..
[ 22 ]
::: التخرج و الالتحاق بالكلية :::
انتهت اختبارات الفصل الدراسي الثاني من عام 1425 هـ ، كانت هي نهاية علاقتي بالمرحلة الثانوية ، هنا يبدأ كل فرد في التفكير بجدية لتحديد مصيره ، هل سيكمل الدراسة و إن أكمل في أي قسم و أي تخصص أو أي كلية ..!
خيارات كثيرة ، و عند السبر و التدقيق تزداد صعوبة الاختيار، و تداخل الحيرة عقل الإنسان ..
كنت منذ الرابعة الإبتدائية أعشق اللغة العربية متمثلة في مادة التعبير و ( القواعد ) = النحو .
و لا أظن ذلك الحب إلا بسبب معلم تلك المادة في تلك المرحلة ، و ظل الاهتمام و الراحة لهذا التخصص ، حتى تخرجت من المرحلة الثانوية ، و لما جاءت النسبة و كانت بتقدير : [ ممتاز ] و لله الحمد ، فتحت كلية المعلمين بالرياض أبوابها ، و ذهبت للالتحاق بها ، و تم التسجيل بسلاسة في قسم الدراسات القرآنية ، و حدد موعد للمقابلة ، و ذهبت و دخلت على بعض المشايخ ، و من حسن الحظ كان الذي يجري المقابلة معي الشيخ : مساعد الطيار - حفظه الله .
فسألني عن الحفظ ، و عن بعض السور ، و طلب مني القراءة ..
و قرأت من عدة مواضع ، و لما نتهيت سألني : هل أنت ملتحق بالحلقات ..؟
قلت : نعم .
قال : ماهي برامجكم ..؟
فذكرت له ما تقدمه الحلقات لأبنائها .. عندنا .. و عندنا .. و عندنا .. إلخ ..
فقال لي ضاحكاً : ماعندكم إرهاب

قلت له : (تعال سير و تشوف) ..
و خرجت ..و قد تم قبولي ، و لكني فضلت التسجيل في جامعة الإمام لما فتحت أبوبها ، و من الطريف في يوم التسجيل أنني رأيت أحد زملائي يحمل ملفه ، و يريد التسجيل في كلية الهندسة ، و كانت جامعة الإمام في ذلك الوقت مقتصرة على التخصصات الشرعية و علوم اللغات ..
دخلت صالة التسجيل و قبلت قبولاً فورياً في كلية الشريعة و لله الحمد .
و لمناسبة وقت التقديم و تحديد المستقبل في هذه الأيام بالنسبة للأخوة خريجي المرحلة الثانوية ، فإني أقول لكم لا تتساهلوا في تحديد المستقبل ، و لا تجعلوا الأمور خبط عشواء ، و احرصوا على الالتحاق بالكلية أو المعهد عن قناعة و استعداد للدراسة ، لأااني أرى كثيراً من الشباب يُضيعون سنة أو سنتين من أعمارهم في تشتت و تنقل بين الكليات ، يأخذون التجارب على حساب سنواتٍ ثمينة من أعمارهم ..
أسأل الله لي و لكم التوفيق ..