بسم الله الرحمن الرحيم
أخوكم الدي يحبكم أبو حذيفه خالد العمراني
أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم و رحمة و بركاته
إخواني في الله حياكم الله
حميدة قطب تروي مساومات ليلة تنفيذ حكم الإعدام على سيد قطب
سووم سيد قطب مساومات كثيرة , ليتخلى عن دعوته , و يعتذر عن عمله مع الله ’ و يتبرا من التنظيم الاخواني الجديد , و طلب منه أن يكتب سطرا أو جملة للرئيس عبد الناصر , يسترحمه و يعتذر له , و سوف يخرج من سجنه , و يلغي حكم الإعدام فيه , و تفتح له الدنيا , فياخد منها ما شاء من المناصب و المراكز و الوظائف و الأموال .
واستمرت هذه المساومات , حتى الليلة الأخيرة من حياته , واستخدم الطغاة أخته المجاهدة "حميدة"لتضغط عليه , ليستجيب لهم.
و نسمع إلى حميدة تروي لنا مساومات ليلة التنفيذ .
قالت " استدعاني ـ حموة البسيوني ـ مدير السجن الحربي ـ إلى مكتبه , و أراني حكم الإعدام , و التصديق عليه . ثم قال لي إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم , إذا كان شقيقي يجيبهم إلى ما يطلبون .
و قال لي ـ أي حمزة البسيوني ـ إن شقيقك خسارة لمصر كلها , و ليس لك وحدك , إنني غير متصور أن نفقد هذا الشخص بعد ساعات , إننا نريد أن ننقده من الإعدام بأي شكل و بأي وسيلة , إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام و لا أحد يستطيع أو ياثر عليه إلا أنت , أنت وحدك مكلفة بان تقولي له هذا , أنا مكلف أن ابلغه هذا , و لكن لا أحد افضل منك في تبليغه هذا الأمر , بضع كلمات يقولها و ينتهي كل شيء .
نريد أن يقول إن هذه الحركة كانت على صلة بجهة ما , و بعد ذلك تنتهي القضية بالنسبة لك , أما هو فيفرج عنه بعفو صحي .
قلت له و لكنك تعلم ـ كما يعلم عبد الناصر ـ إن هذه الحركة ليست على صلة بأي جهة من الجهات .
قال حمزة البسيوني أنا عارف و كلنا عارفون إنكم الجهة الوحيدة في مصر التي تعمل من اجل العقيدة , نحن عارفون إنكم احسن الناس في البلد , و لكننا نريد ان نخلص سيد قطب من الإعدام .
و نظر إلى صفوت الروبي و قال خذها يا صفوت إلى أخيها..
و ذهبت إلى شقيقي و سلمت عليه, و بلغته ما يريدون منه .
فنظر الي , ليري اثر ذلك على وجهي , و كأنه يقول لي اانت تطلبين ذلك أم هم ؟ و استطعت أن افهمه بالإشارة انهم هم .
و هنا نظر الي و قال و الله لو كان هذا الكلام صحيحا لقلته , و لما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله , و لكنه لم يحدث , و أنا لا أقول كذبا أبدا .
و سأله صفوت "يعني ده رأيك "
أجابه سيد "نعم"
فتركنا صفوت و قال على العموم تقدروا تقعدوا مع بعض شويه.
و أفهمت أخي الحكاية من أولها , و قلت له إن حمزة استدعاني و أراني الإعدام , و طلب مني أن اطلب منك هذا الطلب .
سألني ـ أي سيد قطب ـ و أنت ترضين بذلك ؟
قلت لا
قال انهم لا يستطيعون لانفسهم ضررا و لا نفعا , إن الأعمار بيد الله , و هم لا يستطيعون التحكم في حياتي , و لا يستطيعون إطالة الأعمار , و لا تقصيرها
كل ذلك بيد الله ..و الله من ورائهم محيط .
و كان هذا هو اللقاء الأخير , بين المجاهدة "حميدة " و بين شقيقها الشهيد.
اللهم ارحم المفكر و الأديب سيد قطب و ارزقه الفردوس الأعلى يا رب العالمين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كتبه أخوكم في الله أبو حذيفة خالد العمراني
المصدر سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد
Khaled_alamrani@yahoo.com