجلس , ففي وقت السعة يقولون : الجلوس يعني القعود , لكنهم إذا أرادوا التفريق ربينهما بيّنوا أنهما ليستا كبعض

أولا :
الفرق بين الزهو والكبر

في نصوص العلماء التي نقلتها أنت , قد جعلوا ( الزهو ) هو ( الكبر ) .
لو أخذنا كلامهم هذا بعمومه دون معرفة حال حديثهم وظرفه لظنناهم أخطؤوا !

فما دام الزهو هو التكبر , فمعناه أن كل من وصفناه بأنه ( زاهٍ ) فهو متكبر ! فهل يستقيم هذا ؟
فعليه سيكون حتى ( بسر ) النخل متكبرا مرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب وهي الكبر!
كيف ؟!
البسر يسمى عند العرب ( الزهو ) من هذا ما في البخاري : " نهى النبي صلى الله عليه و سلم أن يجمع بين التمر والزهو ..... "
ويوصف بأنه زاه ٍ , و يزهو ! وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن بيع ثمر التمر حتى يزهو . فقلنا لأنس ما زهوها ؟ . قال تحمر وتصفر "
فهل تعني كلمة زاه و يزهو أنه متكبر ويتكبر ؟
لا أحد يقول بهذا , ولا أنت
فلا تتعجل أخذ ما يقوله علماء اللغة في حال السعة .
أخي :
ما أسلفت مثال وإلا فأنت أعلم بشيوع وصف الزهو دلالة على بهاء الشيء في عيوننا – كما وضحت لك سالفا – وليس الزهو من الكبر في شيء
وإنما قال علماء اللغة ما قالوا رعاية لما يستشربه الزهو في الإنسان خاصة من عجب وتبختر ثم كبر , فكأنهم يقولون إن الزهو الذي نعني هو الزهو الذي يكون معه تصعير الخد والترفع عن الغير بسبب الغنى أو الجمال , أو حتى زهو الاستعراض لما فيه من مشابهة المتكبرين الذين يحتقرون الغير اعتدادا بما لديهم ( كما يظنون ) أو ما شابه
بينما الزهو والخيلاء لا يستلزم احتقار الغير والترفع عليهم كما هو لازم للكبر
تصوّر رجلا يدلّ بمشيته ويستعرض امامنا لإظهار زينته , فهذا يوصف بأنه ( يزهو , و يختال ) ولكن فعله هذا لا يكون تكبرا إلا إذا صاحبه احتقار للغير وترفع عليهم .
ودليل هذا أنك تراهم يتحدثون عن الزهو في الصفحات التي نقلت منها أنت ما نقلت ويذكرون أنه غير الكبر

خذ مثالا من كلامك:
قلت : " وقال صاحب لسان العرب:
زها ) الزَّهْوُ الكِبْر!ُ والتِّيهُ " انتهى كلامك .
أقول :
وصاحب اللسان نفسه قال أيضا والزهو الكذب والباطل ..... والزهو الظلم , والزهو الاستخفاف .... والريح تَزْهَى النباتَ إذا هزَّته بعد غِب المطر ..... والزهو النبات الناظر والمنظر الحسن , يقال زُهي الشيءُ لِعَيْنِكَ والزَّهو نور النبتِ وزَهْرُهُ وإشراقُه يكون للْعَرَضِ والجوهرِ وزَها النبت يزهى زَهْواً وزُهُوّاً وزَهاءً حَسُنَ ....وزهت الريح أَي هَبَّت .... والزَّهْو البُسْر الملوّن يقال إذا ظهرت الحمرة والصفرة في النخل فقد ظهر فيه الزهو

تأمل هذا الكم الكثير من المعاني التي قالها للزهو !
فواجبنا ونحن نقرأ له , بدل أن نأخذ واحدا منها ونقصر الكلمة عليه , أو حتى أن نصفه بعدم الدقة بجمعه هذه المعاني المتباعدة , أقول : واجبنا أن ننظر في المعنى المشترك بين هذه الألفاظ لنعدّه هو المعنى الدقيق للكلمة
والجامع بين كل تلك المعاني التي ساقها ابن منظور لكلمة الزهو هو ( الزينة والبهاء )
يدخل في ذلك حتى قوله إن الزهو الكذب : ذلك لأن وصف الكذب بالزهو للمح أن الكاذب يحسّن الكلام ويتعمد تزيينه وترتيبه وتخليصه من الثغرات والتناقض حتى يخدع المخاطب ويضمن سيرورة كذبته عليه

وحسب النصوص السالفة , يتبين لنا أن الزهو ليس الكبر ذاته , وإنما هو وسيلة إلى الكبر , إذا تجاوز الحد في الزينة والاعتداد بها .

ثانيا الخيلاء غير الكبر
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها العائد الأول
النص الشرعي جعل الخيلاء هو التكبر ولم يجعله من التجمل والسياق يدل عليه.
أنظر قوله تعالى : { إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَادِينِ أَصْحَابِ الْإِبِلِ وَالسَّكِينَةِ فِي أَهْلِ الْغَنَم }

الآية الكريمة والحديث الشريف لا يشهدان لك , فبين الخيلاء والفخر وبين الكبر فرق , أما تفسيرهما بالكبر فلأجل ما توحيان به .
وورود كلمة الفخر وكلنا نعلم أنها غير الكبر , دليل واضح على أن الكبر ذاته لم يقصد بالحديث , وإنما قصد وسيلتان موصلتان له هما الخيلاء والفخر , ولو أراد الكبر لقاله – صلى الله عليه وسلم – ولم يحتج إلى ذكر كلمتين عنه .

فكلنا متفقون على أن ( الفخر ) غير ( الكبر ) , وكذلك فالخيلاء غير الكبر , وإنما إذا استخدمهما الشخص وسيلة للتكبر على الناس واحتقارهم وعدم قبول الحق منهم ؛ فإنهما يأخذان حكمه

فالخيلاء هنا تعني الاستعراض بالزينة والجمال
وهو قولي لك من قبل
فالخيلاء مرتبطة بالزينة , وهي استعراضها أمام الناس , وهذا الاستعراض جاوز الحد المباح من الزينة
ومن الاستعراض المحرم للزينة جر الثوب وإسباله

خذ شيئا من دلائل ربط الخيلاء بالزينة :
1- في تفسير ابن كثير :
" { فخرج على قومه في زينته ..... } يقول تعالى مخبرا عن قارون: إنه خرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة، وتجمل باهر، من مراكب وملابس عليه وعلى خدمه وحشمه، فلما رآه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زخرفها وزينتها، تمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أعطي، قالوا: { يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم } أي: ذو حظ وافر من الدنيا. فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا لهم: { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا } أي: جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الآخرة خير مما ترون .كما في الحديث الصحيح: يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ....
( إلى أن قال ) : ..... لما ذكر تعالى اختيال قارون في زينته ، وفخره على قومه وبغيه عليهم، عقب ذلك بأنه خسف به وبداره الأرض "
في التيسير بشرح الجامع الصغير : " نهى عن الركوب على جلود النمار ) جمع نمر ضرب من السباع منقط الجلد والنهي لما فيه من الزينة والخيلاء "
3- قول ابن تيمية : " .... سواء إذا جره لموضع الحسن ليتزين به فهو الخيلاء "

مما سلف من شواهد نستدل على أن ( الخيلاء ) مرتبطة بالزينة , وأنها استعراض الزينة والزهو بها , ومن صور هذا لبس الحرير وإسبال الثياب وهذا محرم . بالقرآن والحديث
وأما تفسير العلماء لهذا بأنه الكبر فلأنه بتجاوز الحد بإظهار الزينة ينقلب إلى التباهي والتعالي وتبختر المشي , وهذه من صفات المتكبرين .

ولا أريد كثرة النماذج 0 رغم كثرتها ) لئلا يتحول الحوار إلى منهج الإغراق

هذا من جهة
ومن جهة أخرى فتراهم يعطفون الخيلاء مرة على الزينة ومرة على الكبر , مما يدل على أنها غير الكبر , وإنما هي نوع من استعراض الزينة توصل إلى الكبر .
ومن شواهد هذا :
1- قال في النهاية : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب النمار وفي رواية النمور أي جلود النمور وهي السباع المعروفة واحدها نمر إنما نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة والخيلاء "
2- قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود :
" والمراد بالنهي الذهب الكثير لا المقطع قطعا يسيرة منه تجعل حلقة أو قرطا أو خاتما للنساء أو في سيف الرجل ، وكره الكثير منه الذي هو عادة أهل السرف والخيلاء والتكبر "
انظر ربطوها بالزينة من جانب , وبالكبر من جانب
ومما يدل على أن الخيلاء مرتبطة بالجمال والزينة عند الصحابة , سؤال عون المعبود : ( إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنة )
أي من غير أن أراعي نظر الخلق ، وما يترتب عليه من الكبر والخيلاء ، والسمعة والرياء .
ومن شواهد ارتباطها بالزينة :
1- قول الشوكاني في النيل : " وفيه استحباب الزهد في الملبوس وترك لبس حسن الثياب ورفيعها لقصد التواضع ، ولا شك أن لبس ما فيه جمال زائد من الثياب يجذب بعض الطباع إلى الزهو والخيلاء والكبر "
2- قول ابن تيمية " كما ارخص لهن في التحلي بالذهب و كما ارخص لهن في إطالة الثياب لمصلحة الستر و لأنهن خلقن في الأصل ناقصات محتاجات إلى ما يتجملن به و يتزين قال سبحانه : { أو من ينشأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين } "

بل لو جمعت الأحاديث وتأملتها رأيتها تربط المخيلة بالزينة واستعراضها
فاجمع انظر في النصوص الثرثة الآتية لتجد مصداق هذا :
1- قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار "
2- قال – صلى الله ليه وسلم : " وإياك والإسبال فإنه من المخيلة "
3- قال – صلى الله عليه وسلم – : " إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين , لا جناح أو لا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من ذلك فهو في النار لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا "
4- قال - صلى الله عليه وسلم - " كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة "

فما لم يعلل – الحديث الأول – يفسر بالعلة الواردة في الحديثين الثاني والثالث
أما ظن أن الخيلاء هي الكبر المجرد من الزينة , بحيث لو تزين رجل بإسبال ثوبه فليس حراما , إلا إن ارتبط بالكبر , فيرد هذا أن عموم الإسبال ورد في الحديث الأول تحريمه , و من ثم ورد في الحديث الثاني تفسيرٌ كاشفٌ لعلة التحريم وهي أن الإسبال ذاته نوع من المخيلة لا ينفك عنها , فهو محرم بذاته , والحديث الثالث يؤكد العلة الكاشفة بحيث ذكر أولا أن الإسبال ذاته محرم , ثم عقّب بالعلة الكاشفة التي دلت على أن الإسبال تجملا حرّم لأنه ذاته بطر , ولو أُريد أن التحريم مشروط بتوفر البطر لما كان سياق الحديثين هكذا , بل لكان الصواب لغة أن يكون نصهما من نحو :
(وإياك والإسبال إن كان من المخيلة )
( ما كان أسفل من ذلك فهو في النار إذا كان بطرا )

من كل ما سبق يتبين أن الجامع الذي جعلهم يصفون هذه الأعمال - الخيلاء والزهو والعجب ونحوها - بالكبر , هو أنها أسباب موصلة له , وعلامات عليه , ككون الكذب علامة على النفاق وليس هو .
والله أعلم
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
برق1 غير متصل