قال الأصمعي رحمه الله :
ما هبت علما قط ما بهت مالك ، حتى لحن ، فذهبت هيبته من قلبي ، وذلك أنني سمعته يقول : مطرنا مطرا ، وأيُ مطراً، فقلت له في ذلك فقال : كيف لو رأيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ؟؟! كنا إذا قلنا له كيف أصبحت ؟ قال : بخيراً بخيراً، وإذا مالك قد جعل لنفسه قدورة يقتدي به في اللحن ، ثم رأيت محمد بن إدريس الشافعي في وقت مالك ، وبعد مالك فرأيت فقيها علما حسن المعرفة ، بين يديه البيان عذب اللسان ، يحتج ويعرب ، لا يصلح إلا لصدر سرير أو ذروة منبر ، وما علمت أنني أقدته حرفا ، فضلا عن غيره ، ولقد استفدت منه ما لو حفظ رجل يسيره لكان عالما
* وينبغي أن لا يكون معجبا بكلامه ن مفتونا بجداله ، فإذن الإعجاب ضد الصواب ، ومنه تقع العصبية وهو رأس كل بلية
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث مهلكات ، و ثلاث منجيات ، فقال : ثلاث مهلكات : شح مطاع ، و هوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه .
وثلاث منجيات : خشية الله في السر و العلانية ، و القصد في الفقر و الغنى ، و العدل في الغضب و الرضا )
قال عبدالله بن المعتز :
العجب شر آفات العقل
* وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم ، فلا يعجل بالحكم به ، فلربما كان في آخره ما يبين أن الغرض بخلافه ، فينبغي أن يثبت إلى أن ينقضي الكلام ، وبهذا أدب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) * وعليه أن يفتح لخصمه باب العودة ، لا سيما إذا كان كلامه يحتمل وجهين ، فيحمل على أحسنهما
· ********************
المراجع : الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي
شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي
ابو حديفه خالد العمراني
khaled_alamrani@hotmail.com
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته