..
أخي المبارك ، سبق و أن أشرتُ إلى أن ما يُندرج تحت ( الحوار بين الأديان ) ، و أنه يكون على معانٍ ثلاثة ..
الأول : الحوار لإحقاق الحق و إبطال الباطل ، و هذا مستفيض في كتاب الله ، و هو الذي قام به الأنبياء عليهم الصلاة و السلام ، و منه قوله تعالى : [ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بين ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شئيا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ] .. الآية . و هذا فرض على الكفاية ، و ينتقل إلى الأعيان عند عدم وجود الكفاية .
الثاني : حوار المصالح المشتركة الدنيوية ، و هذا أقرته الشريعة كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام في حلف الفضول : " شهدت مع أعمامي في دار عبد الله بن جدعان حلفاً لو أنني دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت "و هذا جائز لما تقدم .
الثالث : حوار البحث عن ما يسمونه بالتقريب بين الأديان ، أو تمييع القضايا التي لا تحتمل إلا المفاصلة ، فهذه لا تجوز ، و هي ردة و كفر و العياذ بالله ، لأن فيها تقويضاً لأسس الشريعة و أركانها ، و نبذاً لبعض أصول الدين ، و القول بنسبية الحق .
و الذي أعرفه أنما تقوم به الرابطة حالياً هو من النوع الأول ، و للأسف يوجد مراكز حوارية نشأت مؤخراً ، تهدف إلى تحقيق النوع الثالث الذي يصادم شرع الله ..
و فق الله الجميع لطاعته .