..
[ 23 ]
::: اليوم الأول في الكلية :::
بدأت الدراسة بعد أيام جميلة قضيناها في الإجازة الصيفية ، ذهبت إلى الجامعة مع زميلي العزيز [ خالد ] الذي أُحبط من الدراسة في الكلية ، و تركها بما فيها ..دخلنا الكلية ، و وجدنا أننا في متاهات من ممراتها و فجاجها المتشابهة التي تلتبس علينا كثيراً ، و ظللنا نتيه فيها في الفصلين الأولين من الدراسة ..انتهى بنا المطاف في شؤون الطلاب ، ووجدنا طابوراً طويلاً ، فتساءلنا عن هذا الطبور ، لكننا لم نجد إلا أن نقف مع الواقفين ، و لما اقترب الدور فإذا هم الطلاب الذين لم تسجل أسماؤهم في الكشوفات ، و لم نكلف أنفسنا عناء البحث في الكشوفات ، فتركنا هذا الطابور و نحن نضحك من بعضنا ، و انطلقنا إلى لوحة إعلان الكشوفات ..
ووجدت اسمي ووجد زميلي اسمه و ذهب كلٌ إلى قاعته ، و دخلت القاعة و إذا عددهم قرابة الخمسين و كلهم باسم : عبدالله .. و أما صديقي فهو في قاعة أخرى ، و كلما انتهت محاضرة خرجنا و تلاقينا ، لأننا لا نعرف أحداً حتى الآن ..
سألت صديقي خالد من جاءكم ، فذكر لي أنه جاء دكتور الفقه و طلب منهم كتاب [ الروض المربّع ] <== باللهجة العامية

و طلب الآخر كتاب [ سنابل السلام ]

قلت : افلقني إن نجحت ..
حينما ينتقل الطالب من المرحلة الثانوية إلى الجامعية تنتقل شخصيته إلى مرحلة جديدة ، تظهر فيها ملامح الاعتماد على الذات ، تقوى لديه الرقابة الذاتية ، و تنمي شعوره بالمسؤولية تجاه نفسه ، و بها يبني نفسه بنفسه ، و لا مكان للذي يعتمد على غيره هنا ، فأنت تصنع نفسه بانضباطك ، و تقديرك للأمور ، و لهذا تكون أول هذه المرحلة ( مَطبَّا ) لكثير من الشباب .
دمتم بخير و على جميل الذكريات ألقاكم ..